تجاهد قوات خفر السواحل الإيطالية من أجل إنقاذ نحو 1000 مهاجر كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط ، في حين تتزايد منذ أعوام أعداد المهاجرين الذين يسافرون على متن زوارق متهالكة من أفريقيا. وقال مسؤولون اليوم إن فرق البحث تمكنت من إنقاذ 130 شخصا وأن العمل مازل جاريا للوصول إلى الباقين قبالة جزيرة لامبيدوسا جنوبي إيطاليا، فيما أفادت تقارير أن رجال الإنقاذ تعرضوا لتهديد من رجال مسلحين كانوا يستقلون أحد القوارب السريعة. وقال وزير المواصلات الإيطالي ماوريتسيو ليبي أن أربعة أشخاص يحملون بنادق من طراز كلاشنيكوف ويستقلون قاربا قادما من اتجاه السواحل الليبية هددوا رجال الإنقاذ لاستعادة القارب الذي تم اخلاؤه من الركاب. وشارك في عملية الإنقاذ، طائرة و4 سفن تابعة لخفر السواحل إضافة إلى قاربي سحب، في حين ذكرت وسائل إعلام محلية أن المهاجرين كانوا على متن 12 قاربا قاصدين السواحل الايطالية. وكان ما لا يقل عن 300 مهاجر قد لقوا حتفهم غرقا الاسبوع الماضي في البحر المتوسط . وابتلعت الأمواج العاتية التي تسببت فيها عاصفة القوارب التي حملت المهاجرين بعد انطلاقها من سواحل ليبيا. وأنقذ يوم الجمعة الماضي نحو 600 مهاجر كانوا على متن قوارب على بعد 80 كيلو مترا من سواحل ليبيا. وأعلنت مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن نحو 3500 شخص لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط خلال عام 2014 بينما أنقذ أكثر من 200 ألف شخص خلال نفس الفترة. وقالت الحكومة الإيطالية الأسبوع الماضي إن إجمالي أعداد المهاجرين الذين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية منذ بداية العام الماضي تجاوز 100 ألف مهاجر. وألغت السلطات الإيطالية دوريات "البحث والإنقاذ" المعروفة باسم "مار نوسترم" في البحر الأبيض المتوسط وهو ما كان له دور في زيادة تبعات كوارث الغرق التي تودي بحياة اللاجئين. وأنقذت الدوريات الإيطالية أكثر من 70 ألف شخص منذ بدء عملها في أكتوبر 2013 لكنها أنهت عملياتها. وكانت عدة دول أوروبية، بريطانيا من بينها، قالت إن وجود عمليات انقاذ متطورة قد تشجع المهاجرين على الإقدام على الهجرة. وبدأ الاتحاد الأوروبي دوريات بحرية في البحر المتوسط في عملية جديدة لمساعدة إيطاليا على التعامل مع تدفق المهاجرين القادمين من شمال أفريقيا. وطالبت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الاثنين دول العالم بالتحرك السريع لمواجهة التهديدات المتزايدة جراء الفوضى التي تسود ليبيا وما يتعرض له المهاجرون هناك من أخطار . وأفادت المنظمة بأنه تم إنقاذ 1600 مهاجر من الغرق خلال الأيام الثلاثة الماضية كانوا على متن قوارب انطلقت من ليبيا لعبور البحر المتوسط وهي غير صالحة للإبحار، إضافة إلى 330 شخصاً لقوا حتفهم غرقا قبل أسبوع.. مؤكدة أن هذه المأساة ما هي إلا إشارة واضحة على الفوضى والتفكك في ليبيا وضرورة التحرك الدولي العاجل لرأب الصدع. وبينت المنظمة أن جهود خفر السواحل الإيطالية هي التي أدت لإنقاذ هذه القوارب منذ الجمعة 13 فبراير الجاري، مشيرة الى أن إيطاليا بمفردها أنقذت خلال العام الماضي 172 ألف مهاجر من الغرق في البحر المتوسط . وقال مدير عام المنظمة ويليام لاسي سوينج أنه رغم أن العديد من الدول قامت بإجلاء رعاياها من ليبيا، إلا أن الآلاف الآخرين من المهاجرين مازالوا عالقين في ليبيا وتقطعت بهم السبل وهم بحاجة عاجلة للمساعدة، مبيناً أن الفوضى المتفاقمة في ليبيا تمثل مخاطر كبيرة بالنسبة لإيطاليا والقارة الأوربية . وطالب لاسي الاتحاد الأوربي بإنشاء آلية فعالة للقيام بعمليات البحث والإنقاذ في البحر المتوسط للاستجابة لهذه الحالة الطارئة وإنقاذ الآلاف من المهاجرين الفارين من السواحل الليبية . سبا
