توصلت القوى الست الكبرى وإيران اليوم الثلاثاء إلى اتفاق نووي بعد مفاوضات ماراثونية في العاصمة النمساوية فيينا. وجاء الاعلان عن الاتفاق خلال مؤتمر صحفي مشترك عقدته الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف. ويشمل الاتفاق تحديد النشاطات النووية لإيران، وتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها، كما يتضمن تسوية بشأن تفتيش المواقع النووية، تسمح للمفتشين التابعين للأمم المتحدة بمراقبة المواقع العسكرية الإيرانية، بيد أنه يمكن لإيران أن تبدي الاعتراض على بعض طلبات دخول هذه المواقع. وعبرت موغيريني، عن قناعتها بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم بين مجموعة 5+1 وإيران بشأن الملف النووي الإيراني، يتجاوز حدود هذا الملف. و أضافت أن "هذا الاتفاق يفتح صفحة جديدة أمام العلاقات السياسية الدولية". وأشارت الى أن المفاوضات الطويلة والمكثفة أثبتت أن من شأن العمل الدبلوماسي والتنسيق والتعاون التغلب على عقود طويلة من المواجهة. من جانبه وصف ظريف الاتفاق بأنه "مرحلة جديدة من الامل" وفي تطور منفصل، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إنه وقع مع الجانب الإيراني على خارطة طريق لحل عدد من القضايا العالقة. ولفت أمانو إلى أنه يتوقع اكتمال عملية تقييم لأي بعد عسكري محتمل في البرنامج النووي الإيراني بحلول نهاية هذا العام. ويتوج هذا الاتفاق مفاوضات وصفت بالماراثونية بين القوى الدولية (مجموعة 5 + 1) وإيران. واستمرت المفاوضات الأخيرة في فيينا قرابة ثلاثة أسابيع جرت خلالها محادثات مكثفة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف. ورحب الرئيس الإيراني حسن روحاني بالاتفاق النووي قائلا إنه يفتح "آفاقا جديدة"، بعد حل "هذه الأزمة غير الضرورية". وفي تغريدة على "تويتر"، كتب روحاني إن نجاح المحادثات دليل على أن "الالتزام البناء يؤتي ثمارا"، وأنه بات من الممكن الآن "التركيز على التحديات المشتركة"، فيما يبدو إشارة إلى مكافحة تنظيم "داعش". ولاحقا قال في كلمة متلفزة أن "الله استجاب لصلوات أمتنا". وأشادت بريطانيا ب"الاتفاق التاريخي" الذي تم التوصل إليه مع إيران. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إن تركيزنا الآن على التنفيذ السريع الكامل للاتفاق، لنضمن أن تظل الأسلحة النووية بعيدة عن متناول يد إيران. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن "العالم تلقى الاتفاق النووي بارتياح كبير". كما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الاتفاق سيكون "قويا بما يكفي" لعشر سنوات على الأقل، وإن القوى الكبرى ستتابع عن كثب كيف ستستخدم إيران أموالها بعد رفع العقوبات. وصرح لصحيفة "لوموند" الفرنسية إن موقف فرنسا "الحازم مكن من التوصل لاتفاق قوي بما يكفي للعشر سنوات الأولى على الأقل". وأضاف فابيوس أنه "ممكن جدا أن يسافر إلى طهران". كما قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز إن الاتفاق "تطور إيجابي للغاية" يمكن أن يفتح باب الاستثمار في إيران.