فيما يوصف بأنه صدمة للجمهوريين واليمين المتشدد أظهر أول استطلاع للرأي يجري عقب يومين من المناظرة الرئاسية الأولى تراجع شعبية الرئيس الأمريكي جورج بوش المرشح الجمهوري وتقدم منافسه الديمقراطي السيناتور جون كيري . ففي استطلاع ظهرت نتائجه السبت أعطى المشاركون في الاستطلاع لكيري 49 في المائة من اصواتهم بينما حصل بوش على 46 في المائة وهو ما يمثل خسارة لبوش الذي أحرز قبل مناظرة الخميس تقدما هائلا في استطلاعات الرأي . واستند الاستطلاع - الذي أجري لصالح يو إس إيه توداي و سي إن إن وجالوب إلى أسئلة موجهة للناخبين المرجحين والمسجلين معا, وحصل المرشح المستقل رالف نادر على واحد في المائة فقط من تأييد المشاركين في الاستطلاع . وقبل الاستطلاع الأخير وهو الأول عقب المناظرة الرئاسية الأولى التي ركزت على السياسة الخارجية والأمن القومي, كان بوش يتقدم بنسبة 52 في المائة مقابل 44 في المائة لصالح كيري بين الناخبين المرجحين في استطلاع أجرته مؤسسة جالوب في الفترة ما بين 24 إلي 26 سبتمبر الماضى أي قبل المناظرة بأربعة أيام فقط . وحصل بوش في الاستطلاع ذاته على 53 في المائة مقابل 42 في المائة لصالح كيري الذي تعرض لحملة انتقادات عنيفة في أغسطس الماضى.. وكان معظم المراقبين قد أجمعوا على تفوق كيري على بوش في المناظرة, حيث ظهر الأول بصورة واثقة وأداء أفضل وإحصائيات ثرية , أما الثانى فقد وضح عليه التوتر والضيق وتكرار الشعارات . ولم تقتصر الأنباء السيئة لبوش علي ذلك, حيث أظهر الاستطلاع أن 51 في المائة يرون أن كيري بإمكانه الأداء بصورة أفضل في قضايا الاقتصاد بينما حصل بوش علي تأييد 44 في المائة فقط .. وتتناقض تلك الأرقام مع استطلاع 24-26 سبتمبر الذي أعطى تأييد 51 في المائة لبوش مقابل 45 في المائة لكيري فيما يتعلق بالاقتصاد . على الجانب الأخر, يمثل هذه الاستطلاع أفضل أنباء تتلقاها حملة كيري منذ قرابة شهرين, قبل أيام من المناظرتين الرئاسيتين , الثانية يوم الثامن من أكتوبر الحالي , والثالثة يوم 13 من الشهر نفسه , وينتظر أن تركزا على القضايا الداخلية التي يتعرض فيها سجل بوش للانتقاد بشكل يفوق سجل الأمن القومي والسياسية الخارجية التي اعتقد مؤيدو بوش أنها نقطة ضعف للمرشح الديمقراطي ونقطة قوة لرجل الحرب والقوة بوش. وتأتي الأنباء الأسوأ للمعسكر الجمهوري في صورة نتائج الاستطلاع التي أظهرت تراجع أسهم بوش عند سؤال الناخبين عن أداء الرئيس في مواجهة الإرهاب وحرب العراق . فقد أظهرت النتائج أن 51 في المائة يعتقدون بأن بوش الأكثر قدرة علي التعامل مع أزمة العراق, في مقابل 44 في المائة لكيري , ويمثل ذلك تراجعا بأربع نقاط لبوش الذي حصل على 55 في المائة في استطلاع ما قبل المناظرة . احتفظ بوش بالمقدمة أيضا فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب, حيث حصل على تأييد 56 في المائة مقابل 39 في المائة لصالح كيري , غير أن ذلك يمثل تراجعا أيضا لبوش الذي حصل علي 61 في المائة في آخر استطلاع قبل المناظرة الرئاسية الأولى . وفيما يتعلق بالصفات أو المزايا الشخصية , أعطى الناخبون أصواتهم بصورة متساوية لكل من بوش وكيري , بينما تفوق بوش بفارق كبير لدى سؤال المشاركين في الاستطلاع عمن يمكن وصفه بأنه زعيم قوي . وعاد كيري للتفوق من جديد لدي سؤال المشاركين في الاستطلاع عن المرشح الأكثر قدرة على التعبير عن نفسه, حيث قال 54 في المائة إن كيري يعبر عن نفسه بطريقة أفضل, بينما قال 41 في المائة إن بوش يتحدث عن مواقفه وآرائه بصورة أفضل. أما بالنسبة للسؤال عمن يهتم بمشاكل الناس أكثر, فقد تفوق كيري مرة أخرى بحصوله على تأييد 48 في المائة مقابل 39 في المائة حصل عليها بوش . وتعني نتائج الاستطلاع هذه أنه سيتعين على بوش بذل جهد مضاعف للتعويض في المناظرتين القادمتين, بينما حصل كيري على طوق النجاة قبل تصويت 2 نوفمبر المقبل . وبدورهما يستعد المرشحان لمنصب نائب الرئيس الأميركي، الجمهوري ديك تشيني والديمقراطي جون إدواردز للدخول في مناظرة علنية غدا الثلاثاء يتوقع أن تكون حامية هي الأخرى على غرار المناظرة بين المتنافسين على منصب الرئاسة بوش وكيري . وتشكل المناظرة بين الرجلين اللذين يختلفان في كل شيء مناسبة لا سابق لها, فريتشارد (ديك) تشيني (63 عاما) رجل ظل, يدافع بلا هوادة عن حصيلة السنوات الأربع لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش ويهاجم بقسوة الفريق المنافس . وعلى عكسه يبدو جون إدواردز (51 عاما) الرجل المبتسم المنحدر من جنوبي البلاد فهو ممشوق القامة أسمر اللون ويوصف بأنه "يلامس الميول التفاؤلية للشعب الأميركي" .. غير أن سيناتور كارولاينا الشمالية هذا يجتهد لتعريف الناس به في مواجهة المقاتل تشيني . ويكتنف الغموض الشديد نتائج المناظرة الوحيدة التي تجمعهما غداً في جامعة كليفلاند في أوهايو (شمال) حيث تحتدم المنافسة بين الفريقين . وكما كانت الحالة في المناظرة بين الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش ومنافسه الديمقراطي جون كيري يتوقع أن يشكل العراق أكثر المواضيع الخلافية بين رجلي الظل . ولا يظهر تشيني الذي يعتبر أحد "الصقور" في فريق بوش أي ندم على الحرب, بل على العكس, هو يربطها أكثر من بوش بمكافحة الإرهاب ويؤكد أن الرجال أمثال كيري ليسوا على مستوى التحديات الجديدة التي ولدتها اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001م . ويذهب تشيني الذي يفضل السخرية والاستهزاء بكيري بعيدا في انتقاده إياه, حيث تسبب في موجة غضب عندما حذر من أن قيام الناخبين "بالخيار السيئ في الثاني من نوفمبر المقبل يمكن أن يجعل من الولاياتالمتحدةالامريكية هدفا للإرهابيين من جديد. فرد إدواردز مستنكرا ما وصفه بالموقف "غير الأميركي" لمنافسه الذي "تخطى الخط الأحمر بتأجيج الخوف", ومنذ ذلك الحين يردد المرشح الديمقراطي أن "جورج بوش وديك تشيني مستعدان لقول وفعل أي شيء للحفاظ على مراكزهما" . من جهة أخرى انتقدت مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليزا رايس مشروع السياسة الخارجية الخاص بجون كيري الخصم الديمقراطي للرئيس جورج بوش في الانتخابات الرئاسية, مواصلة بذلك الحملة التي يشنها المعسكر الجمهوري منذ أيام عدة على سناتور مساتشوستس. وكان كيري أعلن الخميس في مناظرته الأولى مع بوش أنه يجدر بالولاياتالمتحدة قبل اللجوء إلى الضربات الوقائية, أن تشرح قرارها بشكل واضح للأسرة الدولية, متحدثا عن "النجاح في الاختبار العالمي" . واعتبرت رايس أن ما قام به الرئيس بوش حينما اهتم بالعراق بحسب زعمها كان من خلال الأسرة الدولية معترفة بأنه لا يمكن أبدا الحصول على إجماع مائة بالمائة . على صعيد آخر ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المرشح الديمقراطي للبيت الأبيض جون كيري في حالة صحية ممتازة رغم خضوعه العام الماضي لعملية جراحية بسبب إصابته بسرطان في البروستاتا ورغم مجهود الحملة الانتخابية الشديد كما يؤكد أطباؤه . وقد أجريت لكيري (60 عاما) في فبراير 2003 عملية جراحية إثر إصابته بسرطان البروستاتا الذي توفي به والده عن 85 عاما, ويؤكد أطباؤه أنه شفي كليا .