المتتبع لما يدور في المحافظات التي تسيطر عليها المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية الطائفية يستطيع أن يرى إن هذه المليشيات تزيف الوعي وتغزو عقول الناس البسطاء, وتحركهم وتوجههم وتسيطر على تفكيرهم، ببيع الأوهام والتضليل، وفصل هؤلاء الناس عن الواقع الأليم الذي يُمثل احتِجاجاتهم ومطالباتهم، وهذه واحدة من درجات ما يمكن تسميته بغسيل المخ الجماعي الذي تمارسه مليشيات الانقلاب الحوثية منذ انقلابها على الوطن وشرعيته . إن الحقيقة التي لا يوجد غيرها تعليل هي أن المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية تهدف من خلال تزييف وعي الناس أن تخفي على العالم هزائمها وإخفاقاتُها وعجزُها وإهمالها وعِمالتُها, فهؤلاء خونة اشتراهم أعداء الوطن من خارج امتنا ليكونوا الأيدي الخفية الأجيرة الحقيرة التي تحمل معاول هدم الوطن, كيف لا, وهم الذين انقلبوا على شرعية الوطن وأزهقوا الأرواح, وانتهكوا الأعراض, وسرقوا الثروات, وانطلق من منابر مساجدهم سيل الخطابات الإسمنتية الفارغة, وصادروا حرية شعب بأكمله, واغتالوا إرادة الأمة, وهددوا مستقبل وطن, وباعوه في سوق النخاسة السياسة, ومارسوا هوايتهم في القتل والتدمير والسلب والنهب, وخلقوا حالة من الانقسام المجتمعي, وفرضوا آراؤهُم بقوة السلاح ومارسوا المنطق المليشياوي والتحريض, حتى صرنا لا نرى في هذه الحياة الفسيحة غير السجون والمعتقلات, وغير الفقر والمرض والجهل والتخلف والذل . لقد مزقت المليشيات الانقلابية الحوثية اللحمة الاجتماعية للشعب اليمني, وفككت مؤسسات الدولة الوطنية, واعتقدوا مخادعين إن أفكارهم كافية وإنها مؤسسات قائمة بدأتها, فانتهكوا حقوق الإنسان, وأثاروا الفتن والنعرات الطائفية بين أبناء الوطن الواحد وبرروا كل الوسائل للوصول إلى السلطة, اعتبروا الوطن ملكية خاصة بهم على أساس سلالي ومناطقي وطائفي . لبست المليشيات الانقلابية الحوثية الايرانية أقنعة الزيف والكذب, وتصيدت حالة السخط الشعبي لخداع الناس وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة, وتشويه الحقائق وتغييبها, واستخدموا الحجج الواهية وباعوا الوهم آناء الليل وأطراف النهار حتى يحققوا مآربهم السياسية الدنيوية الواهية, مُعتقدين إنهم بقوة السلاح سوف يفرضون لأنفسهم شرعية وواقعاً جديداً . لقد آن الأوان لأصحاب الأقلام الوطنية الشريفة في شمال الوطن وجنوبه أن يتسلحوا بالشجاعة ويكتبوا عن هذه المليشيات الانقلابية الطائفية وما تفعله بأبناء الوطن في المحافظات التي تسيطر عليها, ويكتبوا بما يخدم الوطن والمواطن في هذه المحافظات, فأن لم يفعلوا فعليهم لعنة الله والتاريخ والناس أجمعين, والله من وراء القصد . حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .