وزار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الطالباني في المستشفى الثلاثاء. وأضاف البيان إن الرئيس أدخل إلى المستشفى الإثنين وأجريت له سلسلة من الفحوص المختبرية والشعاعية وقد أظهرت أن الوضع الصحي الطارئ ناجم عن تصلب في الشرايين. وقالت مصادر غير رسمية إن الطالباني دخل في حالة غيبوبة، ما يصعّب على الفريق الطبي المكلّف بالسهر على حالته الصحية تشخيص مدى خطورة الجلطة الدماغية التي أصيب بها. وكانت فضائية (العراقية) الحكومية قالت في خبر عاجل الثلاثاء، إن الرئيس العراقي "تعرّض الى جلطة دماغية، فيما يواصل فريق طبي مساعيه لتحقيق استقرار بوضعه الصحي الذي يبدو خطيرا". وأُعلن في بيان رئاسي عراقي في وقت سابق، عن إدخال الرئيس العراقي جلال الطالباني الى المستشفى بعد تعرّضه لعارض صحي طارئ، لم يكشف النقاب عن طبيعته. وقال البيان "بذل فخامة الرئيس جلال طالباني خلال الآونة الأخيرة جهودا مكثفة بهدف تحقيق الوفاق والاستقرار في البلاد. وبفعل الإرهاق والتعب تعرّض فخامته الى طارئ صحي نُقل على أثره الاثنين 17 كانون الأول/ديسمبر 2012 الى المستشفى في بغداد، حيث يقوم على رعايته كادر طبي متخصّص سيصدر تقريراً طبياً في وقت لاحق". وكان الطالباني أجرى خلال الأيام الماضية سلسلة لقاءات مع مختلف الأطراف السياسية لبحث الأزمة السياسية بالبلاد وسبل الخروج منها، كان آخرها اجتماعه بمكتبه الإثنين برئيس الوزراء نوري المالكي. وقاد الرئيس العراقي جلال طالباني وساطة لرأب الصدع بين المركز وإقليم كردستان، ودولة القانون والقائمة العراقية. وقالت مصادر صحفية إن طالباني التقى الاثنين في مدينة اربيل أكثر من قيادي عراقي وتبادل معهم الاراء حول جميع القضايا التي تخص الشأن العراقي والسبل الكفيلة بتذليل العقبات وحل المشاكل العالقة بين الكتل السياسية في اطار الدستور العراقي والاتفاقات السابقة وبالأخص اتفاقية اربيل. وارتفعت وتيرة المشاحنات بين رئيس الحكومة في بغداد المالكي ومسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان منذ ان انسحاب القوات الأميركية، التي كانت تعمل كعازل بين حكومة بغداد الاتحادية وكردستان، من العراق في العام 2011. واشتد التوتر بين المنطقة الكردية شبه المستقلة وبين بغداد بعد ان ارسل الجانبان قوات لتعزيز مناطق على امتداد حدودهما الداخلية المتنازع عليها وهو ما اقترب بهما من حدود المواجهة في نزاعمها الطويل. وإضافة إلى النزاع بين حكومة بغداد وإقليم كردستان تشهد العلاقة بين "دولة القانون" بقيادة المالكي و"القائمة العراقية" بقيادة علاوي صراعا يقول المراقبون إنه قد وصل إلى قمته. ويقول مراقبون إن تراجع نفوذ الرئيس جلال الطالباني داخل حدود إقليم كردستان لفائدة غريمه السابق مسعود البارزاني، قد لا يجعله في موقف يمكنه من التأثير في مواقف حكام الإقليم التي ترفض العودة إلى بيت الطاعة في بغداد مهما كلفها موقفها من أمر، خاصة وأن منصب الرئيس في العراق قد أصبح منصبا شرفيا في المقام الأول حيث يمنح الدستور العراقي رئيس مجلس الوزراء صلاحيات واسعة في مختلف المجالات مقابل صلاحيات محدودة للرئيس. وكان الطالباني البالغ من العمر نحو 80 عاما، قد أجرى قبل أشهر عملية جراحية في ركبته بألمانيا، وأمضى فترة نقاهة استمرت 3 أشهر عاد بعدها الى العراق في 17 أيلول/سبتمبر. وتدهورت الحالة الصحية للرئيس هذا العام وتلقى العلاج في الخارج عدة مرات على مدى العامين الماضيين. وبموجب الدستور العراقي يختار البرلمان رئيسا جديدا للبلاد في حالة اصبح المنصب شاغر. ووفقا لاتفاق اقتسام السلطة يكون الرئيس كرديا وله نائبان سني وشيعي. ميدل ايست