رأينا في السابق كاميرات تيراهيرتز يمكن أن ننظر من خلالها عبر الجدران وماسحات أشعة سينية تتسع في راحة يدك. أما الآن فقد طور العلماء في MIT طريقة لتتبّع الحركة عبر الجدران باستخدام إشارات واي فاي. الفكرة بسيطة جداً: نأخذ جهازين لإرسال الإشارة وواحد لاستقبالها. يقوم كل مرسل بإرسال إشارة تخالف الأخرى بالطور بزاوية 180 درجة تماماً، وبالتالي فإن الإشارتين تتلاغيان، وهوائي الاستقبال لا “يسمع” شيء. ولكن إذا وضعنا أي جسم متحرك في المنطقة فإنه سيعكس الإشارتين، وبالتالي لن تتلاغيا، وحيث لم يكن هناك “ضجيج” راديوي أبداً، أصبح الجسم أو الشخص المتحرك يبعث الطاقة الراديوية. إن الأشياء الثابتة تعكس الموجات الراديوية أيضاً، ولكن الوقت الذي تستغرقه الموجة لترتد مرة أخرى إلى المستقبِل يبقى نفسه، وستبقى الإشارات تتلاغى. يدعى هذا الاختراع Wi-Vi، ويقوم بتطويره كل من دينا كاتابي، أستاذة في الهندسة الكهربائية، وطالب الدراسات العليا لديها فاضل أديب. وسيقوم الاثنان بتقديمه في مؤتمر Sigcomm في هونغ كونغ في آب المقبل. هناك العديد من الاستخدامات لهذه التكنولوجيا، يمكن لكشّاف صغير محمول باليد أن يجد أناساً دفنو تحت أطنان من الأنقاض، مما يظهر لعمال الإنقاذ الأماكن التي يجب أن يبحثوا فيها، أو يمكن للشرطة أن تستخدمه لمعرفة إذا كان هناك شخص داخل غرفة ما. تختلف تقنية Wi-Vi عن الأشعة السينية أو نظم أمواج تيراهيرتز التقليدية، ففي تلك الحالة يتم إرسال شعاع من الموجات الراديوية باتجاه غرض ما ليقوم بعكسها مرة أخرى. هذا النوع من الكشف مشابه تماماً لما تفعله عيناك، وهو رؤية الضوء المنعكس. (تختلف موجات الراديو فقط في أنها تقع في جزء مختلف من الطيف). تعتبر هذه التقنية أيضاً تطويراً على محاولة سابقة لاستخدام موجّهات واي فاي للرؤية عبر الجدران بالاستفادة من الإشارات التي تنبعث منها. إن تقنية Wi-Vi لا تتطلب وجود أي جهاز توجيه. الميزة هنا هي أن تقنية Wi-Vi تعمل مع الترددات الراديوية التي تستطيع اختراق الجدران بسهولة نسبياً، على الأقل لمسافات قصيرة. بالإضافة إلى ذلك فإن أطوال الموجات المستخدمة قصيرة، لذا لا نحتاج لاستخدام هوائي كبير جداً. وأيضاً تستخدم هذه التقنية هوائي استقبال واحد، لذا يمكن أن تتسع في جهاز محمول باليد. والسبب في أنها تستخدم إشارات الواي فاي هو أن إشارات الواي فاي ليست محجوزة للاستخدامات العسكرية، وهي مفتوحة للاستخدام من قبل أي جهاز مع حاجة أقل للحصول على موافقات من الجهات التنظيمية.