كن مجرد عابر في الحياة، درّب نفسك على أن لا تتعلق كثيراً بالأشياء التي تحبها أياً كانت هذه الأشياء، أوطان، مدن، بشر، أماكن، وجوه وأصوات لاشيء يدوم، كل الأشياء ستلفظك يوماً ما، قد يرحل عنك الأحبه والناس الذين نذرت عمرك لأجل إسعادهم، قد يتركونك في لحظة صعبة تكون أحوج ما تكون إليهم قد تتمنع عنك المدن وتخطف منك مفاتيح أبوابها وتغلق في وجهك نوافذها وتضيق بك طرقاتها، قد تلفظ الشوارع التي أحببتها خطواتك، قد تبيعك القلوب التي كانت ذات يوم لك سكناً وأمانا وقد تبتلع جدرانها ذكراك وقد تنسى خفقاتها اشتياقك وحنينك قد تطفئ ظلماتها أقمارك التي أضاءت فيها زمناً كن حذرا جدا في الحب والحياه تعلق بها ولكن بحذر شديد لا تحب الأشياء كثيراً ولا حتى البشر درب نفسك دوما على ان تترك مسافة بينك وبين ما تحب تهيأ دوماً لحزن محتمل ترقب فقداً مؤلماً وضياعا قريباً، اقنع نفسك بالرحيل مهما طال بقاؤك فلترحل بأقل قدر من الوله ومن الشوق ومن التعلق ومن العشق، حدّد غرامك إذا كنت مغرماً يجب ألا تحب الآخر أكثر مما ينبغي لا تتعلق كي تستطيع ان تترك ذات يوم كل شيء وراءك وتمضي اترك فراغاً دوماً فهذا الفراغ سيحتوي حزنك القادم.. وسيمنحك مساحة للنسيان وللبداية الجديدة لن ينفعك شيء مثل هذه المساحة من الفراغ، لا الناس، لا أحاديثهم ومواساتهم ولا حتى أقرب الأشياء إليك هل تعرف لماذا؟.. لأنها دوما كغيرها في حالة عبور دائم.. كل شيء عابر يا صديقي، الأماكن عابرة، الوجوه والعشق عابر وأنت بنفسك عابر،أغلق نوافذك وأبوابك بإحكام في وجه هذا الحب الذي يقهرك ويأخذ من كبريائك الكثير ومن أحلامك الكثير من صحتك الكثير وفي النهاية يرحل دون سابق إنذار ليتركك في ظلمة الألم وشتاء الوحدة وحيداً حزينا لا شيء ينسيك، لا جدار يسندك لا أماكن تحتضنك لا شوارع تسند ظلالك لا قلوب تحتضن ألمك لا أصدقاء ولا حتى ظلال بشر!!! في النهاية أنت وحيد فانظر ماذا تفعل بنفسك يا صديقي..؟؟!!