وصل أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان إلى الخرطوم فى زيارة للسودان تستغرق عدة ساعات.. بدأ وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ومدير المخابرات عمر سليمان فور وصولهما الخرطوم مباحثات مع المسئوليين السودانيين حول التطورات علي الساحة السودانية والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وقال مصدر بوزارة الخارجية السودانية ان الوزيران دخلا فور وصولهما الخرطوم في اجتماعات مغلقة مع المسئوليين في الدولة وسيجتمعان في وقت لاحق مع الرئيس عمر البشير لتقديم التهنئة له بفوزه بالانتخابات الرئاسية وسيغادران بعد ذلك الي مدينة جوبا عاصمة جنوب السوداني لتقديم التهنئة للفريق سلفاكير ميارديت بمناسبة فوزه برئاسة حكومة الجنوب. وكان فى استقبال الوفد المصرى بمطار الخرطوم على كرتى وزير الدولة بالخارجية السودانية وعدد من المسئولين السودانيين. يذكر أن الزيارة تاتى فى اطار العلاقات القوية بين البلدين كما تاتى فى اطار التاكيد على اهتمام مصر بأمن ووحدة واستقرار السودان باعتبار أن قضاياه ذات اولوية استراتيجية لمصر .. من جانبه وصف السفير عفيفى عبدالوهاب سفير مصر لدى السودان فى تصريحات صحفية هذه الزيارة تاتى فى اطار تمتين العلاقات المتميزة بين البلدين والتى تمر باحسن مراحلها فى كافة المستويات . وأوضح السفير ان حجم استثمارات مصر فى السودان بلغت حوالى 2.5 مليار دولار فى مجالات عديدة كما أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ نحو 500 مليون دولار وأشار ان هناك خطوات مكثفة بين البلدين لزيادة حجم الاستثمارات المصرية فى السودان فضلا عن مصاعفة حجم التبادل التجارى بين البلدين مشيرا الى القرار الذى اتخذه وزير التجارة الخارجية السودانى بشأن تخفيض الرسوم الجمركية على اكثر من 50 سلعة مصرية بنسبة 80%. وفي السياق أكد القيادي في الحزب الاتحادى الديمقراطى حاتم السر ،أن الشعب السودانى يثمن إهتمام مصر بمتابعة مجريات العملية السياسية بالبلاد من منطلق حرصها على تأمين وحدة السودان وإشاعة اسباب الوفاق والمصالحة الشاملة بين كل أبنائه. ورحب السر بزيارة وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط ورئيس جهاز المخابرات العامة الوزير عمر سليمان للخرطوم اليوم ،واكد تعويل السودانيين على نتائجها ،مشيراً الى انها تأتى والسودان على أعتاب إجراء الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان بعد شهور معدودة،وقال إن ملف وحدة السودان ومايمثله من أهمية حيوية بالنسبة لمصر يحتاج الى تفكير مغاير من قبل القاهرة ويتطلب أن تأتى رسائل الوفد المصرى للخرطوم هذه المرة بعيدة عن المجاملات،وأضاف ننتظر أن يسجل أبو الغيط باسم مصر موقفا كل الشعب السودانى بحاجة الى سماعه،و يؤكد على الموقف المصرى المبدئى الذى فرضته حقائق التاريخ والجغرافيا ورسخته المصالح المشتركة والمصير الواحد . ووصف السر إعادة تأكيد الموقف المصرى من قضية وحدة السودان ،بأنها مطلوبة لان دعاة الانفصال بدأوا ينشطون فى الداخل والخارج بمعدلات غير مسبوقة جعلت الوحدة عرضة لمخاطر حقيقية مما يجعل امن واستقرار مصر عرضة لانعكاسات ضارة.. وانتقد السر سلبية موقف الحكومة والمؤتمر الوطنى من قضية الوحدة، وقال انه فى الوقت الذى تتواصل فيه مخططات ومساعى الجهات الهادفة لانفصال الجنوب عن الشمال وتتحدث عن ذلك ليل نهار فإن الخرطوم تتجاهل الامر وكأنه لايعنيها. ووصف السر سياسات المؤتمر الوطنى بالخطر الداهم الذى يهدد وحدة السودان ويعود بالبلاد الى الوراء الى اجواء الاحتقان . في الاثناء دعا حزب المؤتمر الوطني الدول الأفريقية الموقعة على اتفاقية روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية والتي تسمى بالمجموعة الأفريقية في اجتماعها المنعقد في كمبالا للعمل على مراجعة ممارسات المحكمة الجائرة تجاه أفريقيا. وقال د. إبراهيم غندور الأمين السياسي إن الدول الأوربية تنفذ أجندتها في الدول الأفريقية وقادتها عبر المحكمة الجنائية الدولية ووصف هذه المؤامرات الأوربية تجاه أفريقيا والعالم الثالث بالاستعمار الجديد موضحاً أن الممارسة السيئة لهذه المحاكم الجائرة يعمل على تقويض قضية التحرر الوطني التي ينادي بها بعض قادة الدول الأفريقية وتكون المحكمة رقيباً عليهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وأشار غندور أن السودان غير معني بأي مؤتمرات أو منتديات تقام في أي دولة من أفريقيا أو دول العالم الثالث تتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية بوصف أن السودان غير موقع على اتفاقية روما. مشيراً إلى إن هناك جهات في دول القارة الأفريقية والعالم الثالث تعمل على تدويل القضايا المحلية ومراقبتها عبر المحاكم الأوربية الأمر الذي يسهم في إضعاف القرارات السياسية وتحجيم القوانين المحلية من ممارسة عملها ومهنيتها بالوجه الأكمل من جهة أخري أكد عثمان يوسف كبر والى ولاية شمال دارفور ، أن الأوضاع الأمنية بالولاية تحت السيطرة تماما ،لكنه اشار الى وجود تحركات (مبعثرة) من قبل قوات حركة العدل والمساواة بالمناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من الولاية، مبيناً أن الحكومة تراقب تلك الحركات عن كثب وأنها سترد بقوة ضد أية محاولة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار بالولاية. واعتبر أن الأوضاع في الولاية تحتاج إلى حزمة من الترتيبات والإجراءات الجديدة، من بينها توسيع قاعدة المشاركة على مستوى الحزب وتعديل دستور الولاية والأحكام الانتقالية ،خاصة فيما يتعلق بعدد الوزارات التي سيتم التباحث فيها على مستوى المركز،وجدد التأكيد على التزام المؤتمر الوطني بنصوص وروح اتفاقية ابوجا للسلام. في غضون ذلك تعقد الآلية الثلاثية المشتركة بين الحكومة والاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة اجتماعها الدوري الثامن يوم غدٍ الاثنين بأديس أبابا لمناقشة سير تنفيذ العملية الهجين، ويرأس الجانب الحكومي الفريق ركن مجذوب رحمة فيما يرأس جانب الاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة مفوض السلم والأمن الأفريقي وجانب الأممالمتحدة ارن لوري وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشئون السلام. وقال السفير محمد عبد الله إدريس مدير إدارة السلام بوزارة الخارجية ، إن الاجتماع سيناقش سير تنفيذ التزامات الأطراف الثلاثة ضمن التفويض الممنوح لبعثة اليوناميد حيث يقدم الرؤساء الثلاثة تقارير بشأن التزاماتهم تجاه العملية ،مبيناً أن الآلية ساهمت في نشر العملية الهجين ومعالجة العقبات والمشاكل التي تعترض نشر العملية بدارفور بجانب توفيرها للثقة بين الأطراف الثلاثة. وأضاف أن الاجتماع يجيء في أجواء ايجابية عقب الانتخابات التي جرت في السودان والتي ساهمت فيها بالعثة الدولية المشتركة يوناميد بمساعدات مقدرة ،كما يأتي الاجتماع وقد بلغت نسبة نشر البعثة على الأرض أكثر من 90% ،وبعد ان قطعت مفاوضات الدوحة شوطاً كبيراً بعد توقيع الاتفاقيات الإطارية مع الحركات المسلحة وتوحيد عدد من الحركات تحت لواء حركة التحرير للعدالة. وقال مدير إدارة السلام إن هذه التطورات والواقع الجديد في السودان يعطي الآلية أهمية ويوفر الأجواء المناسبة للنجاح وتنفيذ ما تبقى في ما يتعلق بنشر بعثة اليوناميد. من جانبه اتهم ياسر عرمان القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير بمحاولة زعزعة استقرار الجنوب عن طريق تسليح مليشيات قال إنها تعمل بالوكالة في المنطقة. وذكر عرمان في مؤتمر صحفي بالخرطوم أن حزب المؤتمر الوطني يستخدم قبائل عربية لزعزعة استقرار الجنوب وتأجيل الاستفتاء. وأضاف أن "حكومة جنوب السودان أظهرت معلومات تفيد بأن حزب المؤتمر الوطني يحاول زعزعة الأمن في جنوب السودان". وأشار إلى أن القائد العسكري المتمرد من الجيش التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان جورج آرثر يتلقى دعما يتعلق بالإمداد والتمويل من خارج الجنوب، لكنه لم يحدد مصدر هذا الدعم. ودعا عرمان قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى أن تكون أكثر نشاطا في رصد أعمال العنف بالجنوب قبل تنظيم الاستفتاء في يناير 2011م. واعتبر أن "هذا هو تفويض قوة الأممالمتحدة، و يتعين عليهم الوفاء بهذا التفويض".