حذاء الزيدي عندما اسماه ابوه (منتظر) لم يكن يقصد بذلك انتظاره للمهدي المنتظر بجانب ذلكم الثقب والبغلة المسرجة والشموع المضاءة في احدى ازقة بغداد.. بل انتظاره أمام بوابة التاريخ لاجراء الدور والتسليم بينه وبين رئيس اعظم دولة في تاريخ البشرية.. أما بطاقة الدخول فحذاء مقاس 44 حسب رواية الرئيس الامريكي بوش الابن. ما أكثر الاحذية الشهيرة في التاريخ عالمياً وقارياً ووطنياً، دينياً وسياسياً وادبياً وفنياً وشعبياً، وحذاء منتظر زيدي ليست الاولى -عالمياً- ولن تكون الاخيرة. حذاء خرتشوف من الاحذية المشهورة عالمياً وسياسياً .. حذاء روسي الصنع كان يرتديه الرئيس السوفياتي خرتشوف عندما ادخله التاريخ من على منبر الأممالمتحدة ليسكت به الصوت الاميركي.. والحكاية يعرفها الجميع. حذاء الرسول الخاتم من الاحذية المشهورة دينياً او على المستوى القاري- اسلامياً وعربياً- حذاء الرسول الخاتم محمد (ص) الموجود قطعة منها في المتحف الاسلامي بتركيا. وهي القطعة التي علقها على صدره احد القادة الاتراك وخرج خطيباً في الناس ليلهب مشاعرهم واحاسيسهم. حذاء خالد بن الوليد عندما عزل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سيف الله خالد بن الوليد وهو يقود الجيش الاسلامي في واحدة من المعارك مع الروم - أمر بمصادرة نصف ما يمتلكه خالد.. بما في ذلك حذاؤه الذي انتزع احدى فردتيه من قدمه أحد الموالي.. وخالد ممتثل مطيع للأوامر.. وهو القائد المحنك الفذ القادر على قلب الدنيا فوق من يريد.. وبهذا صار حذاء خالد بن الوليد مثالاً للطاعة والامتثال.. في التاريخ الديني والعسكري. حذاء ابي القاسم من الاحذية المشهورة في التراث العربي حذاء ابي القاسم الذي عاش في العصر العباسي.. فبعد ان صار ذلك الحذاء المستهلك مدعاة للتندر وضرب الامثال طلب من أبي القاسم ان يتخلص منه.. فما كان منه إلا أن رماه خارج المدينة بجانب البئر.. فرآها احد الصبيان فرماها الى داخل البئر.. وعند اكتشافها اعيدت اليه وعوقب بالسجن وبعد خروجه من السجن اراد التخلص منها ثانية فرماها بجانب حمام المدينة فجرفتها مياه الامطار نحو مجاري الحمام فسدتها .. وعند اكتشافها عوقب ابو القاسم بالسجن لسده مجاري الحمام. وفي المرة الثالثة ذهب بها الى اطراف المدينة بمسافة طويلة وعندما خرج الوالي للصيد رأت مهرته حذاء أبي القاسم فاجفلت منها فوقع الوالي من على ظهرها.. وعوقب ابو القاسم بالسجن- فأطلق العرب مثالاً يقول (أشأم من مداس ابي القاسم). حذاء نزار قباني ومن الاحذية المشهورة سياسياً وادبياً حذاء الشاعر العربي نزار قباني الذي ذكره في قصيدته (السلطان) فأثار عليه النقمة.. وبعد عشرين سنة او اكثر كانت من دوافع الذين طالبوا بعدم قبوله في مصر بعد مقتل زوجته بلقيس.. والحكاية معروفة في الاوساط الادبية. حذاء حسين عبده وفي اليمن لدينا الكثير من الاحذية المشهورة.. منها حذاء حسين عبده من ابناء مدينة عدن، عندما لجأ في ستينات القرن الماضي الى البريطانيين في عدن - المحتلة يومها- احد الساسة الانتهازيين وطالب هناك بتقسيم اليمن الى دولتين زيدية وشافعية - فرد عليه الحضور من ابناء عدن الوطنيين بأحذيتهم وكان حذاء حسين عبده هي اول حذاء تنهال عليه. حذاء سونيا ومن الاحذية التي دخلت التاريخ يمنياً حذاء المذيعة التلفزيونية اليمنية سونيا عندما اصطحبها مذيع برنامج الصحافة الى بوابة التاريخ وهو يقول عبر الفضائية اليمنية مباشرة وعلى الهواء: (ان حذاء سونيا بل كعب حذاء سونيا اطول من قامة من ينتقدها من الصحافيين). حذاء آمنة حذاء آمنة -المرأة التي كانت تكتب الشعر واغاني البالة في ريفنا- له شهرته منذ علمت بخيانة من وثقت فيه فكتبت له ابياتاً مطلعها : لا نا اريدك ولا قومي ولا اهلي ياناكر الجمل يا جزمة على رجلي القبول بالنتيجة ما اكثر الاحذية المشهورة وحكاياتها.. والجميل ان الرئيس بوش قد تعامل مع حذاء الزيدي برحابة صدر ومرح، وصار عليه ان يعرف بأن من يضغط على الانظمة من اجل حرية الرأي والتعبير عليه ان يتقبل تعبير البعض عن ذلك بطريقتهم الخاصة.. وان يستمر في الدفاع عن تلك الحرية.