اللواء الركن محمد ناصر العاطفي وزير الدفاع في أول حوار صحفي ل"26سبتمبر" كان حديثه شفافاً وصريحاً وموضوعياً ورصيناً تجاه مختلف القضايا الوطنية التي كانت محل نقاش معه.. انه شخصية عسكرية قيادية فذة ملماً ومستوعباً لطبيعة مهامه وواجباته الوطنية المسندة إليه في هذه المرحلة الوطنية الهامة والحساسة والعصيبة الناجمة عن العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم الإجرامي القذر المتواصل ضد شعبنا ووطننا قرابة العامين.. برؤية استراتيجية مهنية سياسياً وعسكرياً عميقة فند معالي الوزير دور المؤسسة الدفاعية واللجان الشعبية وصمود اليمنيين في مختلف جبهات مواجهة العدوان الوحشي وجملة الانتصارات المحققة لشعبنا ومآلات هذه الحرب الهمجية وبمعطياتها الراهنة والمستقبلية.. واصفاً معركة الساحل الغربي وما يعتمل تحديداً في منطقة مضيق باب المندب بأهم المعارك ومثل هكذا وصف كان صائباً ويحمل الكثير من الدلالات الهامة لعل أبرزها الموقع الجغرافي الحيوي الاستراتيجي لمضيق باب المندب والجزر اليمنية في البحر الأحمر الممتدة إلى بوابة المحيط الهندي- جزيرة سقطرى- وما حولها من جزر حامية لها مثل جزيرة عبدالكوري وسمحة ودرسة وغيرها ومسارات سياسة الهيمنة الاستعمارية الجديدة وما يرافقها من صراعات المصالح الدولية.. ومن هذا المنظور فمعركة الساحل الغربي تأتي في صميم المخطط الصهيوأمريكي الجاري تنفيذه شكلا عبر أدوات إجرامية متعددة في مقدمتها الإمارات والسعودية ومن يدور في فلكهما من أنظمة عربية عملية ومنظمات وتنظيمات إرهابية واسترازقية عربية وأجنبية ممولة بأموال النفط الخليجي المدنسة والتي مصيرها كان وسيبقى الهزيمة الساحقة بفضل المهارة القتالية الاحترافية لأبطال الجيش واللجان الشعبية وثباتهم وإيمانهم بعدالة الحرب التي يخوضونها دفاعاً عن سيادة ووحدة وطنهم وامن واستقرار شعبهم الصامد الصابر المكافح الذي عبر تاريخه الحضاري العريق ونضالاته المريرة قد جعل من اليمن مقبرة للغزاة والطامعين وهذا هو المصير الحتمي الذي ينتظر قوى الاستعمار الجديد وركائزه في المنطقة مهما كانت قوتهم ومهما بلغ جبروتهم.. إن ما تروج له وسائل إعلام العدوان من انتصارات في الساحل الغربي لليمن هو مجرد أحلام وأوهام اعتادت عليها ماكينة التضليل والتزييف الدعائي الذي يعتبر جزءاً من سيناريو الحرب المعلنة من العاصمة الأمريكيةواشنطن في مارس 2015م وبكل تأكيد ان مثل هكذا إعلام هزيل يصنع انتصارات وشائعات مفبركة نجده يتناقض مع خطابه على الدوام واكبر دليل على ذلك ما يتعلق بمعركة الساحل الغربي الممتد عبر شواطئ ثلاث محافظاتحجة والحديدة وتعز سواء من حيث تحديد المدة الزمنية المعلنة للسيطرة على هذه المساحة الجغرافية الشاسعة, أو من حيث ما يبثه عن الغارات الجوية التي يجري تنفيذها على مدار الساعة على مناطق كهبوب والعمري في مديرية ذوباب أو عن طبيعة الاشتباكات في الوازعية وموزع والمخا, وإذا ما كانت السيطرة التي يتحدثون عنها ليلاً ونهاراً في منطقة باب المندب ومديرية المخا قد تمت.. فلماذا المعارك لا تزال محتدمة وبقوة في تلك المناطق؟!! لذلك كله فإن المتابعين والمحللين العسكريين والسياسيين يسخرون مما تروج له أبواق العدوان ومرتزقتهم تماماً.. معتبرين وظيفة تلك الوسائل الإعلامية الرخيصة تغطية الإخفاقات والهزائم المتلاحقة لجحافلهم العسكرية في معركة الساحل وغيرها من جبهات المواجهة.. وطالما حديثنا يتركز على اهم معركة كما وصفها الأخ وزير الدفاع والذي كان محقاً في مثل هكذا وصف ومن اجل تبيان ما جرى ويجري في معركة منطقة باب المندب والمخا بمحافظة تعز نقول لمن يريد ان يفهم بأن العدوان ومرتزقته سعوا للوصول الى مناطق محدودة في المخا التي تحيط بها وغيرها من مناطق مضيق باب المندب نيران الجيش واللجان الشعبية من كل مكان ومثل هذه الحقائق تؤلم العدوان وتخرص ابواقه التي ذهبت بعيداً عن الواقع كعادتها لتتحدث عن الخوخة والحديدة بعد ان اصبحت قواتهم محاصرة وتتكبد خسائر يومية فادحة بالارواح والمعدات ولا نستبعد ان العدوان الإماراتي السعودي الأمريكي اراد الخلاص من اخواننا المغرر بهم في المحافظات الجنوبية في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل مطلقاً.. غير مدركين بانها اهم معركة بالنسبة للشعب اليمني وجيشه ولجانه الداعمة والمساندة.. انها معركة الارادة اليمنية ضد الهيمنة والاستعمار الصهيوامريكي.. إنها معركة النصر الاكيد مهما كانت التضحيات بإذن الله سبحانه وتعالى والايام القادمة ستثبت لنا هذه الحقيقة التي لا سواها!!