لجأ حلف العدوان السعودي مجدداً إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة في الشريط الساحلي الغربي لتعز، إثر الخسائر الكبيرة والمتوالية في صفوف مرتزقته وآلياتهم العسكرية على أيدي الجيش واللجان الشعبية، في الشريط الممتد بطول 75 كم، رغم توافد التعزيزات إلى صفوف المرتزقة بينهم عناصر من تنظيم القاعدة وداعش، تم نقلهم مؤخراً من تركيا إلى مدينة عدن. مصادر محلية وأخرى عسكرية متطابقة، أفادت "اليمن اليوم" بأن المقاتلات الحربية ومروحيات الأباتشي التابعة لحلف العدوان، كثفت قصفها الجوي، منذ مساء أمس الأول، على جبل النار والتباب المحيطة به، شرق مدينة المخا، ومعسكر خالد بن الوليد والتباب الحامية له، ومفرق المخا مع مديرية موزع، في محاولة منها لتعبيد الطريق أمام مرتزقتها الذين فشلوا على مدى أسبوع كامل في الوصول إلى جبل النار. وأوضحت المصادر أن طيران العدوان نفذ نحو 25 غارة مستخدماً في بعضها قنابل عنقودية استهدفت جبل النار ومزارع مواطنين، ما تسبب في نفوق عشرات المواشي التابعة للمواطنين جراء القصف العشوائي، فيما واصلت مروحيات الأباتشي استهداف كل كائن متحرك على الأرض في محيط جبل النار، شرقاً والأطراف الشمالية لمنطقة يختل، شمال المدينة. واستهدف طيران العدوان بثلاث غارات، ضمن سلسلة غاراته المكثفة، أحد المساجد في مفرق المخا. وكان 5 أطفال قد استشهدوا، أمس الأول، جراء الغارات على مفرق المخا. وعلى صعيد المعارك الميدانية، أكدت مصادر عسكرية ل "اليمن اليوم" أن الجيش واللجان قصفوا، فجر أمس، بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، تعزيزات عسكرية للمرتزقة وصلت، مساء أمس الأول، إلى المنطقة الواصلة ما بين الدفاع الجوي، 7كم شرق مدينة المخا، وجبل النار، 22كم شرق المدينة، مشيرة إلى أن القصف أصاب أهدافه بدقة، وتم تدمير وإعطاب عدد من الآليات وسقوط عناصر المرتزقة قتلى وجرحى. المصادر ذاتها أفادت بأن القصف المدفعي والصاروخي، أحبط محاولة زحف كبيرة للمرتزقة كان يجري الإعداد لتنفيذها صباح أمس، صوب جبل النار، لافتة إلى أن معارك عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء، أمس الأول، في الأطراف الجنوبية لجبل النار، بعد محاولة تسلل عناصر من المرتزقة بغطاء جوي مكثف إلى إحدى التباب التابعة لجبل النار. وتمكن الجيش واللجان من تدمير 25 آلية بينها مدرعات ودبابات للمرتزقة خلال 6 أيام فقط من محاولاتهم للزحف صوب جبل النار. ويتكون هذا الجبل الاستراتيجي من مجموعة تباب مترابطة مع بعضها وتشكل موقعاً عسكرياً استراتيجياً صعب تجاوزه بسهوله. وإلى الشمال من مدينة المخا، قال ل "اليمن اليوم" مصدر عسكري إن معارك عنيفة اندلعت، أمس، في محيط قرية يختل –شمال المخا- لافتاً إلى أن المرتزقة حاولوا التقدم باتجاه منطقة الزهاري، بعد تحشيد كبير لعناصرهم والمدرعات والعربات العسكرية منذ أمس الأول في يختل. وأكدت المصادر أن المعارك أسفرت عن تدمير وإعطاب عدد من الآليات وسقوط طواقمها قتلى وجرحى. ويتقدم قتلى المرتزقة، وفقاً لذات المصادر، قائد كتيبة يدعى فريد الردفاني، وعدد من مرافقيه، بالإضافة إلى مصرع قياديين ميدانيين آخرين أحدهما يدعى عبدالعزيز عبدالله ناصر المفلحي والآخر راجح محمد طاهر الجبوري، من أبناء حبيل ردفان. جبهتا ذوباب وكهبوب وفي ذات المحور، يواصل الجيش واللجان الشعبية، عمليات التنكيل بالمرتزقة واصطياد آلياتهم العسكرية على امتداد الشريط من المخا إلى ذوباب، بالتزامن مع عمليات مماثلة في جبهة كهبوب محافظة لحج، أهم جبهات هذا المحور. وأفادت مصادر عسكرية ميدانية، بأن أفرادا من الجيش واللجان الشعبية تسللوا، أمس، إلى مقربة من تجمع للمرتزقة وآلياتهم جنوب تبة "السيمال" الواقعة شمال مفرق العمري، وتمكنوا من تدمير آلية للمرتزقة بصاروخ حراري ومصرع طاقمها، فيما قام أفراد آخرون من الجيش واللجان باصطياد آلية مدرعة شمال تبة الخزان، في الطريق المؤدي إلى معسكر العمري وإحراقها مع المرتزقة الذين كانوا على متنها. وأكدت المصادر أن العمليات النوعية للجيش واللجان مستمرة على امتداد المحور من جبال كهبوب وجنوب جبال العمري، مروراً بمثلث العمري ومناطق المعقر والسيمال والجديد والكدحة وصولاً إلى المخا، حيث يتم استهداف المرتزقة وآلياتهم العسكرية بعمليات منظمة وبشكل يومي، مشيرة إلى أنه يحدث أكثر من مرة أن يتم قطع خط إمداد المرتزقة وحصار مجاميعهم في المناطق الواقعة ما بين ذوباب والمخا، ويستمر الحصار لساعات قبل أن يأتي الطيران لإنقاذ مرتزقته وفك الحصار عنهم. وطبقاً للمصادر فقد عجز المرتزقة في إيصال مهندسين مختصين بإصلاح شبكة الاتصالات إلى مدينة المخا الساحلية. وقالت المصادر إن فريق المهندسين وصل الأسبوع المنصرم إلى باب المندب قادماً من عدن، وتم إبقاؤهم في المندب حتى الجمعة الماضية، قبل أن يعودوا إدراجهم إلى عدن، إثر فشل إيصالهم إلى المخا، نظراً للعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش واللجان في الشريط الساحلي من ذوباب إلى المخا، حيث يتمركز الجيش واللجان في كامل الجبال والتباب، فيما يتمركز المرتزقة في الساحل بمحاذاة البحر. وكان طيران العدوان قد استهدف شبكة الاتصالات في مدينة المخا بتاريخ 9 فبراير الجاري، وقام مرتزقته بتدمير ما تبقى من الشبكة وفصل الهاتف الأرضي والخلوي بشكل كامل، وروجت وسائل إعلام موالية للعدوان بعد ذلك بأن فريقاً من المهندسين توجه إلى المخا لإصلاح الشبكة. وتعمد العدوان ومرتزقته فصل شبكة الهاتف عن المخا، لتغطية الجرائم التي ارتكبوها بحق المدنيين بعد دخولهم أحياء المدينة، ومن بينها ارتكاب 5 مجازر بغارات جوية في يوم واحد مودية بحياة 30 شهيداً وجريحاً من المدنيين. ولم تكن جبهة كهبوب في مديرية المضاربة ورأس العارة، محافظة لحج -أهم جبهات الشريط الساحلي- بعيدة عن بطولات الجيش واللجان الشعبية. وفي هذه الجبهة ذكرت مصادر عسكرية ل "اليمن اليوم" أن الجيش واللجان تصدوا، أمس، لزحف جديد نفذه مرتزقة العدوان باتجاه جبل "حجيجة" الحامية الجنوبية لجبال كهبوب الاستراتيجية، مشيرة إلى أن الأبطال تمكنوا من كسر زحف المرتزقة وإجبارهم على التراجع بعد تدمير آلية مدرعة ومصرع طاقمها. وتبعد جبال كهبوب عن باب المندب بمسافة 30كم من جهة الشمال الشرقي، وفيها لقي قائد المحور المرتزق عمر الصبيحي مصرعه وعدد من قادة كتائبه ومرافقيه في الأيام الأولى لما تسمى (عملية الرمح الذهبي)، وبعد فشلهم في تحقيق أي انتصار، رغم أنها المدخل الحقيقي لمعارك الساحل، لجأ العدوان إلى التقدم بمرتزقته في الشريط الساحلي بمحاذاة البحر لتحقيق انتصارات أثبت الواقع أنها انتصارات زائفة. تعزيزات للمرتزقة من جهة أخرى أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري بأن عمليات رصد دقيقة ومعلومات استخبارية حصل عليها الجيش واللجان الشعبية، أكدت وصول تعزيزات جديدة للمرتزقة إلى باب المندب قادمة من عدنولحج. وأشار المصدر إلى أن العدوان دفع بتعزيزات عبارة عن 40 آلية ما بين "مدرعات وأطقم" ونحو 15 دبابة إلى باب المندب من معسكر الاحتلال في عدن ومقر عملياتهم في معسكر الحجف برأس العارة، محافظة لحج، موضحاً بأن الآليات رافقها العشرات من المرتزقة بينهم عناصر من تنظيم داعش والقاعدة وآخرون تم تدريبهم في القاعدة الإماراتية بإريتريا. وتوعد المصدر تلك التعزيزات بأنها ستلاقي مصير سابقاتها. تطورات الجبهات الأخرى بتعز إلى ذلك لقي 7 من مرتزقة العدوان السعودي_ الأمريكي مصرعهم ، أمس، في مواجهات مع الجيش واللجان الشعبية غرب معسكر التشريفات بمديرية صالة في مدينة تعز، مركز المحافظة، بينما صد الجيش واللجان محاولة تسلل لعناصر من المرتزقة باتجاه منطقة الصيار بمديرية الصلو، وأجبروهم على التراجع بعد تكبيدهم قتلى وجرحى.