مع اقتراب الذكرى الثانية للعدوان على اليمن.. والعدوان على صنعاء الحضارة والتاريخ.. واتساع خارطة العدوان المتوحش الغادر والجبان للقوى المجبولة على الحقد والكراهية والانتقام من كل جميل ومن كل ثقافي وكل حضاري.. يتأكد حقيقة الانهزامية والانكسار العسكري والقتالي والمعنوي للعدوان ومتحالفيه والمتعاطفين معه والسائرين في فلكه المشين.. لم يتبق للعدوان أي مبرر وفقد كل مقدرة في إحداث أي فارق في إدارته للمعارك وفي سيطرته على جغرافية الصراع والقتال.. وأصبح يتخبط هنا وهناك وتحولت قيادته ورموزه إلى سماسرة يبحثون عن جيوش مستأجرة وأهدروا ثروة بلدهم وبلدان أخرى تحالفت معهم ومن مرتزقة إلى مرتزقة ومن مقاولي قتل إلى مقاولي حياكة مؤامرات ومن قوى إرهابية إلى قوى إرهابية أخرى نشط سماسرة بني سعود وأتباعهم في الاختفاء وراءهم وفي دفعهم إلى المحرقة بدلاً عنهم.. حتى أصبحوا مثار تندر, وحتى أدرك الجميع أن بني سعود ونظامهم ليسوا أكثر من نمور ورقية هشة وتبين أن العدوان يخرج من دوامة ليدخل في دوامة أخرى وظنوا أن أموالهم وثرواتهم وأسلحة كرسوها قد تعصمهم من غضبة الشعب اليمني الحضاري الكريم الطيب العريق, الذي لا ينام عن ثأره, ولا يقبل بأن تلين له قناة, أو يتطاول عليه الأقزام وادعياء التاريخ.. شعب بقدر ما يقدر من زراعة أرضه بالخيرات من قمح وشعير وذرة وفواكه, هو بذات القدر, متمكن من استخدام مختلف الأسلحة وبالإصرار والإرادة لصد المعتدين على أرضه وأياً كان المعتدي ومهما حشد من قوات ومهما دفع من أموال فإن شعبنا دوماً منتصر, ولذا فإن العدو السعودي والإماراتي ومن تحالف معهم قد اندفع بطيش إلى بحر من الرمال المتحركة التي سوف تبتلعهم وتلتهم قواتهم, وهذا ما رأوه وما لمسوه بأنفسهم وسيجدون أشد وأعظم وأنكى من الآلام والعذاب.. وعلى أيدينا نحن اليمنيين ستكون نهايتهم المحتومة!! وانا أتابع واشارك في الندوة التي نظمتها الجبهة التعبوية والحشد وبالتنسيق مع دائرة التوجيه المعنوي وهي تستعرض المنظومة الصاروخية اليمنية والطائرات المسيرة وكذا القوات البحرية اليمنية، تأكد لي وللجميع ان المقاتل اليمني في الجيش واللجان شديد المراس وشجاعته لا حدود لها، بل ان الكفاءات اليمنية قادرة على ان تعمل وتنتج وتبدع حتى وهي في ظل حصار خانق وان ارادة التحدي هي التي كسرت ارادة العدوان ونسفت معنوياته.. وهي التي وفرت للشعب مساحة زمنية اكبر للثبات والتحدي؛ بل والمقدرة على اخذ زمام المبادرة وعلى ادارة ناجحة ومؤثرة للمعارك والقتال في مختلف مسارح الأعمال القتالية. ويبدو ان بني سعود بكل "مهافيفهم" قد توالت سقطاتهم وكثرت منزلقاتهم ووصلوا الى بحر من الرمال المتحركة في اليمن وهي كفيلة بأن تدفن أوهامهم المريضة وآمالهم التوسعية التي تتعرض لأول مرة في تاريخ بني سعود الى ضربات مزلزلة في الصميم ووصلوا الى يقين ان اليمن وشعبه شب عن الطوق ويرفض وسيظل يرفض الوصاية أو ان يبقى حديقة خلفية لنظامهم الاستبدادي المتهالك البغيض.