كل يوم يثبت أبناء الشعب وفاءهم وإخلاصهم للوطن من خلال تحركهم المستمر لإفشال مخططات الأعداء ورفد الجبهات بالرجال والمال رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يفرضها تحالف العدوان على بلادنا.. وهذا- بلا شك- شكل اللبنة القوية للصمود، فعلى مستوى الجبهة الداخلية هناك تماسك كبير ورفد للجبهات غير مسبوق وتهافت من جميع أبناء اليمن من مختلف المناطق للدفاع عن حياض الوطن العظيم الذي يدخل في عامه الثالث من الصمود الأسطوري والبطولات الخارقة والتنكيل بالمعتدين من دول تحالف العدوان الذي تقوده مملكة الإرهاب في العالم (السعودية) ومن خلفها دويلة الإمارات تنفيذا للأجندة والسياسة الصهيوأمريكية.. وأخيراً.. ظهرت بوادر الخلاف والشقاق بين الاطراف المعتدية الغازية على اليمن وبالأخص بين السعودية والإمارات التي تأزمت العلاقة بينهما باستمرار عدوانهما على اليمن دون تحقيق أية نتيجة تذكر على الواقع العملي سوى الاستنزاف الكلي للدولتين وإظهار عجزهما أمام العالم..ويتجلى الخلاف بين المعتدين حول كيفية إدارة الحرب في اليمن، فالزيارات بينهما متوقفة أو بالأصح معدومة، بل انه حينما تم عقد لقاء «القمة الميتة» للعرب نهاية شهر مارس في البحر الميت، لم يتجاذب وزيرا خارجية السعودية والإمارات عادل الجبير وعبدالله بن زايد أطراف الحديث طوال الاجتماعات، إلا أن عادل الجبير حاول من ناحيته سؤال عبدالله بن زايد عن سبب هذه القطيعة ولكنه لم يجد جواباً شافياً- حسب ما نشرته صحيفة «رأي اليوم» التي عزت ذلك إلى مصدر دبلوماسي موثوق لديها كان متواجداً في كواليس قمة عمان الأخيرة..وتضيف الصحيفة بأن الإماراتيين غاضبون لتعاون السعودية مع حزب الإصلاح اليمني الذي يشكل واجهة لحركة الإخوان المسلمين في اليمن.. وازداد غضبهم من الإطاحة بحليفهم «بحاح» واستبداله بعلي محسن الأحمر كنائب للرئيس اليمني وبن دغر رئيساً للحكومة، مما يعني إتاحة الفرصة الكبرى للإخوان في اليمن للاستيلاء على مقدرات الحكم مستقبلاً.. وقد انعكس الغضب الإماراتي في منع طائرة هادي من الهبوط في مطار عدن واهانته في مطار أبوظبي والتحقيق معه من قبل اللواء علي الشامسي رئيس استخبارات الإمارات ثم طرده إلى السعودية ومنعه من الدخول إلى أراضي الإمارات.. هكذا يحتدم الصراع بين دول تحالف العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات بشكل علني وواضح ضاربين بالشرعية المزعومة التي يقاتلون من أجلها كما يدعون عرض الحائط!! وتؤكد المصادر أن هناك تراجعاً من السعودية في مواقفها حول التمسك بإخوان اليمن وحزب الإصلاح العميل، خاصة مع الفشل الذريع لتحقيق أهدافهم العسكرية في اليمن على مدى عامين رغم العمالة الواضحة لعناصر الحزب وتوغلهم في الدماء اليمنية إلى النخاع، وقد ظهر ذلك التراجع جلياً ومكشوفاً من خلال الإجراءات التي قامت بها السعودية مؤخراً بعد لقاء محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي ترامب الذي يتزعم محاربة الإخوان- كما يدعي- في العالم.. ومن تلك الإجراءات فقد تم طرد العميل حميد الأحمر من فندق موفمبيك بالرياض وهو أحد زعماء الإصلاح والإخوان البارزين في اليمن ونجل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس التجمع اليمني للإصلاح «المؤسس».. وذلك حينما كان حميد الأحمر يلقي محاضرة بفندق «موفمبيك» مع مرتزقة الرياض، حيث قام أحد قادة الأمن السعوديين فجأة بمنعه عن الحديث لأنه في نظرهم إخواني غير مرغوب فيه، مما حدا بالأحمر مغادرة الرياض غاضبا والعودة إلى مقره الدائم في اسطنبول.. والأمر الأكثر وضوحا في اجتماع ولي عهد مملكة آل سعود الداعشية بمن أسماهم زعماء قبائل اليمن الموجودين في الرياض من مجاميع المرتزقة الذين هبوا لنداء الريال السعودي وأصبح يطلق عليهم وصف (قطط الموائد) وذلك في محاولة بائسة من السعودية لإيجاد العميل البديل عن ضرب الإصلاح تحت مسمى رموز القبائل اليمنية.. وقد لوحظ غياب رموز الإصلاح والإخوان المتواجدين في الرياض عن اجتماع بن سلمان وأبرزهم علي محسن صالح والزنداني وأولاد الأحمر و...الخ، رغم عمالتهم المعروفة للرياض من قبل وبعد العدوان واستبسالهم في قتل الشعب اليمني إرضاء للسعودية.. وهذا ما يكشف بجلاء تخبط مملكة الشر وأدواتها وفشلها الذريع في إدارة الحرب في اليمن ومحاولتها إيجاد البدائل في اليمن تارة باسم الشرعية وأخرى باسم القبيلة.. ولم يعرف بن سلمان خلال العامين الماضيين أن القبائل اليمنية قد لفظت كل من تعاون مع العدوان وأصبح عميلاً ضعيفاً منبوذاً في فنادق الرياض وشوارعها وان كل قبيلة لأي عميل خائن بالمرصاد، وان القبائل اليمنية الأبية هي التي تتحمل الأذى والمصائب بسبب العدوان السعودي الغاشم عبر أولئك العملاء الخونة الذين خانوا الله والوطن والقبيلة مقابل أن يحصلوا على شيء من الفتات السعودي والأموال المدنسة التي تلطخت بدماء أبناء اليمن رجالاً ونساءً وأطفالاً.. وسواء تغلبت الإمارات على السعودية بفرض إرادتها أو نفذت السعودية التوجيهات الأمريكية بخصوص ذلك، إلا أنهم يراهنون على السراب، فأولئك المرتزقة المتواجدين بالرياض كانوا خلال عامين يمثلون حزب الإصلاح كونه الحزب المؤيد للحرب على اليمن.. وها هم اليوم يجتمعون باسم القبيلة، فهم لا هم لهم سوى كسب المال ورضا آل سعود، لكنهم لم يحققوا للمملكة إلا الفشل الذريع رغم دعم السعودية لهم من بداية العدوان بالمليارات ومختلف أنواع الأسلحة.. فما الذي سيغير المعادلة على أرض الواقع.. فاليمن بجبالها وسهولها وشموخها وعزتها قد لفظت أولئك العملاء وهي لهم بالمرصاد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. وها هي القبيلة اليمنية من كل محافظة ومديرية وقرية ومنزل قد استجابوا لنداء الله تعالى للدفاع عن دينهم وعرضهم وكرامتهم وأرضهم ويقدمون كل يوم عشرات الشهداء استشعاراً للمسؤولية التي حملوها على عاتقهم.. فدول العدوان تخسر وتتناحر فيما بينها، بينما الشعب اليمني قد توحد بكل فئاته ضد هذا العدوان الغاشم، والأيام القادمة كفيلة بكشف الحقائق التي يتعالى عنها الأعداء ومرتزقتهم وعملاؤهم.. وسيعلم بن سلمان- ولو متأخرا- انه اخطأ مرتين: مرة باعتماده على حزب الإصلاح بقيادة علي محسن الأحمر والزنداني وصعتر وأولاد الأحمر الذين لفظهم مؤخراً من مجلسه وغيبهم عن قصره في الاجتماع الأخير.. ومرة أخرى باعتماده على رموز الفساد والإجرام في اليمن باسم القبائل اليمنية من العملاء والمرتزقة.