تتزامن احتفالات شعبنا ووطننا بالعيد الوطني ال27 لقيام الجمهورية اليمنية هذا العام مع جملة من الانتصارات العظيمة ضد العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم المستمر في عنجهيته وصلفه لأكثر من عامين مضت لم يحصد خلالها إلا المزيد من الهزائم والإخفاقات على مختلف جبهات المواجهة وساحات التضحية والفداء دفاعا عن سيادة ووحدة وأمن واستقرار واستقلال اليمن أرضا وإنسانا. إن الوحدة المباركة التي كانت وستبقى قدر ومصير شعبنا اليمني وأجياله القادمة هي تجسيد عملي لقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" صدق الله العظيم. لأن في الوحدة قوة وفي التمزيق والتشرذم والتجزئة ضعف ووهن وعودة إلى أزمنة الصراعات الدموية والحروب والأزمات الشطرية المقيتة التي ودعها شعبنا في ال22 من مايو 90م إلى غير رجعة بإذن الله سبحانه وتعالى. وفي هذا السياق نقول إن مظلومية اخواننا أبناء المحافظات الجنوبية خلال المرحلة السابقة من عمر الجمهورية اليمنية وما رافق ذلك من إقصاء وتهميش ومصادرة للحقوق المشروعة، لاسيما خلال المرحلة اللاحقة لحرب صيف 1994م إلا أن هذه المظلومية قابلة للإنصاف من خلال العدل ووفقا لمبدأ التعويض وجبر الضرر، وهي مظلومية لا تختلف عن مظلومية أبناء محافظة صعدة خلال الحروب الست، ولكن ما يجري اليوم من قبل قوى الغزو والاحتلال وركائزها ومرتزقتها في المحافظات الجنوبية وتحديدا في مدينة عدن وإعلانهم ما يسمى بالمجلس الانتقالي، ما هو إلا جزء من سيناريو صهيوأمريكي لتشظية اليمن والنيل من وحدة وسيادة أراضيه وتمزيق لنسيجه الاجتماعي.. ان هذا السيناريو التآمري القذر تأتي عملية تنفيذه عبر أدوات قوى الاستكبار العالمي في المنطقة وفق خطوات استعمارية ممنهجة تستهدف وحدة شعبنا الذي عانى كثيرا من جبروت المستعمرين والغزاة وقدم تضحيات غالية وجسيمة في سبيل الحرية والاستقلال والكرامة والعزة والشموخ، وانتصر على أكبر إمبراطوريتين استعماريتين في تاريخه المعاصر.. جاعلا من تربة هذا الوطن الطاهرة مقبرة للغزاة، وهو اليوم يقف أكثر من أي وقت مضى على أهبة الاستعداد وأيديه على الزناد دفاعا عن اليمن ووحدته المجتمعية والجغرافية، وعلى أذناب الصهيوأمريكية ومرتزقتهم أن يستوعبوا حقائق التاريخ وقوة وصلابة الإرادة الشعبية في الحرية والاستقلال وان يدركوا تماما بأن أزمنة الغزو والاحتلال قد أفلت وولت وذهبت مع أدراج الرياح وان الأحرار على امتداد هذا الكون لم ولن يسمحوا بتدنيس أوطانهم برجس المستعمر الغاصب. ولذلك كله فإن شعبنا اليمني العظيم وفي طليعته أبطاله منتسبي الجيش واللجان الشعبية يقفون صفا واحدا في مواجهة اعتى عدوان همجي وحشي تدميري إرهابي عرفه التاريخ.. منتصرا للأرض والعرض ليبقى الوطن حرا مستقلا بعيدا عن التبعية والوصاية والهيمنة الخارجية.. مقدما خيرة أبنائه شهداء وجرحى في كل ميادين ومواقع الشرف والكرامة انتصارا لخياراته الاستراتيجية التي رسمها قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وهي خيارات الكرامة والاستقلال والعزة والشموخ. ويبقى التأكيد هنا بأن احتفالات الوطن باليوم التاريخي المجيد ال22 من مايو هي تجسيد عملي لخيارات شعبنا الوحدوية المصيرية.. وفي هذه الاثناء لا يفوتنا ان ننسى اولئك الرجال العظماء الكرماء والذين بذلوا ارواحهم الطاهرة ورووا بدمائهم الزكية تراب هذا الوطن فارتقوا شهداء خالدين مع النبيين والصديقين وحسن اولئك رفيقا.. وكذا الشهداء الاحياء "جرحى الحروب" الذين قدموا اعظم واروع البطولات وفقدوا جوارحهم فداءً لله ورسوله وللمؤمنين بكل اخلاص ومثابرة وجد لينالوا بذلك اعلى المراتب وليدافعوا عن المستضعفين مهما كلفهم من ثمن ولو كان ذلك جزءاً من اجسادهم الطاهرة فآثروا الاخرين على انفسهم وزكوا اجسادهم الطاهرة واصبحوا يقاسون الالم بكل فخر واعتزاز لان ذلك في سبيل الله ومن اجل الله فلهم منا ازكى التحايا العطرة وهنيئاً لهم تلك التضحيات البطولية التي جعلت منهم تيجاناً على رؤوسنا سائلين المولى جل وعلا ان يلطف بهم من كل سوء ومكروه.