بكل عزة وشموخ وفخر وإباء اجتمع حكماء وعلماء وعقلاء اليمن في العاشر من رمضان استجابة لدعوة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة التي وجهها في أول رمضان المبارك ودعا فيها حكماء وعقلاء اليمن للاجتماع بالعاصمة صنعاء في العاشر من رمضان, وما إن أشرقت شمس العاشر من رمضان إلا وقد استقبلت العاصمة صنعاء حكماء اليمن بمختلف ألوانهم السياسية من مختلف المحافظاتاليمنية الجنوبية والشمالية, واحتشد فيها الآلاف من قيادات وحكماء وعلماء اليمن في باحات القصر الجمهوري,وكان لافتاً حضور جميع المكونات السياسية والاجتماعية والقبلية ومن مختلف التيارات المذهبية من كافة المحافظات.. والذين شكلوا جميعاً أكبر لوحة فنية تجسد التلاحم الوطني ووحدة الصف اليمني الذي سعى العدوان الصهيوأمريكي السعودي بكل إمكاناته الكبيرة ووسائله الخبيثة المتعددة إلى زرع الفرقة بين أبناء اليمن وشق الصف اليمني الواحد وخلق أصوات نشاز بهدف تفكيك الجبهة الداخلية التي استطاعت مواجهة دول العدوان على مدى أكثر من عامين, انهزمت فيها دول العدوان شر هزيمة وخارت قواها وخسرت أموالها الطائلة, وفقدت هيبتها العسكرية الحديثة والمتطورة أمام صمود وثبات أبناء اليمن جميعاً.. وكان للعاشر من رمضان رمزيته الكبيرة في إعادة وحدة الصف وتماسك أبناء اليمن في أكبر اجتماع عرفته العاصمة لتقول للعالم أجمع مهما اختلفت مذاهبنا وآراؤنا وأفكارنا واتجاهاتنا وسياستنا, إلا أننا جميعاً صفاً واحداً ويداً واحدة وجبهة واحدة ضد كل غازٍ ومعتدٍ وطامع وعميل, فاليمن ملكنا جميعاً والدفاع عنه وتقديم التضحيات في سبيله وفي سبيل الدفاع عن الدين والمعتقد واجبنا جميعاً دون استثناء مهما كلفنا من ثمن, فكان الاجتماع المزلزل الذي هز عروش دول التحالف وأفقدهم أدنى أمل في تفكيك الجبهة الداخلية واختراق صفها.. وكان لذلك الاجتماع الكبير رونقه الفريد خاصةً انه تزامن من إعلان دول التحالف بداية تفككهم وانهيار وتهاوي تحالفهم الشيطاني على اليمن.. وإعلان بعض دول التحالف قطع علاقاتها السياسية والدبلوماسية مع أحد وأهم دول الخليج الداعمة والمشاركة في العدوان على اليمن (دولة قطر الخليجية) التي تعتبر من أغنى دول العالم ومتوسط دخل الفرد فيها 147 ألف دولار سنوياً, وهي أعلى نسبة دخل للفرد على مستوى العالم.. والتي سخرت جُل أموالها لزرع الشقاق والفرقة بين المسلمين وتغذية الحروب في اليمن وسوريا والعراق وغيرها من البلدان العربية والإسلامية خدمة للعدو الصهيوني والمساهمة والمشاركة مع دول العدوان في فرض الحصار الاقتصادي على شعب اليمن الحر الذي رفض الذل والاستسلام لدول الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وذراعها المخلص المملكة السعودية التي منحها الرئيس الأمريكي «ترامب» وسام التسلط والهيمنة في الشرق الأوسط مقابل مئات المليارات من الدولارات والهدايا الثمينة المقدمة لترامب شخصياً حتى لو كان في ذلك انهيار الاقتصاد السعودي وتجويع الشعب السعودي المتعود منذ عقود على الرفاهية والغنى الفاحش، وليست إلا أياماً وتبدأ آثار زيارة الرئيس الأمريكي تظهر على الشعب السعودي لتفرض عليه الضرائب الكبيرة ورفع أسعار السلع الخدمية وتوقيف المشاريع الاقتصادية في البلد.. وكان هذا الأمر متوقعاً في ظل الآية الكريمة التي يقول الله تعالى فيها «إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون».. فهاهي الحسرة تظهر عليهم والشدة تحل بهم والخلاف يدب بينهم ويتم قطع العلاقات بينهم وفرض الحصار فيما بينهم لتتجلى آيات الله القوي الجبار.. وليعود المكر السيئ والخبيث عليهم وفيما بينهم.. وليست قطر إلا نموذجاً لفرض الهيمنة السعودية على جميع الدول دون استثناء، وليست مشاركة دول الخليج في العدوان على اليمن لأجل سواد عيون سلمان أو الخائن عبدربه هادي وإنما خوفاً من غضب نظام آل سعود المتسلط على دول الخليج.. فها هي الآن تحاصر قطر رغم مشاركتها المباشرة في العدوان وإعلانها قبل ثلاثة أيام جرح ومصرع ستة من جنودها في الحدود اليمنية دفاعاً عن السعودية وتخرجها من الخارطة وتحاول التهامها تماماً, لأنها خالفتها الرأي في بعض الأمور.. وهذا النصر بيد الله سواءً تلاحم أبناء اليمن أهل الإيمان والحكمة أو تفكك حلف الشيطان على يد قرن الشيطان.. وصدق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم بارك في يمننا وشامنا» قالوا ونجدنا يا رسول الله؟ قال بلد الزلازل والفتن ومنها يظهر قرن الشيطان.