عندما قال المدعو «بن دغر» رئيس حكومة الفار هادي بان قوات الجيش واللجان الشعبية على بعد 150كم من عدن.. قالها محذراً فصيلاً من فصائلهم المتناحرة التي يؤجج الاحتلال وقوى الغزو الخلاف بينها ليبسط سيطرته على المحافظات الجنوبية.. ونحن نصحح له معلوماته اننا في عمق الحبيبة عدن وفي عمق ابين وفي عمق شبوة- عتق- وفي عمق المكلا.. لاننا نمثل الشعب اليمني كله.. لا جهوية لدينا ولا مناطقية ولسنا دخلاء على ارضنا كلها.. نحن ومعنا كل الشعب ننظر الى المحافظات الجنوبية انها واقعة تحت نير وربقة الغزاة والمحتلين الذين وجدوا ضالتهم في بعض ضعاف النفوس امثال الفار هادي والمدعو ابن دغر ومن لف لفهم من المنتفعين والمتمصلحين وبائعي ضمائرهم واوطانهم فلا يساور الظن والشك اولئك المرتهنين ان الشعب اليمني قد يطول صمته عن اولئك الحمقى الذين ما زالوا يتسولون الرياض وابوظبي والمنامة ويتوسلونهم حتى مجرد رضا رموز العدوان واستمالة الدوائر الاستخبارية لامريكا وبريطانيا.. وليتهم احتفظوا حتى بشيء من ماء الوجه.. فلقد اصبحوا مثار تندر وسخرية في كل المجتمعات وهذا هو ديدن من يبيع نفسه ووطنه فلا ينتظر غير المزيد من الازدراء والاستهانة.. هذا هو حال الاوضاع المهلهلة لمن يسمون انفسهم شرعية وهي شرعية زائفة اتخذها الغزاة والمحتلون والصهاينة والامريكان ذريعة للتدخل في اليمن واطالة امد العدوان على شعب يماني صابر واصيل وشجاع يأبى الضيم والانكسار وارادته الحرة المستقلة تضارع عنان الثريا وتطاول النجوم.. تجلت هذه السمات والسجايا في استمرار تدفق افواج ومواكب الابطال الى عمق الخاصرة الجنوبية للعدو السعودي في جيزان ونجران وعسير.. وليس ادعى الى الفخر والاعتزاز الا ما شهدناه من زيارة الرئيس صالح الصماد الى جبهات ما وراء الحدود ومشاركته للمقاتلين افراح عيد الفطر السعيد واياديهم على الزناد وهاماتهم تطاول السماء اعتزازاً وافتخاراً.. انهم يلوون ذراع قادة وجيوش العدوان السعودي ومرتزقتهم في رسالة واضحة ان العدوان يتعرض يوماً بعد اخر لهزائم متلاحقة وانهيارات معنوية متتالية بعد ولوج العام الثالث لهؤلاء المعتدين البرابرة.. وهنا تكمن المفارقة بين من راهن على العدوان وبين من راهن على الشعب وعلى القيم والمبادئ الوطنية في مواجهة اعتى قوى سبع عشرة دولة معتدية في تحالف مخزٍ لا مبرر له سوى خدمة الصهيونية العالمية وقوى الهيمنة الامريكية وتنفيذ اجندتها الاستعمارية في المنطقة.. هذه الصورة المشرفة المعتزة بالكرامة الوطنية رغم الحصار والتجويع وتمادي طيران العدوان في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب والابادة ضد الاحياء السكنية المأهولة بالسكان المدنيين, تقابلها صورة من الفوضى والارتباك وتضارب المصالح الذاتية والانانية وسجون سرية يشرف عليها ويديرها الغزاة المحتلون في عدد من المحافظات الجنوبية تمتهن فيها كرامة الانسان اليمني.. وهذه مسألة وصورة مزرية ومتوقعة من غزاة ومحتلين لا هم لهم سوى فرض سيطرتهم من خلال مثل هذه الاعمال المهينة التي لا يقبلها حر ولا يستسيغها حتى متابع من دول العدوان ذاتها لبشاعتها.. ولكننا من دروس التاريخ نؤكد ان شعبنا اليمني لن يطول صمته على مثل هذه الاعمال والانتهاكات اللاإنسانية للغزاة والمحتلين على ارضه وان زوالهم قادم لا محالة. * رئيس التحرير