أعلنت الحكومة الأردنية مساء أمس الجمعة عن مصرع 9 أشخاص بينهم أطفال وفقدان 6 آخرين جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت عدة مناطق في المملكة. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية جمانا غنيمات، إن طائرة انطلقت لرصد المنطقة التي اجتاحتها السيول للوقوف على تفاصيل الحالة، مشيرة إلى أن التنبؤات الجوية تفيد بأن هطول المطر سيستمر خلال اليومين القادمين. وأكدت غنيمات نقل 60 شخصا من منطقه ضبعة إلى مناطق آمنة بعد وفاة 3 أشخاص، كما أقلت سيارات الإسعاف 9 أشخاص إلى مستشفى النديم وقد تكون بينهم وفيات. من جانبها، أمرت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بتحريك عددا من الطائرات والقوارب والآليات لتنفيذ عمليات بحث وانقاذ في مناطق السيول، فضلا عن إرسال ناقلات جنود إلى منطقة الجفر في محافظة معانٍ لإنقاذ العالقين هناك في المناطق التي داهمتها السيول الجارفة. وفي السياق، طلب رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن فاروق الحياري، من شركات توزيع الكهرباء الثلاث،إعلان حالة الطواري للتعامل مع تداعيات الأحوال الجوية السائدة في المملكة. وقال الحياري إنه تقرر إعلان الطوارئ اعتبارا من اليوم الجمعة وحتى انتهاء الحالة الجوية السائدة، نظرا للظروف الجوية التي تشهدها المملكة والتطورات المعلنة من قبل دائرة الأرصاد الجوية والمديرية العامة للدفاع المدني والجهات الرسمية الأخرى من أجل الحفاظ على النظام الكهربائي ومعالجة أي انقطاعات كهربائية بسبب هذه الظروف. كما أعلنت وزارة المياه الأردنية في ساعات المساء بدء فيضان سد الواله في محافظة مأدبا جنوبي العاصمة عمان، بواقع نحو120 مترا مكعبا في الثانية. من ناحية اخرى أخلت السلطات الأردنية اليوم الجمعة من مدينة البتراء الأثرية 3762 سائحا إلى مناطق آمنة، بسبب السيول والفيضانات في المناطق المحيطة بالمدينة جراء أمطار غزيرة هطلت في الساعات الأخيرة. وأكد مدير الدفاع المدني في محافظة معان سالم الصرايرة أن كوادر الدفاع المدني تعاملت مع العديد من الحالات التي داهمت فيها أمطار السيول المنازل، مشيرا إلى أنه لم تقع أي إصابات باستثناء إصابة طفلة تبلغ من العمر سنتين كادت تغرق في مياه السيول ونقلت إلى مستشفى معان الحكومي وهي في غرفة العناية المركزة وحالتها العامة سيئة. وفي السياق، قال مفوض البنية التحتية في إقليم البتراء عبد المنعم أبو هلاله، إن السيول التي تدفقت في البتراء لم يشهدها الإقليم منذ سنوات طويلة مضت نتيجة الأمطار الرعدية الغزيرة التي أدت إلى تدفقها . وأضاف أبو هلاله لصحيفة "الدستور" الأردنية أن إقليم البتراء اتخذ إجراءات استباقية من خلال تشغيل صافرات الإنذار ومخاطبة السكان المحليين الموجودين في المناطق المنخفضة الذين كانوا يقطفون أشجار الزيتون لكي يغادروا أماكنهم خوفا من مداهمة السيول لهم. من جانبها، وجهت إدارة الإعلام التابعة للدفاع المدني الأردني نداء للسكان المحليين طلبت فيه من جميع الموجودين في المناطق المحيطة بالبتراء الابتعاد عن الأودية والمناطق المنخفضة وأماكن تشكل السيول، والانتقال إلى أماكن مرتفعة أكثر أمانا وخاصة لمن يقطنون في الوحدات السكنية المتنقلة مثل الخيام وبيوت الشعر تحسبا من مداهمة مياه الأمطار لهم.