كما لو انه جاء طالبا القرب سارعت ماجدة الحداد حتى قبل ان تنظر في المرآة او تراجع البوم صورها لتسجل شهادتها امام الله و التاريخ ان الأستاذ يحيى نوري ليس وسيما بما يكفي من وجهة نظرها ليكون متحضرا و استنتجت برتني سبيرز الحداد ان وجوده ضمن وفد حكومة الإنقاذ الى مشاورات السويد يقطع بما لا يدع مجالا للشك ان وفدنا الوطني يمثل الرجعية و التخلف و المقاوتة و سكان الكهوف الخ .. ليست المشكلة في هذه الحداد فليست شيئا ذا بال و كم كان الاستاذ يحيى نوري وسيما بتعاطيه اللامبالي و رده متحضرا عندما انزل صورته على حائطه تأكيدا على انها ملائمة له و لكل عاقل يدرك انه كان ضمن وفد الى مفاوضات سياسية و ليس الى مسابقة ملك جمال الكون المشكلة هي ان يتحول هذا الاسفاف الى مادة تندر سمج تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي اما المؤسف حقا هو التعاطي غير الموضوعي مع نتائج مشاورات السويد من بعض الناشطين و نخب الصف الوطني و احالة صفحات التواصل الإجتماعي الى ساحات تخوين متبادل ..لا اقصد هنا مسح الجوخ و تكميم الافواه و لكني اتمنى ان نعطي انفسنا فرصة لقراءة النتائج بموضوعية في ظل معطيات الواقع الذي يقول اذا كان الإفراج عن أسرانا انجازاً متفقاً على اهميته فإن تأمين ميناء الحديدة هو أيضا انجاز و ليس بيعا للقضية. . الحديدة منذ اعلان تحالف العدوان بدء عملياته العسكرية تحولت الى ساحة معركة و هذا يعني عمليا اغلاق مينائها في وجه الحاجات الأساسية لثلثي سكان اليمن في مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ و هذا كاف بالنسبة للعدوان الذي فشل في الاستيلاء عليه و تامين موانئ الحديدة التي تشكل شريان الحياة لجبهة الصمود هو او لوية و ضرورة.. هناك من يقول انه سبق رفض عرض من المؤتمر و مجلس النواب يتضمن الاشراف الاممي على كافة الموانئ و هذا افضل من الإشراف على الموانئ التي نسيطر عليه فقط و هذا صحيح و لكن العرض المذكور لم يوافق عليه الطرف الاخر و لا الاممالمتحدة كما ان ميناء الحديدة حينها لم يكن ساحة عمل عسكري كما هو اليوم و ذلك ما شكل لدى بعض مكونات الصمود تنازلا لسنا مجبرين عليه حينها و حتى لو افترضنا ان العرض السابق كان محل قبول من الجميع و هذا غير صحيح و ان القبول به كان افضل فإن ذلك لا يعني ان القبول بما دونه اليوم ممن رفضه بالامس خيانة و بيع و تخل عن القضية و انما يصب في سياقه فرفض الصواب بالامس لا يعني ان القبول به اليوم خطأ و انما هو صواب أيضا .. تأمين خطوط الإمداد بالسلع الأساسية هو اولوية في كل معركة و لن يكون هناك نصر بلا غذاء و لا دواء و لا وقود. لقد اصبح تفجير الجبهة الداخلية بالضغط الاقتصادي هو رهان العدوان بعد فشل قوته العسكرية .. ربما كان على ماجدة الحداد ان تنظر في المرآة قبل ان تتحدث عن وسامة نوري او تنعم النظر في الطلعة البهية للأستاذ خالد الديني لتكتشف تحضرنا و فق معاييرها و لكن المهم ألاّ نقتفي منهجها الاستنباطي في قراءة نتائج مشاورات جنيف و نجلد ذواتنا دون سبب.