في مفاوضات السويد التي رعتها الأممالمتحدة حرسها الله من العين و الحسد و عطف عليها مجلس الأمن غير مشكور بقرار تأييد تم الاتفاق على انسحاب قوات الطرفين خارج الحديدة و تسليم المدينة و الموانئ الثلاثة للسلطة المحلية و المؤسسة العامة لموانئ البحر للحفاظ على مئات الآلاف الساكنين في الحديدة من الموت بنيران الأسلحة و لتأمين تدفق السلع الأساسية و الوقود إلى 18 مليوناً يمنياً يحاصرهم التحالف منذ اربع سنوات و ما تبقى على غارات التحالف من ميناء الحديدة هو منفذهم الوحيد. و قبلنا بإشراف أممي على عائدات الميناء مقابل صرف مرتبات الموظفين و مهمة السيد باتريك المبجل هي مراقبة تنفيذ هذا الإنفاق الذي تم التوصل إليه في المفاوضات و مراقبة التنفيذ لا تعني بحال من الأحوال التفاوض مجددا على ما تم الاتفاق عليه و الا دخلنا في سلسلة تفاوضية مرضية (من المرض و ليس من الرضا) الى ما لا نهاية و هذا هو الجنون بعينه.. نحينا كل ما علمتنا التجارب و يقيننا ان الطرف الآخر بدون قيم تمنعه من قتل الأبرياء و بدون شرف يدعو للوثوق به و بدون عقل يدرك به عواقب تصرفاته و لا يبالي كما قال صعتر لو مات 29 مليون يمني في سبيل ان يعيش مليون مرتزق تركنا ذلك كله جانبا و نفذنا ما يتعين علينا تنفيذه من بنود الاتفاق التزاما بشرف الكلمة و تغليبا للمصلحة العامة و سد الباب أمام أية ذريعة يمكن ان يختلقها التحالف و مرتزقته لتبرير استمرار انقطاع المرتبات و الحصار و تحويل الحديدة إلى ساحة عمليات عسكرية و إغلاق المنفذ الوحيد أمام الاحتياجات الأساسية لملايين اليمنيين و افترضنا ان سعادة المراقب الأممي سيقوم كما هو مفترض بإبلاغ منظمته عن المتملص من تنفيذ الاتفاق و أنها على ضحالتها قادرة على ان تجعل الطرف الآخر ينفذ ما التزم به في اتفاق السويد, فالمرتزقة و أسيادهم أهون من أن يعصوا أسيادهم في المنظمة الأممية, لكن سعادته المراقب نحى مهمته جانبا و قرر بتخديرة قات ان يرعى مفاوضات تكميلية في الحديدة حول تنفيذ ما سبق التفاوض بشأنه متبنيا وجهة نظر الطرف الآخر ان تبقى قوات الطرفين و فتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية. . ربما على سعادة المراقب الإنساني أن يعرف القانون الدولي الإنساني ليس فقط تأمين طريق الصدقات الأممية أو- مساحيق تجميل وجوه المنظمات - و أن يعرف ان كل ما تم الاتفاق عليه و كلف بمراقبة تنفيذه هو إنساني من إطلاق الأسرى إلى منع قتل أبناء الحديدة بنيران الأسلحة و قتل ملايين اليمنيين بالجوع و الحصار و عدم صرف المرتبات و أن بقية القضايا لم يبدأ بعد التفاوض حولها أما نحن فنعرف ان سلوك سعادة المراقب وإن فاجأنا فإنه لا يعني أننا خدعنا باتفاق السويد و إنما قمنا بما نحن مقتنعون بأنه واجبنا على الطاولة و سنستمر بالقيام بما نحن مؤمنون أنه واجبنا في الخنادق و الجبهات ..