حكاية أغنية : هي البحث عن السيرة الذاتية لكل أغنية ولدت في عصر من العصور ، و في مكان ما ،، تحمل معها ذكرياتنا و طفولتنا وشبابنا إلى الكهولة ، وفي هذه السلسلة التراثية من حكاية أغنية : جملة مواقف مرت بنا في حياتنا تردد لحن أغنية ما نقشت وقع كلماتها بوجداننا , وأبحرت بخيالنا إلى بحور الشعر والأدب الشعبي الحميني وفاحت بعبق التراث والأصالة ، وتحكي هي الظروف الاجتماعية والتجربة الشعرية والغنائية والوجدانية التي دفعت ذلك الشاعر لكلماتها و الملحن لأنغام موسيقاها والمغني إلى التغني والصدح بالمقامات البديعة والإطراب من خلالها بالألحان الساحرة الجميلة بجمال وروعة الفن والتراث اليمني الأصيل والذي نهل منه جميع الفنانين في أصقاع الوطن العربي والعالم ككل ،، وفي هذا المقام نتكلم هنا عن أول أغنية نتحدث عنها اليوم وهي أغنية تراثية يمنية أصيلة طالما أطربتنا وهيجت عواطفنا لعقود من الزمان كلمات و الحاناً و غناءَ ، إنها أغنية من الشعر الحميني اليمني الأصيل واللون الصنعاني البديع ،، أغنية : ( يقرب الله ) تلك الكلمات الراقية في معاني الروح وذاك الدعاء الصافي الطاهر المملوء شجناً و إحساساً و عشقاً صادقاً وحباً عذرياً طاهراً ،، بالصوفية المعاني وعمق الدلالات ،، وقوة البلاغة وجزالة الوصف ، وحول هذه الأغنية نقول : إن هذه الأغنية اليمنية التراثية التي تجاوز عمرها 200 عام تقريباً وهي عبارة عن موشح ديني بالأساس طبعاً و الكثير من الأغاني والقصائد الغنائية التراثية هي توشيحية ذات صبغة دينية صوفية وأغنية ( يقرب الله ) هي من هذا النوع واللون الغنائي من الشعر الحميني و تنسب كلمات القصيدة للشاعر عبدالرحمن الآنسي المتوفي في 1834 م، - 1251 ه ،، ويقول آخرون إنها لولده أحمد عبدالرحمن (ت. 1825م) غير البيت 22 منها لا يدل على ذلك.. ويقول آخر أنها للقاضي أحمد بن حسين المفتي (ت. 1877م)، والثلاثة من أعمدة شعر الغناء الصنعاني. وقد درج أهل الأدب بصنعاء إلى نسبة القصائد المجهولة إلى الآنسي أو أبنه. (كما جاء في كتاب «شعر الغناء الصنعاني» للدكتور محمد عبده غانم. دار العودة بيروت. 1980م ). وقد أوضحت المصادر المختلفة والمتعددة مدى الشاعرية و الصور البديعية وعن كلماتها التي نظمت كحبات اللؤلؤ حسب الترادف والتجانس في ألفاضها وبساطه أسلوب الخطاب والوصف الصور الشعرية الثرية في هذه القصيدة ،، واللحن هنا هو تراث صنعاني مفتوح على مصراعيه ينهل منه الجميع بلا استثناء وهو في الأساس كما قلنا من ألحان وشدو توشيحي ديني ذي نكهة صوفية تفردت بها الأغنية الصنعانية و الشعر الحميني،، وهذه الأغنية غناها عدد كبير من عمالقة الثراث والفن الغنائي اليمني على رأسهم فنان الشعب الفنان الكبير الراحل - علي بن علي الآنسي والفنان العملاق الراحل- محمد سعد عبدالله ، وأيضاً العملاق الراحل - أبو نصار ، والعملاق الراحل عنا مؤخراً - فيصل علوي, والتي تقول كلمات قصيدتها : يقرِّبْ الله لي بالعافيهْ والسلامهْ وصْل الحبيب الأغنْ ذاك الحبيب الذي حاز الحلا والوسامه وكل معنىْ حَسَنَ ونسأل الله تعالى عودنا من تهامه لا سفح صنعاءاليمن لأن صنعاء سقاها الله فيض الغمامه منزلْ حَوَىَ كل فن توشيح ما مثل صنعاءاليمن كلا ، ولا أهلها صنعاء حوَتْ كل فن يا سُعد من حلها تُطفي جميع الشجن ثلاث في سفحها تقفيل الماء وخضرة رباها الفايقهْ بالوسامهْ وكل وجهٍ حَسَنْ كم يضحك الزهر فيها من دموع الغمامه فيا سَقاها وطنْ يا ليت شعري متى الأيام تسمح برجْعَهْ إلى مدينه (أزال) ونستعيد ما مضى يا سيد افديك جَمْعَهْ والوي بساط المطال لأن من بعدكم ما جف للعين دمعه والشوق بي لايزال وكلما غردتْ ورقاء بأعلى البِشَامَهْ طلّقت طيبَ الوَسَنْ توشيح أهيم في عشقتك والدمع جاري غزير والروح في قبضتك وأن أحبك أسير والقلب من فرقتك يكاد نحوك يطير تقفيل فارحم أسير الهوى مَن قد تزايد غرامه إنْ لم تكن له ، فمن؟ لأنني لا أطيق الهجر ذا والعَدَامهْ ولا أحتمل ذا الشجن بيت تظن يا منيتي أنْ قد نسيت أو تناسيت أوخنت عهدي القديم شاحلف برأسك بأني فيك من حين ولّيتْ أبكي ، وساعه أهيم ولا حلالي سواك و لا بغيرك تسليت يمين والله العظيم يا ناس ما حيلة المفتون في ريم رامه مَنْ ينصُفْ ابن الحَسَنْ توشيح يا ربنا يا مجيب عجّلْ لنا بالروَاح قصر دار الحجر لوصل ذاك الحبيب بالأنس والإنشراح والدهر ذاك الخصيب ذي قد تقضًى وراح تقفيل واكْفِنَا السوء والأتراح وأهل الملامه وعافِنا واعفُ عنْ ومُدّنا منكَ باللطف الخفي والسلامة وكُفّ عن المِحَن صلي وسلم على طه شفيع القيامه والآل ، ما المزن شن