أبناء محافظة ذمار مثلوا سياجا قويا في الدفاع عن اليمن أرضا وإنسانا أكد الأمين العام للمجلس المحلي في محافظة ذمار والقائم بأعمال محافظ المحافظة، الشيخ مجاهد شايف العنسي أن من أولويات السلطة المحلية في المحافظة توفير الخدمات الأساسية في مجال الطرقات والصحة والتربية والزراعة وفق الإمكانيات المتاحة خلال الفترة القادمة. وقال العنسي في لقاء خاص أجرته صحيفة «26 سبتمبر» قبل تعرضه لحادث مروري أثناء زيارته الميدانية يوم عيد الأضحى المبارك لمديرية جهران، «إن أبناء محافظة ذمار مثلوا رافدا في الدفاع عن اليمن الأرض والإنسان». وأشار إلى أن ما يحدث في المحافظات الجنوبية من إثارة للنعرات الطائفية والمناطقية، ثقافة يكرسها الاحتلال الإماراتي والسعودي تهدف إلى تمزيق اليمن، وفق الأجندة الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة العربية.. «صحيفة 26 سبتمبر» تتمنى للأمين العام للمجلس المحلي في محافظة ذمار، ولكافة الزملاء الإعلاميين والمرافقين له الشفاء العاجل. لقاء : فهد عبدالعزيز تشهد الساحة اليمنية حراكا سياسيا نحو تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة..ما دوركم في محافظة ذمار نحو تحقيق ذلك؟ بلا شك محافظة ذمار واحدة من المحافظاتاليمنية التي يحدوها الأمل في بناء الوطن اليمني وفق البناء المؤسسي للدولة اليمنية في كافة المجالات والقطاعات المختلفة. حقيقة تلقينا التوجيهات من القيادة السياسية، وحضرنا ورش العمل مع حكومة الإنقاذ في صنعاء، فيما يخص الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، حيث تم إعداد المصفوفة الخاصة بالمحافظة من مختلف المكاتب التنفيذية، وعلى مستوى المديريات، وإرسالها إلى الوزارة، التي على ضوئها نسعى نحو تنفيذ ما يتوجب علينا وما هو في صالح المحافظة وأبنائها، ولن نألوا جهدا في تنفيذ ما نقدر عليه عن طريق الحكومة وكذا المنظمات والمانحين الدوليين. خدمات أساسية ما ابرز أولوياتكم التي تسعون لتحقيقها خلال المرحلة الراهنة.؟ طموحاتنا كبيرة في التنمية الخدمية المجتمعية.. إلا أننا نعيش أوضاعا استثنائية، ولكن نسعى بكل جهد وما أوتينا من قدرة وقوة نحو الخدمات الأساسية في مجال الطرقات والصحة والتربية والزراعة، كأولوية هامة في تلبية طموحات أبناء المحافظة، بحسب الامكانات المتاحة، جراء الظروف والأوضاع الراهنة التي تعاني بلادنا من العدوان والحصار للعام الخامس على التوالي. وعي وإدراك على ذكر العدوان..ما إسهامات أبناء المحافظة في الدفاع عن عزة وكرامة اليمن؟ أبناء محافظة ذمار من مختلف المديريات هم السباقون في الدفاع عن اليمن منذ الوهلة الأولى من العدوان على بلادنا، وقدموا قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى الأبطال، ولا نبالغ بأنهم سطروا ملاحم بطولية في مختلف الجبهات، ولا يزالون يذودون عن حياض الوطن ضد تحالف العدوان ومرتزقتهم في جبهات الداخل أو ما وراء الحدود. انطلاق ابناء محافظة ذمار للدفاع عن اليمن، نابع من وعيهم وإدراكهم خطر العدوان على مستقبل اليمن وأبنائها، مستمدين قوتهم من الله سبحانه وتعالى، دفاعا عن عزة وشرف وكرامة اليمن واليمنيين، حتى لا نخضع لأي وصاية من دول تحالف العدوان ومرتزقته وعملائه الذين يسعون لتنفيذ الأجندة الإسرائيلية الأمريكية عن طريق الأنظمة العربية في المنطقة. ولعل ما يحدث في الوطن العربي (ليبيا والعراق وسوريا وتونس والسودان) وفي بلادنا، يندرج في إطار المشروع التدميري الذي يستهدف الأمة الإسلامية، ونهب ثروات وأموال الشعوب، مقابل توفير الحماية الأمريكية لتلك الأنظمة ومنها النظام السعودي، وكيل الأجندة الصهيونية والأمريكية التدميرية في مختلف الدول العربية، وتحت مسميات مذهبية مقيتة، التي منها الحرب على اليمن، بذرائع متعددة، لتبرير احتلالها لأهم مضيق مائي « باب المندب» والجزر اليمنية وإقامة القواعد العسكرية في خليج عدن وبعض المحافظات الجنوبية ومنها جزيرة سقطرى. للأسف الشديد يدرك ذلك جيدا كثير من القيادات السياسية والعسكرية اليمنية التي تعمل في صفوف تحالف العدوان ولكن الأموال جعلتهم يتغاضون عن ذلك. فخر واعتزاز ما مدى استجابة أبناء قبائل محافظة ذمار في رفد الجبهات بالرجال والمال ؟ أبناء قبائل محافظة ذمار في مقدمة المدافعين عن الوطن الأرض والإنسان، الذي تمثل أكبر رافد بالرجال والمال في كافة جبهات العزة والكرامة، لأنها تعي وتدرك حجم التآمر العدواني على اليمن، ونلمس ذلك من خلال الوقفات الاحتجاجية والقوافل الغذائية للجيش واللجان الشعبية. حيث كانت الشخصيات القيادية القبلية وكل الشرفاء من أبناء الوطن في مقدمة ساحات الدفاع عن اليمن، وقدمت محافظة ذمار خيرة أبنائها قرابين في معركة الدفاع عن العزة والكرامة في كافة الجبهات، وأصبحت تضحياتهم محط فخر واعتزاز في مواجهة العدوان، لذلك كل المجاهدين الأبطال هم من أبناء القبائل اليمنية التي لا زالت تقدم الكثير من التضحيات لأن المجتمع اليمني بطبيعته التاريخية مجتمعات قبلية تعود جذورها لما قبل التاريخ، التي لا زالت العادات والتقاليد والأعراف الأصيلة المتجذرة في كل إنسان يمني، لا يمكن أن يرضى بالذل والإهانة والاستسلام لأي أجنبي مهما كان الثمن. رفد الجبهات ما الذي يجب على أبناء القبائل اليمنية في هذه المرحلة الاستثنائية؟ سبق وأن أكدت ذلك سلفا.. بأن كل المقاتلين في مختلف الجبهات هم من أبناء القبائل ، ويجب عليهم في هذه المرحلة الاستثنائية المزيد من التحشيد ورفد الجبهات بالرجال والسلاح والغذاء، لأن القيادة السياسية تعول كثيرا على أبناء القبائل الذين يدركون خطورة التآمر على اليمن، بالالتفاف إلى جانب الجيش واللجان الشعبية، والدفع بالمقاتلين نحو الجبهات من جهة، والتواصل مع المغرر بهم من أبنائهم في صفوف العدوان إلى العودة لجادة الصواب وإلى الصف الوطني، وأن يستغلوا قرار العفو العام والوقوف ضد المعتدي، لاسيما بعد انكشاف الحقائق وعرفوا بأن دول تحالف العدوان بقيادة «الإمارات والسعودية « احتلت المحافظات الجنوبية، التي لم تأت مطلقا في مصلحة اليمن، بل لتجزئة اليمن والسيطرة على الثروات الوطنية خلق الفتن والثارات بين أبناء الوطن الواحد. جرائم ومجازر ما حجم الأضرار التي تعرضت لها المنشآت الخدمية جراء استهداف طيران العدوان خلال الفترة الماضية؟ الجميع يدرك تماما بأن طيران العدوان خلف الكثير من الدمار باستهدافه كافة المنشآت الخدمية والمقدرات الوطنية التي تم بناؤها خلال العقود الماضية، من مدارس ومعاهد ومراكز صحية ومبان للسلطة المحلية، ومشاريع للمياه والصرف الصحي، حتى الطرقات والجسور، حتى منازل المواطنين لم تكن بمنأى عن استهداف طيران التحالف. وبلغ بهم الحقد والكراهية باستهداف المواطنين، وارتكاب مجازر وجرائم إبادة جماعية في مختلف المناسبات الاجتماعية في مجالس الأعراس والعزاء، واستهدافهم للأسواق العامة، ولعل جريمة العرس في منطقة سنبان أبرز جريمة للعدوان في المحافظة خلال العام 2015. ندرك جيدا منذ الوهلة الأولى أن العدوان الهمجي السافر استهداف مستقبل اليمن وما حدث في محافظة ذمار من استهداف للمدارس والمجمعات الحكومية ومركز الرصد الزلزالي وشركة النفط وغيرها من المنشآت الخدمية في المديريات. حيث بلغ عدد منازل المواطنين المدمرة جراء غارات طيران العدوان أكثر من 1500 منزل، وتضرر العشرات منها، وخسائرها أكثر مما ألحق به الزلزال في ثمانينات القرن الماضي، إلا دليل على عدوانهم الممنهج طيلة السنوات الماضية. تمزيق اليمن من خلال متابعتك السياسية والعسكرية.. كيف تنظرون إلى الأحداث الأخيرة في المحافظات الجنوبية؟ الاحتلال الإماراتي والسعودي هو من يعبث بدماء أبناء المحافظات الجنوبية ويشق الصف اليمني ويعزز النعرات الطائفية والمناطقية، خدمة لمصالحه الاقتصادية التي ينفذها المأجورين من المرتزقة، وما حصل لأبناء المحافظات الشمالية من تهجير وإقصاء وضرب وحرق ممتلكاتهم جزء من مخططات العدوان نحو تمزيق اليمن، وجزء من الأجندة الإستراتيجية الأمريكية والصهيونية عن طريق أدواتها في المنطقة. لذلك الشعب اليمني هو من يدفع فواتير الحروب التي تشنها دول العدوان عليه، في الاستحواذ على الثروات الطبيعية والبحرية، بالإضافة إلى سيطرة القاعدة على الكثير من المناطق والتي أصبحت تخضع للعديد من المليشيات الإماراتية والسعودية وعناصر القاعدة الإرهابية. التحرر من التبعية كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن في ظل التحديات الراهنة من العدوان؟ نؤكد للجميع بأن مستقبل اليمن مرهون ببذل المزيد من الصبر والثبات، وهذا سيكون له ثمرة كبيرة، ومردود إيجابي على مستقبل اليمن واليمنيين، أعتقد أن التحرر من التبعية والهيمنة الخارجية، ودحر العدو السعودي والأمريكي، وكل من تحالف معهم، فما بعد العدوان، لن يكون كمثل مرحلة العدوان، ولن يكون حتى كما قبله، فاليمن على موعد كبير مع نهضة شاملة، ولعب دور إقليمي ودولي كبير، وأنا على ثقة من ذلك. التعليم والوعي ما الذي تود قوله في نهاية هذا اللقاء؟ نؤكد على كل الآباء في مختلف مديريات محافظة ذمار، حرصهم الشديد على متابعة أبنائهم وتوجيههم نحو المدارس والاستمرار في تعليمهم وأن يكونوا عند مستوى الوعي الكبير لمستقبل الأجيال، باعتبار الجهل عدو الشعوب، ولابد أن ندرك جيدا بأن الأهداف الخفية للعدوان تجهيل الأجيال الأكثر خطرا من كل الأسلحة الفتاكة، ولابد أن يكون الجميع عند مستوى المسؤولية في بناء الوطن. كما نشدد على ضرورة تكريس ثقافة الوعي الأمني في الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة، والعمل على تعزيز وحدة النسيج الاجتماعي، وهنا تقع المسؤولية على الجميع دون استثناء لأحد، وأن يجعلوا من محافظتهم أنموذجا في بذل العطاء السرمدي للدفاع عن اليمن- أرضا وإنسانا.