الأسيف/ المقدم: نبيل السياغي قليل هم الأوفياء لمبادئهم وقيمهم ومثلهم العليا في وقت تتصارع فيه المصالح والانيات ومتغيرات الزمن التي أضحى فيه التخاذل البشري هو سيد الموقف وتساقط الأوراق هو عنوان العصر.. لقد جسد الشهيد اللواء الحميري نموذجية القيادة وثبات الموقف وسداد الرأي بما حملته شخصيته العسكرية القيادية مع مقاتليه وأفراده والوحدات العسكرية المنضوية تحت قيادته في محور صعدة قوات حرس الحدود بقطاعاته وكتائبه ووحدات الشرطة العسكرية ومجاهدي الجيش واللجان الشعبية في جبهات المواجهة في عسير ونجران وجيزان وجبهة الجوف من حنكة وحكمة وإدارة في العمليات القتالية وأسلوبه القيادي الشجاع والفذ وحسن تعامله مع مقاتليه وإيثاره على نفسه ولم يعط باله من أمتعة الدنيا الزائلة ووضع نصب عينيه وفي فكره وعقله توفير كل ما تحتاجه الجبهات من شتى أنواع الدعم والإسناد والضروريات الأساسية لها. لقد برزت شخصية اللواء الحميري القيادية منذ بدء العدوان الأمريكي الصهيوني والسعودي الإماراتي في زمن تخاذلت فيه معظم القيادات وتذبذبت بعضها وتراخى البعض الآخر وجاء الوقت لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب واختارته قيادة الثورة ليكون القائد الجسور الشجاع لمحور وحدات صعدة وكان عند حسن الظن والغاية المنشودة لتجميع المقاتلين وتموضع الوحدات العسكرية في المحور واخذ بزمام المبادرة وعزائم الأمور ليأخذ موقعه القتالي بين ضباطه وجنوده ويختار النسق الأمامي في الجبهة ولم يختر مركز القيادة وصال وجال بين الأبطال الأشداء في هجماتهم واقتحاماتهم ينكل بالمعتدين الغزاة من الجيش السعودي ومرتزقته ويصنع مع مقاتليه انجازات النصر والفتح المبين ويحقق توغلات وتقدمات في العمق السعودي. لقد أعلنت قبل سنوات قنوات العدوان استشهاده وتعرض منزله للاستهداف والقصف المباشر وقدم من أبنائه الشهداء والجرحى وتعرض للقصف وهو يحاضر المجاهدين ويرفع من معنوياتهم في أحد التجمعات وأماكن التحشيد وخرج من جميعها سالما منتصرا ولم يصب بأي أذى ولم تثنه تلك الاستهدافات بل واصل قيادته بنفس المعنوية وروحية الاستعداد والجهوزية القتالية الكاملة حتى نال أجر الشهادة وكرامة النصر وعزة المكانة وها هو اليوم اللواء الحميري يرتقي شهيداً عزيزاً كريماً إلى مولاه سبحانه وتعالى يعانق رفاقه الشهداء ويعانق رفيقه في الجبهات الشهيد الرئيس الصماد. هنيئاً لك الشهادة وسلام الله عليك فمن مكانة عزيزة دنيوية إلى مكانة عظيمة خالدة عند الله سبحانه وتعالى.