قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان خطاب السيد الأخير بمناسبة استشهاد الامام زيد قد لامس الواقع المعاش وتمثل رؤية استراتيجية شاملة، تقتضي أن تتجسد واقعا في الأعمال والنشاطات والقرارات والتحركات والجبهات المختلفة و ترسم كل تفاصيل الأعمال والمسؤوليات في الدولة وفي المجتمع. واضاف البروفيسور الترب ان خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كان واضحا ورسم معالم المرحلة المقبلة وفقا لما يتعرض له وطننا وشعبنا لعدوان اجتمعت فيه قوى الشر كلها لكن الايمان والارادة وروح الخير هو الذي سينتصر وهذا أبرز ما ركز عليه السيد في كلمته محددا الحركة الاساسية واتجاهها والتي يتوجب التركيز فيها على مواجهة تحالف العدوان وعملائه ومرتزقته الذين يخوضون اليوم حربا بالوكالة لصالح المعتدين واجندتهم الهادفة الى السيطرة على مناطق الثروات . واشار البروفيسور الترب الى ان أمام الجميع اليوم مسؤوليات جسيمة وفقا لرؤية السيد القائد الذي أكد على أن يكون الجميع على درجة عالية من اليقظة والجهوزية، ولا نغفل ونتصور أن الحرب قد انتهت وننصرف بكل اهتمامنا عن أولوية التصدي للعدوان الإجرامي إلى قضايا أخرى، وأكد أنه يجب على أن نكون على درجة عالية من الوعي والنشاط والاهتمام المستمر تجاه المخططات والمؤامرات التي يتحرك من خلالها الأعداء. ونوه البروفيسور الترب ان رؤية السيد القائد في بناء وسائل المواجهة وتعزيز قوة الردع قد تحققت بنسبة كبيرة واصبح اليوم لدينا جيش قوي وحان الأن للاتجاه نحو البناء الداخلي والحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز تماسك الجبهة الداخليةالتي يركز العدوان في مخططاته على الجبهة الداخلية تحت عناوين ومسارات متعددة وهذا يتطلب تعزيز دولة النظام والقانون واصلاح الاعوجاج الذي رافق سنوات العدوان وتصحيح وضع مؤسسات الدولة الذي وصفه السيد في خطابه بالوضع المؤسف والمزري وبين أن هذا الوضع هو نتاج لمراحل وتراكمات طويلة، وفي ظل حصار شديد وتعقيدات كبيرة في الوضع الداخلي. وقال البروفيسور علينا البدء خطوة خطوة في تصحيح المسار وفق رؤية وطنية محددة الأهداف للوصول الى الدولة المنشودة التي يسودها النظام والقانون وذلك من خلال تصحيح وضع المؤسسات والمصالح الحكومية و التعجيل بوضع التدابير اللازمة من خلال التدوير الوظيفي واختيار قيادات للمرحلة القادمة وهذا بحد ذاته سيعزز من تماسك الجبهة الداخلية ويحد من عنتريات البعض ومحاسبة كل المقصرين وإعادة الابتسامة للمواطن ومحاربة الفساد ومظاهر ارتفاع الأسعار.