ذكرت مصادر عسكرية أمريكية في بغداد أن رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر عاد الى ايران المجاورة، فيما تزايدة هوة الشقاق بين "الصدريين" ورئيس وزراء العراق نوري المالكي إثر انتقادات عنيفة وجهها الأخير لقادة التيار واتهامهم بعدم تبني موقف واضح من العنف. وقال مصدر عسكري أمريكي "مصادرنا تشير الى أن مقتدى في ايران" لكنه رفض التكهن بأسباب عودته الى هناك. ونفى أحد كبار معاوني الصدر أن رجل الدين غادر العراق. وسار أتباع التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مظاهرات في بغداد في ضوء تصريحات المالكي أمس. وكان دعم التيار الصدري للمالكي من أهم العناصر التي دفعت به للسلطة في العام الماضي. وقال الشيخ احمد الشيباني القيادي في التيار الصدري ومنسق العلاقات العامة في مكتب الصدر في بيان "إن حكومة المالكي على شفا الهاوية وسوف تنهار في الايام المقبلة." واضاف ان المالكي اراد من تصريحاته "ارسال رسالة الى قوات الاحتلال بأني قادر على تنفيذ طلباتكم واجندتكم وهي القضاء على هذه القوة سياسيا وعسكريا." ومضى الشيباني يقول "لكننا نقول له ايها السيد المالكي انك على خطأ لانك تفرط بشعبك." وأدلى معاون بارز آخر للصدر بتصريحات مماثلة في بيان. فقد قال بيان صادر عن الشيخ صلاح العبيدي مدير المكتب الرئيسي للشهيد الصدر في مدينة النجف أن تصريحات المالكي أمس "أعطت الضوء الاخضر لقوات الاحتلال بضرب التيار الصدري." وأضاف العبيدي أن تصريحات المالكي "جاءت كحلقة في سلسلة الاعتداءات المتوالية من قبل الاحتلال على التيار الصدري أراد بها اقحام حكومته في مؤامرة تشارك بها قوى خارجية أو داخلية... لذلك حاول استرضاءهم بالتصريح ضد التيار." كان رئيس الحكومة وهو شيعي قد وجه يوم السبت انتقادات واضحة لقادة التيار الصدري مطالبا اياهم باتخاذ قرارات "حاسمة وواضحة" للجم المسلحين الذين ينتمون للتيار والذين يقومون بمهاجمة القوات الحكومية والدخول في مواجهات مسلحة في بغداد وعدد من المحافظات العراقية. وجاءت تصريحات المالكي في غمرة معارك بين جيش المهدي وقوات الامن العراقية أسفرت عن مقتل العشرات في الاسابيع الماضية في مدن الناصرية والديوانية وسامراء الهادئة نسبيا. وانسحب وزراء التيار الصدري من الحكومة في ابريل نيسان حينما رفض المالكي وضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق. وتبع ذلك انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان العراقي عقب التفجيرات التي استهدفت مرقدي الامامين العسكريين في سامراء منتصف شهر يونيو حزيران. وللصدر شعبية هائلة عند الشيعة ولكن منذ بدء الحملة الأمنية التي تدعمها الولاياتالمتحدة في فبراير اختفى الى حد كبير عن العلن. وفي وقت سابق هذا العام قال مسؤولون أمريكيون أن الصدر مختبئ في أيران على الرغم من أن معاونيه قالوا إنه لم يغادر العراق قط. ويقول محللون إنه قد عاد لتأكيد سلطته على الميليشيا التي تقول الولاياتالمتحدة انها بدأت بالتشظي إلى جماعات منشقة. وقاد الصدر انتفاضتين ضد القوات الامريكية في عام 2004.