أوضحت الانتخابات الفرعية اللبنانية يوم الاثنين الانقسام بين المسيحيين في لبنان بعد أن تغلب مرشح المعارضة بقيادة ميشيل عون بفارق بسيط على منافسه الرئيس السابق أمين الجميل أحد أعمدة الائتلاف الحاكم الذي يدعمه الغرب. وأبدى الجانبان ارتياحا بعد الانتخابات التي جرت يوم الأحد في منطقة المتن شمالي بيروت ولكن النتيجة لم تعط أي مؤشرات واضحة بخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة أو تجاه انهاء جمود مستمر منذ تسعة شهور يصيب المؤسسات الحاكمة اللبنانية بالشلل. وقال المحلل السياسي سمير قسطنطين "النتيجة لا تقفل منزل الجميل ولا توصل عون للرئاسة." وعون هو الوحيد الذي أعلن ترشيح نفسه للرئاسة. واختيار رئيس للبلاد خلفا لإميل لحود الموالي لسوريا هي المعركة السياسية المقبلة بين القوى المناهضة لسوريا التي تقف وراء رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والمعارضة التي تضم التيار الوطني الحر بقيادة عون وحزب الله وحركة أمل الشيعيتين الحليفتين لسوريا. وانخفضت الأغلبية التي يتمتع بها الائتلاف الحاكم في البرلمان إلى 69 مقعدا من 128 مقعدا بعد فوز مرشح المعارضة في المتن. وفاز مرشح موال للحكومة بسهولة في الانتخابات الفرعية التي جرت على مقعد السنة في بيروت أمس الأحد. وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق السني سليم الحص "انتخابات المتن انتهت سياسيا بلا غالب ومغلوب فكان هناك خاسر ولكن لم يكن هناك منتصر." وتابع "إذا كانت المعركة معركة أحجام فقد كان من شأنها فعليا تحجيم كلي المتخاصمين ولو بدرجات متفاوتة." وفاز مرشح المعارضة كميل خوري بفارق 418 صوتا من بين 79 ألف صوت تم الادلاء بها على المقعد المسيحي الماروني في منطقة المتن ولكن هذا الفارق أضعف مزاعم عون السابقة التي اعتمدت على نتائج الانتخابات البرلمانية عام 2005 بتمتعه بدعم 70 في المئة من المسيحيين. وقال عون "انهم لا يستطيعون هزيمتي." وكان هذا المقعد أصبح شاغرا بعد اغتيال بيار الجميل في نوفمبر تشرين الثاني وهو ابن الجميل الذي اعتمد في حملته الانتخابية على تحريك المشاعر متهما عون بالسعي لاعادة الوصاية السورية. وقال الجميل في مؤتمر صحفي إن أداءه القوي منحه تفويضا بمواصلة مسيرته المناهضة لسوريا. وأضاف "معركة السيادة والاستقلال لم تنته بعد." ودعا العديد من الزعماء المسيحيين إلى الاتفاق على مرشح مشترك من أجل الرئاسة مضيفا أنه "يجب أن يكون هناك تفاهم بأسرع وقت على انتخابات رئاسة الجمهورية." ولكن تراجع شعبية عون الذي ربما يرجع للخوف المسيحي من الاتفاق الذي توصل إليه مع حزب الله عام 2006 يهديء نوعا ما من الهزيمة التي مني بها الجميل. ويرأس الجميل حزب الكتائب الذي أسسه والده في الثلاثينات ولعب الحزب دورا مهما في الحرب الأهلية في لبنان من عام 1975 إلى عام 1990 ولكنه متحالف الآن مع الفصائل السنية والدرزية والمسيحية المناهضة لسوريا والتي يقودها سعد الحريري ابن رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل. والائتلاف الحاكم مدعوم من الولاياتالمتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية. وأسفرت الانتخابات الفرعية على مقعد السنة في بيروت والذي أصبح شاغرا بعد اغتيال النائب السني وليد عيدو في هجوم بسيارة ملغومة في يونيو حزيران عن فوز سهل لمرشح الحكومة. وعلقت عناوين الصحف اللبنانية عن النتيجة في منطقة المتن. وقالت صحيفة المستقبل الموالية للحكومة "ثلثا أصوات الموارنة للجميل ومقعدهم لعون ب 418 صوتا" مشيرة إلى أن الناخبين الأرمن رجحوا كفة عون. أما صحيفة السفير الموالية للمعارضة فقالت "المتن يهزم بالديمقراطية أمين الجميل ومعه "الأكثرية"." وقالت صحيفة ديلي ستار الناطقة بالانجليزية إن الحملة الانتخابية "خلت من المناقشات الجادة للقضايا السياسية" ولم تتعلق بالمصالحة الوطنية. ويتهم الجميل وحلفاؤه سوريا بتنسيق اغتيال بيار الجميل وعيدو والحريري وشخصيات اخرى مناهضة لسوريا. وتنفي دمشق تورطها في هذه الاغتيالات. - (رويترز)