أعلنت النتائج الرسمية للانتخابات النيابية الفرعية في دائرتي المتن وبيروت الثانية. وأقر وزير الداخلية اللبناني حسن السبع فجر أمس فوز مرشح المعارضة كميل خوري من التيار الوطني الحر برئاسة ميشال عون على مرشح الأكثرية رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل في انتخابات منطقة المتن الفرعية التي جرت البارحة الأولى. وجرت الانتخابات لملء المقعد الماروني في المتن (محافظة جبل لبنان) الذي شغر باغتيال نجل الجميل الوزير والنائب بيار الجميل في 12 تشرين الثاني (نوفمبر)2006 في بيروت. وأوضح وزير الداخلية أن خوري حصل على 39534 صوتا مقابل 39534 صوتا للجميل أي أن الفارق يكون 418 صوتا. وأشار إلى أن محضر لجنة القيد الانتخابية حول النتائج أرفق باعتراض لمندوب للجميل حول حصول مخالفات في عملية الاقتراع من دون أن يوضح هذه المخالفات. وكان الجميل قد طالب البارحة الأولى بإعادة إجراء الانتخابات في منطقة برج حمود (ساحل المتن) حيث أقلام اقتراع الطائفة الأرمنية مشيرا إلى حصول عمليات تزوير فيها. وفي السياق ذاته أعلن وزير الداخلية فوز محمد الأمين عيتاني عن المقعد السني الشاغر في منطقة بيروت الثانية. وينتمي عيتاني إلى تيار المستقبل برئاسة النائب سعد الحريري. وسيخلف النائب وليد عيدو من تيار المستقبل أيضا الذي اغتيل في 31 حزيران (يونيو) الماضي. وحصل عيتاني على 22988 صوتا بفارق شاسع عن مرشح المعارضة إبراهيم الحلبي الذي حل في المرتبة الثانية ب 3556 صوتا. وعدت الأكثرية النيابية خسارة مرشحها في المتن أمين الجميل انتصارا لها إذ قالت إنه كشف حجم عون الحقيقي في الوسط المسيحي بعد أن صبت ثلثا الأصوات المارونية لصالح مرشح 14 قوى آذار. وقال الجميل إن حجم التصويت المسيحي له يشكل "انتصارا" داعيا إلى توحيد المسيحيين برعاية البطريركية المارونية. وفي مؤتمر صحافي أمس أكد الجميل أن أهالي منطقة المتن المسيحية صوتوا لمصلحته رغم عدم فوزه بالمقعد النيابي. وقال "ثمة خسائر يفتخر بها أصحابها وانتصارات يخجل منها أصحابها. نرضخ لقرار لجنة القيد العليا والنتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية ونفتخر بها". بدوره قال رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط " إن التحولات التي شهدتها اتجاهات التصويت في منطقة المتن الشمالي تحديدا تثبت أن الرأي العام يقف إلى جانب مسيرة السيادة والاستقلال وقد عاد بذلك إلى موقعه السياسي الطبيعي بعدما غرر به منذ الانتخابات النيابية عام 2005 تحت شعارات التجييش المذهبي والطائفي واستخدمت لاستقطابه شعارات واهية تستهدف العيش المشترك والوحدة الوطنية". وأضاف "أما بالنسبة إلى حزب الطاشناق فكنا نتمنى على هذا الحزب أن ينسجم مع الماضي الأرمني العريق الذي عانى الاضطهاد والمجازر وقدم الشهداء في أوائل القرن العشرين ويعلم أكثر من سواه معنى النضال من أجل الحرية والاستقلال وانتظر طويلا للاعتراف بأرمينيا والحصول على حق تقرير المصير فعليهم أن يأخذوا في الاعتبار أيضا حق الشعب اللبناني بتقرير المصير في مواجهة النظام الفاشي السوري. كما لا بد من توجيه التحية للطائفة الأرمنية الكريمة التي لم تنحاز لأي فريق طوال الحرب الأهلية اللبنانية. لذلك ومن دون تجن لا بد من وقفة ضمير". من جهته اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أمس أن النائب ميشال عون فاز في الانتخابات الفرعية في المتن بفضل المخابرات السورية وقال: "مبروك لعون لقد انتصر بفضل المخابرات السورية التي أرسلت له النجدة من إدلب ودمشق ومختلف المناطق السورية". وتابع "لقد أفاد توطين الفلسطينيين المسيحيين وتوطين السوريين بناء على رغبة المخابرات السورية التي كان ينفذها ميشال المر أيام كان وزيرا للداخلية فإذا بهذه الأصوات تصبح خشبة الخلاص لمرشح ميشال عون في انتخابات المتن. لقد سقط عون مارونيا ونجح سوريا وأرمينيا بفضل رجل النصر ميشال المر. فلنتوجه بالتهنئة إلى وزير الداخلية الأسبق وإلى حلفائه السوريين والأرمن". وأضاف "أما الرئيس أمين الجميل فقد فاز بثقة الموارنة الذين منحوا أصواتهم بكثافة ما جعله ممثل الموارنة الحقيقي وليس ممثل السوريين والأرمن عدا عن أنصار "حزب الله" في برج حمود والنبعة". من جانبه اتهم رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن حزب الله بدفع الأموال في مناطق الانتخابات لضمان فوز مرشح التيار الوطني الحر فقال "استخدم كل وسائل الإغراءات وضخ المال الذي قدمه له حليفه "حزب الله" وهذا ما لمسناه في منطقة النبعة برج حمود حيث تم دفع الأموال من قبل وكلاء "حزب الله" للتصويت لمرشح عون". وطال الحاج حسن الجميل بإعلان نفسه مرشحا للرئاسة قائلا "لأننا نريد رئيسا يقرر لا يقرر عنه". وفي السياق ذاته حذر النائب أكرم شهيب من سلسلة جديدة من الاغتيالات للشخصيات السياسية قائلا"الفوز بمقعد المتن انتصار للأيدي التي اغتالت الشيخ بيار الجميل ومؤشر جديد لفتح شهية الدم, دم نواب الأكثرية". وزاد شهيب "مبروك لعون النجاح بأصوات الحلفاء وأموال الخمس والدعم الإلهي والمجنسين السوريين".