فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين الروس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة الروسية.وبالرغم من اعتراضات الحكومة الجورجية إلا أن الحكومة الروسية وضعت مراكز للاقتراع في إقليم أبخازيا وأوستيا الجنوبية والتي يحمل غالبية سكانهما جوازات سفر روسية. ويتنافس 11 حزبا على مقاعد في مجلس الدوما، وذلك وسط اتهامات من أحزاب المعارضة للحكومة بأنها تعرقل حملاتها الانتخابية. ويقول مراقبون مستقلون إن محاولاتهم لمراقبة عملية التصويت تم عرقلتها. وكانت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، OSCE، قد أوقفت خططها لإرسال فريق كبير من المراقبين لمراقبة الانتخابات الروسية بعد أن اتهمت الحكومة الروسية بوضع قيود غير مقبولة على فريقها والتعمد في تأخير إصدار تأشيرات الدخول لأعضاء الفريق. وتنفي السلطات الروسية هذه الاتهامات. لكن فريقا صغيرا من برلمانيين يمثلون الدول الأعضاء في المنظمة الأوروبية سيحضر الانتخابات. البرلمان وتاريخه في روسيا يتكون البرلمان الروسي الذي ُيطلق عليه في روسيا الجمعية الاتحادية أو الجمعية الفدرالية من مجلسين، هما مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى للبرلمان أو مجلس الشيوخ) ومجلس الدوما (المجلس الأدنى أو مجلس النواب) . ويتكون مجلس الدوما التي تجري الانتخابات إليه الاحد من 450 نائبا سينتخبون هذه المرة بالقوائم الحزبية حصرا وذلك بعد إلغاء انتخاب نصف المقاعد في السابق بالقوائم الفردية. ويرجع تاريخ الحركة البرلمانية في روسيا إلى أوائل القرن الماضي حيث كان لروسيا في الفترة الممتدة من 1906 وحتى 1917 برلمانا يتكون من مجلسين هما مجلس الدولة (المجلس الأعلى للبرلمان) ويعين نصفه القيصر، أما النصف الآخر كان بالانتخاب والمجلس الثاني هو مجلس الدوما (المجلس الأدنى) وكان بالانتخاب وفقا لقانون معقد للغاية عكس التركيبة الطبقية الفئوية للمجتمع آنذاك. وهكذا فإن البرلمان الحالي يجد أصوله في البرلمان الروسي القيصري. وبعد قيام الثورة الاشتراكية في روسيا في عام 1917 اختفى مجلس الدوما من الحياة التشريعية للبلاد وانتقلت السلطة التشريعية في الدولة السوفيتية إلى مجالس السوفيتات. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عاد الدوما من جديد إلى الحياة السياسية "بعد أن حل الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين في إطار أحداث أكتوبر الدموية 1993 مجلس السوفييت الأعلى الروسي." وسيراقب عملية تصويت أكثر من مائة مليون ناخب في 95 ألف مركز تصويت انتخابي 400 مراقب أجنبي فقط. بينما سيعمل على حفظ الأمن أكثر من 450 ألف شرطي. وسينافس في الانتخابات أكبر حزب ممثل في الدوما وهو حزب الرئيس الروسي فلادمير بوتين روسيا الموحدة، والذي سيحاول أن يحافظ على هيمنته في وجه التحدي الذي يمثله الحزب الشيوعي وحزب الديمقراطيين الأحرار وحزب يابلوكو. وفي حال سيطر حزب روسيا الموحدة على الدوما فإن ذلك قد يعني سيطرة بوتين على السلطة، حتى بعد رحيله من الكرملين العام المقبل. وتسود في روسيا حاليا حالة صمت انتخابي وذلك بسبب منع وسائل الإعلام من الإشارة إلى الأحزاب أو السياسيين أو السياسات أو ذكر استطلاعات الرأي خلال فترة الانتخاب. "النتيجة معروفة سلفا" وقال السفير البريطاني في موسكو توني برينتون لبي بي سي إن هذه الانتخابات قد شابها على ما يبدو سوء في الإدارة وعدم توازن. ويقول مراسلون ان الحملة الانتخابية التى استمرت شهرا لم تكن قوية الوتيرة كما ينبغي. ويفسرون ذلك بأن غالبية الناخبين الروس مقتنعون بأن نتيجة الانتخابات سترسخ الوضع السياسي الراهن وتعيد حزب الرئيس الروسي للسلطة. وفى شوارع موسكو سيطر على بعض الناخبين شعور بأنهم تعرضوا لعملية خداع، وقالت احدى الناخبات إنه "لو قام حزب روسيا الموحدة بحملته الدعائية بنفس الطريقة التى اتبعوها من قبل، فسيدلي المزيد من الناخبين بأصواتهم لصالحهم. ولكن بالطريقة التى يتصرفون بها حاليا، لن يذهب الكثير من الناس للادلاء باصواتهم." وكان بوتين قد دعا الشعب الروسي عبر خطاب متلفز الى الامة الروسية للتصويت لصالح حزب روسيا الموحدة وقال لهم انه يعول على تأييدهم للحزب. وقال بوتين فى كلمته "لقد تم عمل كل شيء، وانجزنا من جانبنا كل شيء فى معركة شرسة، ويمكن الفوز بهذه المعركة فقط اذا تبنى كل منا موقفا متحضرا نشطا. وهذا هو السبب فى اننى قررت ان اكون على رأس قائمة روسيا الموحدة، ولهذا، بالضبط، اطلب منكم ان تذهبوا الى صناديق الاقتراع وتصوتوا لروسيا الموحدة، اعول عليكم واؤمن بدعمكم." بيد ان قادة الاحزاب المعارضة الروسية هاجموا الانتخابات واعتبروها مسرحية هزلية. فقد قال بطل العالم السابق في لعبة الشطرنج جارى كاسباروف الذى قضى خمسة ايام فى السجن بعد القاء القبض عليه اثناء مظاهرة بداية الاسبوع الماضي ان الانتخابات ستدفع روسيا نحو حكم الحزب الواحد. وقال جريجوري يافلنسيكي رئيس حزب يابلوكو المعارض ان حزبه منع من وضع شعارات او اعلانات فى وسائل الاعلام الرسمية الروسية واضطر للاستعانة بالانترنت، لكن قراصنة الانترنت منعوه من ذلك ايضا.