أعلن الجيش الأمريكي الاثنين 24-3-2008 أن قنبلة قتلت أربعة جنود أمريكيين في جنوب بغداد الأحد ليرتفع عدد القتلى من العسكريين الأمريكيين الى أربعة آلاف منذ غزو العراق عام 2003. وقال البيان الذي أصدرته قوات التحالف التي تقودها أمريكا إن جنديا امريكيا واحدا جرح في الهجوم. وأضاف أن الجنود الأمريكيين قتلوا في نحو الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي أثناء قيامهم بدورية في مركبات بجنوب بغداد. وإلى ذلك، شككت منظمة أمريكية في عدد القتلى الأمريكيين، وأكدت أن الرقم الحقيقي يتجاوز المعلن، لأنه لا يدخل في تقديراته القتلى من المرتزقة والحاصلين على الغرين كارد. وبالتزامن، تعرضت "المنطقة الخضراء" المحصنة في بغداد الأحد لهجوم بالصواريخ أو قذائف المورتر. وقالت الشرطة إن ما يصل إلى 17 شخصا قتلوا بسبب صواريخ سقطت خارج المجمع الحكومي والدبلوماسي. وهذه الهجمات تمثل مؤشرا على اتساع اعمال العنف في العاصمة بغداد وفي مدينة الموصل الواقعة بشمال العراق، مما يؤكد تحذيرات قادة عسكريين امريكيين بأن المكاسب الأمنية التي تم تحقيقها في العراق في الآونة الاخيرة هشة ويمكن وقفها. وفي الماضي كان الجيش الامريكي يلقى باللوم في مثل تلك الهجمات على عناصر مارقة من ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة. وفرض الصدر وقفا لإطلاق النار على الميليشيا لكن هناك مؤشرات على انه يتداعى. وفي الموصل، قالت وزارة الداخلية العراقية إن مهاجما انتحاريا بشاحنة ملغومة قتل 15 جنديا عراقيا وأصاب 45 بينهم مدنيون في هجوم على قاعدة للجيش العراقي. ويصف قادة عسكريون أمريكيون الموصل بأنها آخر معقل حضري للقاعدة في العراق. وعلى صعيد خسائر قوات التحالف البشرية في العراق بعد خمسة اعوام على دخول اولى الدبابات الامريكية الاراضي العراقية في 20 مارس 2003, بلغ اجمال قتلى التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة 4308, منهم اربعة الاف امريكي و175 جنديا بريطانيا و133 جنديا من فرق اخرى. وقد قتل حوالى 40% منهم في هجمات, وفي اغلب الاحيان جراء انفجار عبوات ناسفة لدى مرور دورياتهم, وكانت 2007 السنة الاكثر دموية للجيش الامريكي الذي خسر 901 جندي. ومنذ اعلن الرئيس جورج بوش عن انتهاء "الجزء الاساسي من العمليات القتالية" في الاول من مايو 2003, لقي 3863 جنديا مصرعهم في العراق. وعلى سبيل المقارنة, لقي 58 الف امريكي مصرعهم خلال حرب فيتنام (1964-1973). منظمة أمريكية تشكك في عدد القتلى وإلى ذلك، اتهمت منظمة إعلامية رقابية وسائل الإعلام الامريكية بتعمد إخفاء العدد الحقيقي للقتلى الأمريكيين عن طريق اغفال أعداد القتلى الامريكيين من شركات الامن الخاصة والمتعاقدين من القطاع الخاص (المرتزقة) الذين يمثلون نفس تعداد الجيش الامريكي في العراق حاليا. حيث قالت منظمة "الحياد والدقة في الاعلام" التي مقرها نيويورك وتعرف اختصارا باسم "فير" في بيان صحفي :"بينما تبدء السنة السادسة للحرب، فان عددا كبيرا من القتلى بسبب الغزو لم يتم تسجيلهم في السجلات العسكرية الامريكية". وقالت المنظمة إن المتعاقدين من القطاع الخاص "يلعبون دورا محوريا في احتلال العراق...إنهم يؤدون واجبات يتركها لهم العسكريون الامريكيون". وأضافت :"حاليا يعتقد ان عدد المتعاقدين (المرتزقة) يماثل عدد القوات العسكرية الامريكية النشيطة أي اكثر قليلا من 150 الف شخص". وأكدت المنظمة الرقابية أن المصدر الموثق الوحيد لاعداد هولاء القتلى هو وزارة العمل الامريكية لا البنتاغون. حيث تقوم بعض زوجات وعائلات هؤلاء المرتزقة بالتقدم بطلبات صرف تأمين من وزارة العمل الأمريكية. وأوضحت المنظمة ان العدد الرسمي للقتلى بين المرتزقة وصل حتى الآن 1123 حتى بداية شهر فبراير ليكون وفق هذا التعداد العدد الإجمالي للقتلى الأمريكيين في العراق اكثر من 5123 قتيل لا 4000 فقط وفق ما يذكره الإعلام الامريكي او البنتاغون. ولا يشمل هذا العدد القتلى من جنسيات أخرى تعمل في الجيش الامريكي من الحاصلين على "بطاقة الهجرة الخضراء (الغرين كارد) لكنهم لم يحصلوا على الجنسية الأمريكية