أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية عن اكتشاف مادة الزئبق الأبيض النقي داخل إحدى الصخور في ظاهرة علمية جيولوجية نادرة تعد الأولى من نوعها في اليمن والمنطقة . وأوضح مدير عام الإستكشافات المعدنية والصخور الصناعية بهيئة المساحة الجيولوجية المهندس حسين محمد الشامي أن الإكتشاف يمثل تحفة جيولوجية نادرة يمكن أن يرفد بها المتحف الجيولوجي أو متحف العلوم الذي سينشأ في المستقبل القريب في جامعة صنعاء.. وأشار إلى أن الجدوى الاقتصادية من الإكتشاف تتوقف على معرفة الموطن الأصلي لهذا الصخر النادر.. لافتا إلى أنه في حال التأكد من تواجد مادة الزئبق الأبيض في بكميات تجارية ستصبح اليمن الدولة الثانية في العالم بعد أسبانيا في إنتاج هذه المادة . وأكدت مدير إدارة المختبرات المركزية بهيئة المساحة الجيولوجية المهندسة فاتن محمد أن مثل تلك العينة الصخرية موثقة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي الحالة الوحيدة في العالم المكتشفة حتى اليوم، فيما يعد اكتشاف الهيئة لهذه الظاهرة الجيولوجية الثاني من نوعه عالميا.. وأشارت الى أنه في حال التعرف على المنطقة التي وجدت فيها العينة ستنفذ الهيئة مسحا جيولوجيا شاملا ودراسات مستفيضة عن تمعدنات الزئبق ونسبة وجوده فيها . وأوضحت أن احد المواطنين احضر الصخرة إلى الهيئة وهي كروية الشكل تزن نحو ثلاثة كيلوجرامات وبداخلها مادة لزجة تبين بعد فتحها احتوائها على الزئبق الأبيض وبدرجة نقاوة 100 بالمئة . وفيما رفض المواطن الذي احضر الصخرة ايضاح المكان الذي جلب منه الصخرة الا أنه اكتفى بالقول انها من محافظة لحج. وعن مبرراته لعدم الافصاح عن مكانها قال أنه رفض الكشف عن هذه المنطقة لضمان حصوله على مكافأة من المسؤولين على اكتشافه. من جانبه أكد المهندس الجيولوجي بإدارة المختبرات التابع للهيئة ناصر عوض النفيلي أن هيئة المساحة الجيولوجية تجري حاليا عملية تحاليل كيميائية وتحاليل عبر أشعة ( إكس إر إف ) على القشرة الخارجية التي أخذت من الصخر المكتشف وذلك لمعرفة المنطقة التي تتواجد فيها هذه الصخور النادرة . فيما أوضح مدير عام الاستكشافات المعدنية المهندس حسين الشامي أن تلك الصخور تكون عادة مصاحبة للظواهر البركانية حيث تتشكل لتصبح كروية وبداخلها سائل مكون من مادتي الهيدروجين والسيلفر اللتين تتفاعلان مع وجود حرارة مرتفعة تصل إلى 200 درجة مئوية ناتجة عن الصهير البركاني داخل الأرض ما يؤدي إلى تكون مادة كبريتات الهيدروجين HGS وهي ا لمادة التي يتكون منها الزئبق كيميائيا. وقال إن الزئبق يصاحب عادة البخار المتصاعد من البراكين حيث يتبخر تاركا آثاره على الصخور وعلى ضوئها يتم الإستدلال عليه من خلال مادة السنبار المتكونة التي هي أساس تركيب الزئبق .. لافتا في الوقت نفسه إلى أن مادة الزئبق هي مؤشر آخر على تواجد معدن الذهب في منطقة معينة لأنه يصاحبه، مشيرا بهذا الصدد إلى وجود مؤشرات أولية لتواجد لتواجد مادة الزئبق في محافظة البيضاء . يشار إلى أن مادة الزئبق تستخدم في كثير من الصناعات منها الطبية والنووية، إضافة إلى استخدامها في عملية استخلاص الذهب . *سبأ
