برعاية فخامة الأخ على عبدالله صالح رئيس الجمهورية وبمناسبة احتفالات بلادنا بالعيد الثامن عشر للوحدة اليمنية المباركة نظم منتدى جسور الثقافات ندوة وطنية بعنوان ثقافة التسامح الديني والسياسي في اليمن والتي افتتحت فعالياتها صباح اليوم في العاصمة صنعاء وتستمر ليوم غد الاثنين وقد ألقيت في الندوة الذي يشارك فيها عدد من السياسيين والمثقفين عدد من أوراق العمل والتي أكدت في مجملها على ضرورة نشر ثقافة التسامح الديني والسياسي في اليمن . وقال الدكتور الأرياني رئيس المنتدى في مستهل كلمته أمام الندوة بان الندوة تعبر في واقعها عن مدى الحاجة إلى نشر وإشاعة ثقافة التسامح والقبول بالاخر ونبذ نعرات الفرقة والاختلاف والتضييق على الناس في المجتمع من باب أقصائي سواء على المستوى العقائدي أو العقدي أو المستوى السياسي مشير إلى تاريخ اليمن في مبد ا التسامح الديني والسياسي والذي كان خاضعا للعديد من المذاهب والأفكار كما كانت ولا زالت موطن لديانتين سماويتين منذ مايزيد عن ألف وأربع مائة عام وكانت ملجئ لكثير من الطامحين السياسيين الذين نشئو فيها وأرفدوا اليها وكانت طموحاتهم تجتاز اليمن إلى تخوم الجوار وانصار الأمصار فيما قال حمود الهتار وزير الأوقاف في كلمته عن التسامح والتعايش واحترام الرأي مع حرية التعبير والموجودة جلياً في بلادنا والمتمثلة باختلاف المذهب والقبيلة والعقيدة كضرورة من ضرورات الحياة ووجود بعض الأقليات الدينية التي تعيش جنباً إلى جنب منذ القدم في سلام ووئام كالأقلية اليهودية في اليمن كما شدد عن ضرورة نشر ثقافة التسامح الديني والسياسي في اليمن وأعادة النظر في بعض الأحكام المتعلقة في تقسيم الديار والاحكام التي تغيرت بتغير الزمان والأحوال فالبلاد غير الاسلامية فيها أقليات مسلمة والبلدان المسلمة فيها أقليات غير مسلمة وهكذا فأن الأمر يتطلب التغيير في النهج القديم القائم على ذلك الأساس . بدوره قام أيمن فؤاد السيد المؤرخ والباحث في تاريخ اليمن القديم وموروثة,والمعروف باهتماماته في دراسة التاريخ اليمني, والذي بسرد مظاهر الثقافة بين المذاهب في اليمن حيث أعطى للحضور زخماً في المعرفة والإدراك حول الدعوات والمذاهب وفترات الحكم المتوالية لها على مدى تاريخ اليمن الإسلامي وكذا الأسباب التي ساهمت في أنفراد بعض المذاهب في الحكم السياسي بعد شيوعها واستمرارها لفترات في مناطق دون أخرى مؤكداً أن الخلافات القائمة في هذا السياق لم تكن مذهبية بصورة أساسية وإنما سياسية لبسط سلطة فئة دون أخرى . وقال حسين عبدالله العمري الذي بدء الطرح في موضوع الندوة بالمغايرة في بعض جوانب الموضوع على حد قولة أستعرض قضية التعريف السريع لما أصبح للمذاهب الاسلامية فيما عرف تاريخياً بمذاهب الأمصار في الأقاليم المشهورة وقضية ما أتت في نصوصها من ضرورة الاجتهاد والعمل بالراى الأخر والتي أدت عملية تهميشيه أخيراً إلى ظهور ظاهرة الانغلاق الفكري والذي ادى إلى التصادم بين المذاهب وبالتالي ظهور الفتوى التكفيرية والتكفيريين وخاصة ما بين العصر الرابع والخامس الهجري بأسماء وأفكار جاهلية بعيده عن الإسلام وفي مفتاح الحديث عن المذهب الزيدي بإمامة زيد بن علي والمذهب الشافعي بأمامة محمد بن ادريس الشافعي وحتى اليوم . كما استعرض العمري قضايا الاجتهاد المعروفة في زمن الزيود والشوافع وظاهرة الاختلاف والرأي بينهم وتلامذتهم من الفقهاء وقضايا التسامح وأشار العمري إلى قضية الاجتهاد وانعكاساته على مسألة التسامح والتعصب في الرأي والأفكار والمواقف هنا أو هناك وسلبياتها القاتلة على التعصب في الفكر والمعتقد والمذهب والذي اعتبره بالإرهاب الفكري في حق الاجتهاد . كما القيت في ختام جلسة اليوم العديد من المداخلات من قبل المشاركين تناولت مختلف المواضيع التي طرحت في أوراق العمل المقدمة في جدول أعمال الندوة في يومها الأول أثرت العديد من أوراق العمل واستفاد منها الباحثين والنقاد