قطعت كوريا الشمالية الخط العسكري الساخن مع جارتها الجنوبية ردا على بدء المناورات التي تجريها الأخيرة مع الولاياتالمتحدة واضعة جميع قواتها في حالة تأهب قصوى، في الوقت الذي أقر فيه المسؤول الأميركي المكلف بملف كوريا الشمالية صعوبة المهمة الموكولة إليه لإقناع الأخيرة بتفكيك أسلحتها النووية. و أكد متحدث باسم هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي الكوري الشمالي في بيان رسمي أنه من الهراء الإبقاء على الاتصال بين الكوريتين قائما في الوقت الذي يقوم فيه الدمى الكوريون الجنوبيون المسعورون بتدريبات عسكرية ويحملون السلاح ضد إخوانهم بالتحالف مع قوات أجنبية"، في إشارة إلى انطلاق المناورات الأميركية الكورية الجنوبية المشتركة السنوية. وبهذا الإجراء لم يعد هناك أي قناة اتصالات رسمية بين الكوريتين، فالخط العسكري المباشر الذي قطعته بيونغ يانغ كان قناة الاتصالات الرسمية الوحيدة بعد أن قطعت العام الماضي العديد من القنوات الأخرى احتجاجا على سياسة سول تجاهها منذ تسلم الرئيس لي ميونغ باك مقاليد الحكم. وبسبب هذا الموقف ألغى نحو 726 كوريا جنوبيا رحلاتهم إلى مجمع كيسونغ الصناعي الاثنين، في حين قال مسؤول حكومي جنوبي إن كوريا الشمالية لم ترد على الاتصالات بشأن سفر الكوريين الجنوبيين إلى المجمع الصناعي الواقع في منطقة حدودية. كما وضعت كورية الشمالية قواتها المسلحة التي يتجاوز تعداد مليون جندي في حالة تأهب قصوى وفقا لما ورد على لسان القائد العام للجيش الكوري الشمالي الذي تعهد بشن ضربات انتقامية ضد قوات الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في حال انتهاك أراضي بلاده أو مياهها أو سمائها خلال التدريبات العسكرية المشتركة أو في حال اعتراض صاروخ كوري شمالي يحمل قمرا صناعيا إلى الفضاء الخارجي. يشار إلى أنه من غير المعروف حتى الآن موعد إطلاق القمر الصناعي الذي يعتبره الكثير من المحللين مجرد غطاء لاختبار الصاروخ الباليستي "تايبودونغ 2" القادر على الوصول إلى الولاياتالمتحدة التي قالت في وقت سابق إنها لا تستبعد اعتراض الصاروخ. من جانبها أعربت كوريا الجنوبية عن أسفها إزاء قرار جارتها الشمالية قطع الاتصالات حيث أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الوحدة كيم هو نيون أن حكومته تتعامل بالصبر مع المستجدات الطارئة، داعيا بيونع يانع للتراجع عن سلوكها المثير للتوتر في شبه الجزيرة الكورية وكان قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الفريق أول وولتر شارب أكد في بيان صدر الاثنين أن المناورات التي انطلقت الاثنين بين البلدين محض دفاعية مشيرا إلى أنه تم إبلاغ الجانب الشمالي بهذه المناورات بشكل مسبق و أن الهدف الرئيسي للمناورات التي ستتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري هو الوقوف على جاهزية القوات وقدرتها على الدفاع عن كوريا الجنوبية عند الضرورة، مجددا تأكيده أنها ليست موجهة إلى أي دولة أخرى ولا تخرج عن الإطار المعد لها سنويا ويشارك في هذه المناورات 12 ألفا من القوات الأميركية المرابطة في كوريا الجنوبية و14 ألف جندي أميركي من خارجها، إضافة إلى حاملة طائرات أميركية من الأسطول البحري الثالث وما يقارب ثلاثين ألف جندي أميركي. كما أقر المبعوث الأميركي الخاص بكوريا الشمالية ستيفن بوسورث بصعوبة المهمّة الموكلة إليه بإقناع بيونغ يانغ بتفكيك أسلحتها النووية، وذلك خلال لقائه الاثنين وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو يونغ هوان في سول. وكان بوسورث قد وصل إلى سول السبت في زيارة تدوم أربعة أيام في المحطة الأخيرة من جولته الآسيوية التي بدأها في الصين ومن ثم اليابان، حيث تعهد المبعوث الأميركي بالتنسيق بين الأطراف المعنية على صعيد التعاطي مع المسألة الكورية الشمالية. وكالات