قالت كوريا الشمالية يوم الاربعاء ان كوريا الجنوبية تعمد الى تدهور العلاقات في شبه الجزيرة الكورية عن طريق "استفزاز عسكري متهور" وتأجيل المساعدات الانسانية. وذكرت وكالة الانباء المركزية الكورية الرسمية أن كوريا الجنوبية "تعرقل عملية تحسين العلاقات الكورية وتعوق محادثات الصليب الاحمر بين الكوريتين وتدفع الموقف الى شفا الحرب بالمضي في سياسة المواجهة مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ( الشمالية)." وأطلق كورياالشمالية عشرات من قذائف المدفعية على الجزيرة يوم الثلاثاء الامر الذي أدي الى اشتعال النيران في عشرات المنازل في أعنف هجوم تشهده المنطقة منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953 . وقالت سول ان أربعة قتلوا في الهجوم. على صعيد متصل تعرضت حكومة رئيس كوريا الجنوبية لي ميونج باك لانتقادات في الداخل بسبب بطء رد الفعل تجاه هجوم شنته كوريا الشمالية وقال أعضاء بالبرلمان ووسائل اعلام ان الوقت قد حان لاتخاذ موقف متشدد من بيونجيانج. وتعهد لي برد حاسم على الهجوم الذي شنته كوريا الشمالية يوم الثلاثاء لكن في نفس الوقت فان سول لا ترغب في نشوب صراع كبير. وفي حين ان كوريا الشمالية ستخسر بالتأكيد أي حرب فانها ستكون قادرة على الحاق أضرار بالغة بالجنوب بمدفعيتها الهائلة. وبعد يوم من اطلاق كوريا الشمالية وابل من قذائف المدفعية على جزيرة يونبيونج مما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين وجنود اتهم أعضاء في البرلمان من الحزب الذي ينتمي اليه وون ومن المعارضة جيش كوريا الجنوبية بأنه شديد الضعف وأن الاستجابة كانت بطيئة للغاية. وفي جلسة برلمانية عاصفة استجوب أعضاء البرلمان وزير الدفاع كيم تاي يونج قائلين ان الحكومة كان يجب أن تقوم برد أسرع وأقوى على استفزازات الشمال. وطالبت كذلك مقالات افتتاحية في وسائل اعلام محلية بالرد. وحثت صحيفة جونج انج اليومية لي على ارسال رسالة قوية الى كوريا الشمالية قائلة ان استفزازات بيونجيانج "تجاوزت كل التصورات. وفي رسالة عاجلة لكوريا الشمالية اتفق الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك على اجراء المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة ردا على الهجوم بالمدفعية الذي شنته كوريا الشمالية على جزيرة كورية جنوبية يوم الثلاثاء. وقال البيت الابيض في بيان ان اوباما أبلغ الرئيس الكوري الجنوبي في اتصال هاتفي ان الولاياتالمتحدة "تبقى ملتزمة بشكل حازم وكامل بالدفاع عن حليفتها جمهورية كوريا." وقال البيان ان التدريبات العسكرية المشتركة التي ستجرى "في الايام المقبلة" ستبرز التعاون الامني الوثيق بين البلدين. كما أعلنت الولاياتالمتحدة اليوم عن إرسال حاملة طائرات لاجراء مناورات مع كوريا الجنوبية اعتبارا من الأسبوع الحالي. ونقلت شبكة سي ان ان اليوم عن بيان للقوات الأميركية في كوريا إن المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات (جورج واشنطن) ستنضم إلى القوات البحرية لجمهورية كوريا الجنوبية غربي شبه الجزيرة الكورية من الفترة28 تشرين الثاني الحالي وحتى مطلع كانون الأول المقبل للقيام بتمارين ضمن سلسلة أعلن عنها في اجتماعات2+2 ، مشيرا الى ان هذه المناورات تم التخطيط لها قبيل القصف المدفعي بين الكوريتين امس الثلاثاء. وأطلقت كوريا الشمالية امس الثلاثاء حوالي100 قذيفة تجاه جزيرة يونبيونغ في البحر الغربي، ما أدى إلى مقتل جنديين كوريين جنوبيين وإصابة15 آخرين بجروح، بالإضافة إلى إصابة3 مدنيين بجروح هذا وقد حثت الصين الكوريتين على التحلي "بضبط النفس والهدوء" واجراء محادثات في أسرع وقت ممكن لتجنب تصعيد التوترات بعد قصف أسفر عن مقتل أربعة من كوريا الجنوبية. وجاء التعليق على لسان هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وهو أول رد رسمي صيني مفصل على قصف كوريا الشمالية يوم الثلاثاء جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية. وعلى عكس حكومات أخرى في المنطقة لم تقصر الصين الادانة على كوريا الشمالية.
وقال هونغ في تعليق نشره موقع الخارجية الصينية على الانترنت "تأخذ الصين هذا الامر بجدية بالغة للغاية وتعبر عن ألمها وأسفها لفقد أرواح وممتلكات ونشعر بالقلق من التطورات." وتابع "تحث الصين بشدة كوريا الشمالية والجنوبية على التحلي بضبط النفس والهدوء وبدء حوار واتصالات في أسرع وقت ممكن." وأضاف أن الصين "تعارض أي أعمال تضر بالسلام والاستقرار" في شبه الجزيرة الكورية. بينما قال وزير الاقتصاد الياباني بانري كايدا ان اليابان قد تشدد العقوبات على كوريا الشمالية بعد القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية يوم الثلاثاء. وأبلغ كايدا مؤتمرا صحفيا عقب اجتماع لمجلس الوزراء يوم الاربعاء "أعتقد ان الحكومة ربما تسير قدما نحو تشديد العقوبات على كوريا الشمالية." وقال ايضا ان هبوط اسواق الاسهم نتيجة للهجمات الكورية الشمالية ربما يكون له أثر على الاقتصاد الياباني. وقال وزير المالية يوشيهيكو نودا انه يتعين على الحكومة ان تبذل جهودا لتقليل اثار التوترات في شبه الجزيرة الكورية على الاقتصاد الياباني. واضاف نودا قائلا في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مجلس الوزراء "سنحاول التأكد من انه لن تكون هناك أي اثار... نحن نرقب الاسواق عن كثب." في حين قال وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا يوم الاربعاء ان من الصعب استئناف المحادثات السداسية الرامية لنزع السلاح النووي لبيونجيانج بعد القصف الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية