قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا لن تخوض حرباً مع أحد في حالة التدخل العسكري الغربي في سوريا. وأوضح أن التفكير في أن تدمير البنية التحتية للجيش السوري سينهي الحرب الأهلية مجرد خيال. واعتبر لافروف أن أي تدخل عسكري في سوريا دون تفويض من الأممالمتحدة سيكون انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي. وناشد لافروف في مؤتمر صحافي الولاياتالمتحدة وقوى غربية أخرى تفادي "أخطاء الماضي" بالتدخل في سوريا بعد اتهامات من مقاتلي المعارضة لقوات الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية ضدهم. وعبّرت موسكو في وقت سابق عن قلقها لواشنطن من احتمال رد الولاياتالمتحدة عسكرياً على هجوم مزعوم بالأسلحة الكيماوية شنته قوات الحكومة السورية وحثت على ضبط النفس. وأضافت الوزارة في إشارة إلى محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، أمس الأحد، أن موسكو حثت أيضاً واشنطن على الإحجام عن السقوط فريسة "لاستفزازات". هذا فيما واصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم تحديه للغرب مؤكداً أن أي عدوان على سوريا يخدم مصالح إسرائيل ثم جبهة النصرة، وشدد على أن أي ضربة عسكرية لن تؤثر على ما وصفه بالإنجازات الميدانية في الغوطة. وفي المقابل، قال المعلم، خلال مؤتمر صحافي اليوم إن ما يُروّج له من قبل إدارة أوباما حول الضربة المحتملة مجرد أكاذيب. وأكد أنه إذا كان توازن القيادة التركية اختل بسبب أحداث مصر فسيزداد عمقاً تجاه سوريا. يأتي هذا في ظل توجه قوي من قبل تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لشن ضربة عسكرية ضد النظام السوري. إذا وقعت الضربة العسكرية سنواصل الدفاع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة"، لكنه في الوقت عينه شدد على أنه لم يجزم إطلاقاً بأن هناك ضربة عسكرية في الأساس. وقال إذا هوجمنا سيكون أمامنا خياران إما الاستسلام أو الدفاع عن أنفسنا، مضيفاً "لدينا وسائل ندافع بها عن أنفسنا ستفاجئ العالم". وعن العلاقة بروسيا لاسيما بعد الموقف الأخير الذي أطلقته بعدم تدخلها في حال وقوع أي ضربة عسكرية ضد سوريا، أكد أن العلاقة مع روسيا راسخة وكلام لافروف بالأمس كان طبيعياً. ياتي هذا في وقت تجري مشاورات مكثفة بين الدول الغربية حول تدخل عسكري محتمل رداً على هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية في 21 أغسطس/آب بريف دمشق.ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، لم تكشف أسماءهم، أن الضربة الأميركية رداً على هجوم كيماوي تقول الولاياتالمتحدة إنه مؤكد في ريف دمشق الأسبوع الماضي، لن تدوم على الأرجح أكثر من يومين وستجري بشكل يجنّب الولاياتالمتحدة التدخل بشكل أكبر في النزاع المستمر في هذا البلد منذ أكثر من سنتين. كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن أوباما الذي مازال يدرس الخيار العسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد سيأمر على الأرجح بعملية عسكرية محدودة. وأفادت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين في الإدارة أن الضربة ستتضمن إطلاق صواريخ كروز من بوارج أميركية منتشرة في البحر المتوسط على أهداف عسكرية سورية. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن التحرك العسكري لن يكون حملة طويلة تهدف إلى إطاحة الرئيس بشار الأسد أو تغيير موازين القوى في النزاع.وأضافت أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية سيكشفون خلال الأيام القليلة المقبلة معلومات تدعم الاتهامات الموجّهة لدمشق باستخدام أسلحة كيماوية في الهجوم الذي أوقع 1300 قتيلاً، بحسب المعارضة الأسبوع الماضي، في وقت تنفي دمشق أن تكون استخدمت مثل هذه الأسلحة. وذكرت الصحيفة نقلاً عن المسؤولين أن الولاياتالمتحدة تجري مشاورات مع حلفائها لكن أملها ضئيل في الحصول على ضوء أخضر من الأممالمتحدة بسبب معارضة روسيا، حليفة دمشق الرئيسية التي وفرت لها تغطية دبلوماسية منذ بدء النزاع من خلال عرقلة أي قرار يدين نظام الأسد في مجلس الأمن الدولي. في وقت ودعت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية إلى "الحذر" بشأن سوريا، محذرة من أن أي تدخل عسكري ستكون له "عواقب كارثية" على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. طائرات ومعدات عسكرية بريطانية إلى قبرص أما صحيفة "الغارديان" البريطانية فقد أشارت اليوم إلى أن "طائرات وحاملات عسكرية بدأت الوصول إلى قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في قبرص، التي تبعد 100 ميل فقط عن الساحل السوري، في إشارة لتزايد الاستعدادات لهجوم عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن "اثنين من الطيارين التجاريين، اللذين يحلقان بانتظام من مدينة لارنكا القبرصية، أبلغا الصحيفة بأنهما شاهدا عبر نافذتهما طائرات نقل من طراز سي 130 وتشكيلات قليلة من طائرات مقاتلة على شاشات رادارهما، حيث أعربا عن اعتقادهما بأنها محلقة من أوروبا". وأضافت الصحيفة أن "مقيمين بالقرب من القاعدة الجوية البريطانية أكدوا أن "هناك نشاطات غير عادية في القاعدة تزيد على النشاط الطبيعي منذ 48 ساعة الماضية، مشيرة إلى أنه في حال صدور أمر أو قرار مهاجمة أهداف معنية في سوريا، ستعتبر قبرص مركزاً لهذه الحملة الجوية، كما أن وصول الطائرات الحربية يوحي بأن بريطانيا اتخذت قرار التأهب في الوقت الذي يصعّد فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة أوروبا موقفهم المعارض للرئيس بشار واتهام قواته المسلحة بشنّ هجمات بالأسلحة الكيماوية، وقتل المئات في شرق دمشق الأربعاء الماضي". وأشارت الصحيفة إلى أن "حالة المواجهة بين سوريا والغرب اشتدت بشكل خطير عندما تعرّض فريق التفتيش عن الأسلحة التابع للأمم المتحدة للخطر بسبب قربه من الموقع الذى تعرض لهجوم بالأسلحة الكيماوية". إلى ذلك ذكرت وكالة "رويترز" أن إيران حذرت اليوم الثلاثاء من أي تدخل عسكري خارجي في سوريا، قائلة إن الصراع الذي سينجم عن ذلك سيحيق بالمنطقة كلها.