شاركت دولة الإمارات في أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد، أمس، بمقر الأمانة العامة للجامعة، وأكد مجلس الجامعة مجدداً دعم ومساندة الشرعية الدستورية في اليمن، ممثلة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وما يبذله من جهود للمحافظة على كيان الدولة اليمنية ومؤسساتها الدستورية، في حين ما زال الحوثيون يصرون على عدم اللقاء مع الحكومة اليمنية الشرعية، وسط تفاؤل أممي بشأن التوصل إلى حل بالرغم من صعوبة المباحثات في ظل تمديدها يوماً واحداً، وأنباء عن تفاهمات بين روسياوأمريكا ودول أوروبية لتوقيع هدنة لدعم الوضع الإنساني في البلاد، فيما دار تراشق بالأحذية بين طرفي الأزمة على هامش مؤتمر جنيف، بعدما قطع أنصار الحكومة اليمنية مؤتمراً صحفياً عقده مسؤولون في جماعة الحوثي في جنيف، ورشقوهم بالأحذية ووصفوهم بأنهم «مجرمون» و«يقتلون الأطفال» في اليمن. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة في جنيف أحمد فوزي: إن «كل الأطراف اليمنية المشاركة في الجولة الأولى من مشاورات جنيف، وافقت على طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بإقامة هدنة إنسانية في اليمن خلال شهر رمضان». وأعربت الجامعة العربية في بيانها عن التأييد التام للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، وشددت على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة الوضع الإنساني الصعب والخطر، الذي يواجهه اليمن، معربة عن التقدير البالغ للمساهمة السخية التي قدّمتها كل من السعودية والكويت والإمارات، لتمويل جهود الأممالمتحدة وأنشطتها الإنسانية في اليمن. وأكد نائب الرئيس اليمني خالد بحاح أن حكومة بلاده تسعى للتوصل إلى هدنة إنسانية دائمة لا مؤقتة عبر مشاورات جنيف، وأشار إلى قرب الإعلان عن مجلس تنسيق مصري يمني سيكون في حالة انعقاد دائم لحين حل الأزمة اليمنية. وقالت مصادر قريبة من اللقاء إن هناك تفاهمات بين أمريكاوروسيا إلى جانب ضغوط دول أوروبية لتوقيع هدنة لإتاحة الفرصة للأعمال الإنسانية وإيصال المساعدات إلى المنكوبين في عدة مناطق يمنية. وتردد في جنيف أن إمكانية التوصل لهدنة إنسانية أمر ممكن، وان الجهود تنصب على دراسة الشروط المتبادلة بين الطرفين للاتفاق على الهدنة، وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إنه على الرغم من التأجيلات المتكررة والعقبات العديدة فهو ما زال متفائلاً بشأن محادثات السلام في اليمن الجارية في جنيف بسويسرا، وأكد أن المحادثات لم تسفر عن أي نتيجة حتى الآن. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أهمية الحل السياسي لتسوية الأزمة اليمنية والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وشدد خلال لقائه بحاح على ضرورة دعم دور الجيش اليمني في استعادة الأمن والاستقرار في البلاد وضرورة قيامه على أساس وطني، وأكد دعم مصر لليمن. ميدانياً، تواصلت المواجهات بين المقاومة الشعبية من جهة ومليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى على طول محاور القتال شمال عدن، بينما نفذ طيران التحالف غارات على ألوية الصواريخ الذي يسيطر عليه المتمردون ومعسكر النهدين في العاصمة صنعاء، كما شن غارات على مواقع في محافظتي عدن ولحج، في وقت أعلنت قيادة القوات المشتركة السعودية استشهاد ضابط سعودي برتبة مقدم إثر انفجار لغم بمنطقة جازان على الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن. إنسانيًا، وصفت منظمة «اليونيسيف» في اليمن، وضع الأطفال في اليمن ب«المفجع»، مطالبة الأطراف اليمنية والدولية المجتمعة التوصل إلى هدنة إنسانية حتى تتمكن الأممالمتحدة من توفير المساعدة عبر البلاد، فيما دعا مركز حقوقي إلى إنقاذ اليمن من الأوبئة، بينما أكد الصليب الأحمر أن في اليمن مدنًا ومناطق موبوءة.