اعترف رئيس الحكومية اليمنية أحمد عبيد بن دغر بتحويل أموال إلى العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون، عقب اتهامات وجهها محافظ العاصمة عبدالعزيز المفلحي، أكد ان الحكومة تنهب أموال الجنوب للشمال، قبل ان يقر بن دغر بذلك بدعوى ان الأموال التي ترسل إلى صنعاء للاتصالات والأنترنت التي تعد أبرز مصادر الدخل للانقلابيين. يبدو ان الخلاف بين محافظ محافظة عدن الاستاذ عبدالعزيز المفلحي ورئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر وصل إلى درجات من التقاطع وكشف الملفات المسكوت عنها، فبعد اعتكاف وصمت طويل منذ مغادرته العاصمة عدن خرج قبل يومين المفلحي برسالة نارية اتهم فيها وبصراحة أحمد عبيد بن دغر بالعبث بإيرادات العاصمة الجنوبية عدن وارسالها إلى العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الانقلابيين. وفي رسالته التي وجهها للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كشف المفلحي عن فضيحة فساد مارسته حكومة الشرعية في العاصمة عدن. وفي الرسالة يؤكد المفلحي أن بن دغر وبصورة غير قانونية وجه وزير المالية ومدير فرع البنك المركزي بتاريخ 8/10/2017م بتحويل مبلغ 8.287.083.814 بما يعادل 14.262.084$ من حساب المحافظة رقم ( 1031/0040240 ) إلى حساب وزارة الاتصالات وتنقية المعلومات لتغطية كلفة مشروع تحسين وتطوير الاتصالات والانترنت في المناطق المحررة على ان يقوم البنك المركزي بتحويلها للخارج للحساب المفتوح بالدولار " وهو ما يعتبر معرقلا لإعادة الحياة لمدينة عدن مخالفا لتوجيهات فخامتكم وتم اخذه دون مشاورتنا ومعرفتنا او التنسيق معنا ." بدوره بن دغر رد على رسالة المفلحي بأن ما يخص عدن من الضرائب والرسوم المحلية لم يمس، مؤكدا ان غياب المفلحي الطويل عن المحافظة لم تسعفه للاطلاع عليها. وفي رسالته التي وجها للرئيس هادي قال بن دغر: أعتقد أن ظروف غيابه الطويل عن عدن لم تسعفه للاطلاع عليها”…مؤكدا بأن عدن تستهلك من وقود الديزل والمازوت والزيوت وقطع الغيار شهرياً ضعفي الخمسة مليار التي أثارها الأخ المحافظ وأراد بها استعطاف المواطن والتشويش على عمل الحكومة. وأوضح بن دغر:"نحن نقوم بواجبنا تجاه عدن منذ سنة ونصف وبدأب حتى تحسنت الأحوال في عدن، واعتماداً على ما أتيح من موارد سيادية، وتقوم المحافظة بمشاريعها، استناداً إلى ما خصص لها من موارد محلية أو مركزية سيادية. وقد عملنا مع المحافظين بروح الحب للوطن والشعور بالمسؤولية. وكذلك تعاملنا مع بقية المحافظات. ويؤكد مراقبون أن سبب الخلاف بينهما هو حول ملف إعادة إعمار عدن والذي يحاول كل طرف الاستئثار به، وان الخلاف على كعكعة الاعمار وغيرها من الملفات التي أكدت صحة الاتهامات التي وجهت للحكومة .. وتم تعيين المفلحي خلفا للواء عيدروس الزبيدي الذي اطيح به من قيادة المحافظة بإملاء اخواني وبتوقيع رئيس الجمهورية. وتوقع كثيرون إن حكومة الشرعية ستقف وبقوة مع المحافظ الجديد المفلحي - وخاصة انه يحسب ضمن التيار الموالي لحكومة الشرعية والمقرب من الرئيس هادي عكس المحافظ السابق عيدروس الزبيدي الذي دخل في خلافات حادة مع حكومة بن دغر واتهمها في اكثر من مرة بالوقوف وراء الأزمات في العاصمة عدن - ولكن المعطيات على الأرض كشفت مدى خذلان الحكومة للمفلحي وتركته في مواجهة شعب غاضب من تردي الخدمات في العاصمة المحررة.
