تعد العلاقات الحيوية والاستراتيجية بين ومصر وعدن علاقة مبنية على قواسم مشتركة أمنية وسياسية واقتصادية، وقد لعب الوضع الجغرافي للبلدين على ضفتي البحر الأحمرجنوبًا وشمالًا وسيطرة عدن وخليجها على مضيق باب المندب عن طريق جزيرة ميون في جنوبالبحر الأحمر وارتباطه بقناة السويس، دورًا حيويًا في تطور العلاقات بين البلدين والشعبين العربيين الشقيقين. ارتبط الشعبان العربيان بعلاقات ثقافية واجتماعية حميمة وواسعة. ربما كان شعب الجنوب أكثر تأثرًا بالثقافة والفن المصريين والعادات الشعبية أكثر من أي شعب عربي آخر… حتى في أسماء المواليد والمدن والأحياء السكنية نجد مدن جنوبية بأسماء مصرية ك"القاهرة والمنصورة والعريش والصعيد"، ومن أسماء المواليد جمال، عبد الناصر، وعبدالحكيم، وأسوان، سيناء …الخ. لقد كانت مصر هي الداعم الأول والأكبر لثورة 14 أكتوبر 1963 في الجنوب العربي الذي حقق استقلاله عن الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، لقد كان للزعيم العربي المصري جمال عبدالناصر دورًا مؤثرًا قولًا وفعلًا في دعم ثورة الجنوب حيث أعلن في خطاب ألقاه في 22 أبريل 1964 "أن بريطانيا لا بد وأن تجلو عن عدن – إن كلًا من عدنوالجنوب العربي أرض عربية وأنه من المستحيل تمامًا على بريطانيا أن تفرق بين عرب وعرب. لقد تطورت العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الشقيقين بشكل مضطرد منذ قيام دولة الجنوب في ال30 من نوفمبر عام 1967م، حيث زار القاهرة أول رئيس جنوبي 1967-1969 قحطان الشعبي أكثر من مرة وأقام فيها وفي الاسكندرية أيام الثورة. وفي مصر درس العديد من قادة ثورة 14 أكتوبر وقادة دول الجنوب وتخرجوا من الكليات والمعاهد المصرية أبرزهم سيف الضالعي الذي أصبح أول وزير خارجية في حكومة استقلال الجنوب وكذلك فيصل عبداللطيف الشعبي الذي أصبح رئيسًا للوزراء وكان الدينمو المحرك للثورة وللجبهة القومية التي قادت الثورة، وكذلك علي سالم البيض وزير الدفاع في أول حكومة، وحيدر العطاس وزير الأشغال والمواصلات. وفى حرب أكتوبر 1973، كان الوفاء للوفاء فأغلقت البحرية الجنوبية في عدن باب المندب طوال الحرب ولم تفتحه إلا في يناير 1974، بعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك الأولى وبدء الانسحاب الإسرائيلي من غرب قناة السويس. وبعد هذه الأحداث تعمقت العلاقات الاستراتيجية الجنوبية المصرية التي يجمعها الهدف والمصير المشترك وظلت عدن هي الحليف الرئيس لحماية المياه الإقليمية والدفاع العربي المشترك التي كانت دولة الجنوب هي الحارس الأمين له حتى تاريخ النكبة اليمنية 1990م *- د صبري عفيف العلوي
