هلت ليالي وأيام الشهر الفضيل وكل عام وأنتم بخير (شهر الانتصارات – شهر الفرحة والنصر) وهلت ذكرى تحرير عاصمتنا عدن في 27 رمضان، والتي كانت انطلاقة لتحرير كل أراضي جنوبنا الحبيب، ما أروع تلك الملاحم البطولية التي سطرت والصمود خلال الثمان سنوات. التي أثبتت فيها قواتنا المسلحة الجنوبية انها قوة الحق للدفاع عن جنوبنا وأستكمال تحرير ماتبقى من أراضيه وحفظ امنه واستقراره ، وبرغم ما تمر بلادنا من منعطفات وتحديات وضغوطات إقليمية ودولية لم تزحزحها عن ثوابتها الوطنية ولم تثنيها عن الحق المصيري بثبات أسطوري مجسدة أروع الصور المبهرة للصمود الأسطوري الجنوبي وإصرارها على استعادة دولتنا الجنوبية. أن رسوخ العقيدة العسكرية الجنوبية جعلت من أبطالنا يتحلون بالصلابة في مواجهة العدو بالجبهات وإفشال أي خطر داخلي من مؤامرات ومكائد وأزمات مفتعلة محليا و إقليميا. ونحن اليوم على اعتاب مرحلة جديدة في جنوبنا وفق المتغيرات والمستجدات السياسية وانعكاساتها على الساحة الجنوبية بشكل خاص، وما يواكبها من حراك دبلوماسيا إقليميا ودوليا يتم من خلاله رسم خارطة طريق للمنطقة والشرق الأوسط وفق ما تقتضيه مصالح الإقليمية والدولية، تطلبت من قيادتنا الحكيمة التعاطي بحكمة وحنكة و هدوء بعد تدويل قضيتنا الجنوبية وفرضها بالمشاركة بتمثيل جنوبي مستقل في التسويات السياسية القادمة للحل الشامل لانه السلام بالمنطقة دون إشراك الجنوب ضمن المفاوضات الدولية . لهذا نجد أن هناك من يحاول دائما خلط الأوراق و وبث الاشاعات وتحريف الحقائق وتزيفها من خلال الحرب الإعلامية المعادية المجردة من كل المعايير الأخلاقية والدينية للنيل من شعبنا وقواته الجنوبية لانه يطالب بحريته واستعادة دولته بحدود ما قبل 1990م . ماحققته قواتنا المسلحة الجنوبية من ملاحم النصر في مواقع الشرف والبطولة وتكبيده للعدو هزائم مذلة على الجبهات برغم إمكاناته المحدودة وأيضا في مواجهة قوى الشر والإرهاب الظلامية وهزيمتها وتطهير ارضنا من رجسهم ومن أفكارهم الدخيلة على مجتمعنا . فقد أثبتت قواتنا المسلحة الجنوبية للقاصي والداني انها القوة النظامية التي لا يستهان بها و التي تتمتع بالانضباط والتأهيل المعرفي والعسكري بل تحمل أيضا هدف وعقيدة وثوابت وطنية جنوبية وعهد و امانة على عاتقها لن تقف إلا باستكمال تحرير ماتبقى من جنوبنا وصولا لوادي حضرموت والمهرة. أن التضحيات العظيمة التي قدمتها قواتنا المسلحة الجنوبية بقوافل من الشهداء الأبرار والجرحى الأبطال ودفعت فاتورة باهظة لأجل استعادة دولتنا وخطت بالدماء الزكية التي سالت بمحراب الحرية والاستقلال جعلتنا اليوم أننا على موعد مع النصر المؤزر بإذن الله تعالى.
