السعودية تدعم مشروع فك ارتباط الجنوب بكل الوسائل، لإن إنفصال الجنوب عن الشمال سيمكنها من أن تكون لاعب اساسي في الجنوب فيما لوحدث الانفصال، فقد كشفت التقارير الموثقة عن تلاعب يتم في الخرائط اليمنية فيما يتعلق بالحدود مع السعودية، الهدف من ذلك هو اقتصاص اراضي يمنية لصالح السعودية وهذه الخرائط تم اعدادها من قبل السعودية، بهدف ترسيم الحدود مع اليمن وفق مصلحتها على حساب المصلحة الوطنية لليمن. هذا وكان التلفزيون السعودي قد قام ببث مجموعة من الخرائط توضح اقتصاص اجزاء من منطقة الجوف والربع الخالي الى اراضي للسعودية جاء هذا الاجراء من أجل الضغط على اليمن للقبول بما تنوي السعودية القيام به وهو الإعلان الرسمي عن احقيتها في منفذ بحري على البحر العربي وبملكيتها لنصف حضرموت الشمالي وأجزاء من محافظة المهرة. واستمرار التلفزيون السعودي في عرض تلك الخرائط يوكد أطماع السعودية التي لم تنتهي خاصة مع قيامها بالتوغل من جهة مديرية منبه بمحافظة صعدة ومناطق من الجوف بذرائع بناء السياج الحديدي الذي يخالف الإتفاقيات بين البلدين بل ويخالف القوانين الدولية. اي ان قضية الحدود اليمنية السعودية لم تنتهي على الرغم من توقيع إتفاقية جدة التي أنهت الصراع بين البلدين وتنازل اليمن على الكثير من أراضيه المثبته تاريخياً وترسيم الحدود بينهما وإعتراف اليمن ضمنياً بتبعية عسير ونجران وجيزان وأجزاء كبيرة من صحراء الربع الخالي للسعودية. فعلى الرغم من كل ذلك الا ان السعودية تواصل إبتلاعها للأراضي اليمنية من خلال توغلها في مناطق الجوف وصعدة وغيرها من المناطق الحدودية، كما عملت منذ وقت مبكر على إدعاء ملكيتها لمناطق يمنية منها مناطق صحرواية واعدة بالنفط . وكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز من ابرز المتحمسين لتوغل السعودي في مناطق الصحراء من حدود الجوف ومأرب وشبوهوحضرموت مقابل التنازل عن بعض المناطق الجبلية الغربية ويكمن السبب وراء ذلك التوغل في أن تقارير أمريكية تؤكد وجود إحتياطات نفطية تجارية في تلك المناطق . والخريطة اليمنية القديمة والجديدة تؤكد حالة التوغل السعودي في تلك المنطقة.. وعلى الرغم أن الإتفاقية الأخيرة أجبرت السعودي على الإنسحاب قليلاً من الأراضي اليمنية لكنها أنسحبت من مناطق لا أهمية لها حيث يلاخط أن السعودية تضع عينها على تلك المنطقة التي قد تتداخل في الأراضي اليمنية لتصل الى أعماق محافظاتشبوهوالجوف ومأرب وأجزاء من غرب حضرموت حتى ان الخريطة الجديدة لم يتم إعتمادها في السعودية رسمياً رغم أن ذلك من بنود إتفاقية جدة للحدود . وتكمن الأطماع السعودية في الحصول على منفذ بحري يمر عبر حضرموت الى المكلا. وكان آل سعود منتصف القرن الماضي يدعون ملكيتهم لمنفذ بحري على البحر العربي ويسعون لمد أنبوب نفطي الى الجنوب ما سيؤدي الى تحقيق ارباح نفطية كبيرة للسعودية نتيجة إختصار مسافة السفن التجارية بدلاً من القدوم الى الخليج العربي حيث يتدفق البترول السعودي ويتم تصديره ليصبح ممتداً الى البحر العربي جنوب شبة الجزيرة العربية وفي سياق تدخلات السعودية في الشؤون اليمنية كشف التقرير عن مصادر قبلية محلية عن منح السعودية عدد من أبناء محافظة حضرموت والمهره تسهيلات كبيرة تتيح لهم الحرية الكاملة في الدخول والخروج من وإلى أراضيها حيث قامت بتوزيع آلاف من (البطائق الخضراء) على رجال القبائل في حضرموت ومنهم قبائل التميمي والرشيدي، هذه البطائق تعتبر تصاريح دخول وخروج إلى الأراضي السعودية بدون تأشيرة وتمنح حاملها حرية التنقل داخل السعودية والحصول على اعتمادات مالية وغذائية ونفطية ويعامل حامل البطاقة كمواطن سعودي في الوظائف، ويكشف التقرير عن زيارة مسؤولين سعوديين لحضرموت ابان الاحداث التي تجري في اليمن منذ 2011 وأن أيادي سعودية دعمت الهبة التي أطلقتها قبائل حضرموت، في اشارة الى الاطماع السعودية في اليمن وعلى رأسها محافظة حضرموت ووصلت التحليلات الى مخططات تهدف الى ضم محافظة حضرموت الى السعودية، وكانت عدد من وسائل الإعلام المحلية قد تناولت معلومات تفيد بأن السعودية تسعى إلى فتح خط جديد كمنفذ لتصدير النفط من خلال أراضي حضرموت بعد توتر علاقتها مع عُمان على خلفية التنسيق العُماني الإيراني ورفض عمان للاتحاد الخليجي وتجميد عضويته فيه. وهذا حلم سعودي قديم يتمثل في كسر هيمنة إيران على مضيق هرمز والذي تمر منه ناقلات النفط ولهذا تتعامل السعودية مع حضرموتاليمنية بشكل خاص منذ عقود، والذي يدعم تحقيق هذا الحلم هو سعي السعودية افشال وجود دولة يمنية قوية موحدة ومستقلة، وهو مايحدث اليوم من خلال سيطرة السعودية على القرار السياسي والتحكم به وتبعية وإرتهان النخب السياسية اليمنية بالاضافة الى إشعال الفوضى في كل ارجا اليمن والإبقاء على حضرموت تحت سيطرة حلفائها ( القاعدة ) او مايسمى بالدولة الاسلامية ليسهل الدخول إليها براً وفرض واقع جديد على اليمن يتمثل في مد الأنبوب بحماية عسكرية برية وبحريه يمكن السعودية من تحقيق حلمها الكبير لتجاوز مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران وكذلك جني أرباح مالية كبيره . هذا وقد سبق للرئيس المنتهية ولايته أن أعطى السعودية وعوداً بالمضي قدماً في مشروع الفيدراليه والأقاليم الذي يمنح حضرموت إستقلال ذاتي ما يجعل قرار منح السعودية إمتيازات في مد الأنبوب ومنفذ على بحر العرب من صلاحيات حكومة حضرموت بل وقد يصل الأمر إلى إعلان إنضمامها للمملكة . اي ان السعودية لديها مشاريع جاهزة تتضمن تقسيم اليمن الى أكثر من دولة بما يضمن أن تكون حضرموت دولة مستقلة, على أمل أن تدخل في علاقة خاصة مع الدولة الحضرمية الوليدة التي قد تشمل المهرة أيضاً, وقد تتطور الأمور الى أن يتم ضم هذه الدولة الى مجلس التعاون الخليجي, أو تتوحد مع السعودية, خصوصاً أن الكثير من التجار الحضارم العاملون في السعودية يتمتعون بتأثير كبير على أبناء حضرموت ويمكن أن يدفعوا باتجاه الوحدة مع السعودية، ومن هذا المنطلق فان الهدف السعودي من تمزيق اليمن وتأسيس الدولة الحضرمية هو مد أنابيب النفط الى بحر العرب, وعمل ميناء سعودي عليه عبر اتفاقات خاصة, ليتم كسر احتكار مضيق هرمز والموانئ التي في الخليج لتلك المزايا, وبالتالي توجيه ضربة الى ما تعتبره ايران ورقة ضغط بيدها، على اعتبار ان تنفيذ السعودية لمشاريعها تلك في بحر العرب في ضل وحدة اليمن غير ممكنه ، فوحدة اليمن هي الضمانة الوحيدة التي تمنع السعودية من فتح نافذة لها على بحر العرب, ووقف مشروعها في فرض خيار الانفصال. وفي هذا الاطار اعلن عبدالله عمر باوزير رئيس لجنة الخدمات بمحافظة حضرموت وعضو المجلس المحلي للمحافظة أن مؤتمر الرياض يعد الفرصة الأخيرة لليمن وفي حال لم يتحول اليمن إلى جمهورية اتحادية فالحل الآخر هو استقلال قطاع حضر موت عن اليمن، حيث أنها تمثل نصف المساحة الجغرافية لدولة اليمن و70% من منتجاتها السمكية والنفطية والمعدنية والزراعية حسب قوله وما يؤكد اطماع السعودية في ابتلاع اراضي يمنية جديدة هو ما اعلنه محمد بن سلمان وزير الدفاع وولي ولي العهد السعودي في اولى قراراته بعد وصوله لهذا المنصب ان السعودية جاهزة لإعلان وقف الحرب والهدنة بشرط ان تخضع محافظة حضرموت للسيادة السعودية. حيث اشار في حديثه ان الحملات الجوية قد دمرت البنية التحتية لليمن وان المرحلة الاولى من هذه الحرب قد انتهت وان السعودية بحاجة ماسة للسيطرة على بحر العرب وهو الهدف الرئيسي لهذه الحملة على اليمن وإنّ ضم محافظة حضرموت للسعودية ووصلها بميناء المكلاّ هو شرط رئيسي لإعلان الهدنه ووقف الحرب في اليمن. هذا وقد اشار في حديثه انه منذ زمن والسعودية تسعى الى تطبيق هذه السياسة على الارض وكانت تخطط لمد انابيب البترول من السعودية الى المكلا ووصول النفط السعودي الى المياه الاقليمية لبحر العرب في المحيط الهندي واشار الى ان هذه الاتفاقيات قد ابرمت ووقع عليها الرئيس عبد ربه منصور هادي وبالتالي يجب تنفيذ ذلك الاتفاق بقوة السلاح عن طريق مايسمى بعاصفة الحزم ، وان كان الهدف المعلن من العملية الحربية التي قامت بها السعودية ضد اليمن هو الدفاع عن الحكومة اليمنية الشرعية ومنع حركة الحوثيين من السيطرة على البلاد. الا ان الاهداف غير المعلنة من وراء هذا الاعتداء هو تمزيق اليمن وتأسيس الدولة الحضرمية ومد أنابيب النفط الى بحر العرب, وعمل ميناء سعودي عليه في المكلا . هذه هي الاهداف الحقيقية وراء قيام السعودية بعاصفة الحزم ضد اليمن. فهل يفطن اليمنيون جميعًا لهذه المؤامرة والاطماع السعودية لابتلاع ماتبقى من الاراضية اليمنية ويحذروا من مكر هذه الجارة السوء وسياستها القذرة تجاه وحدة اليمن واستقلاله؟