أبدت الصحافة العالمية اهتماما كبيرا بملف تسجيل التراث المعنوي في قائمة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث الإنساني الحي، مركزة على الصقارة كفلكلور حياتي تشترك فيه العديد من دول العالم. وأشادت الصحف بدور الإمارات في تجميع عدد من الدول المهتمة بالصقارة وتقديمها ملفا متكاملا أشارت اليونسكو إلى أهمية استخدامه كمرجع في تقديم هذا النوع من الثقافات المعنوية. وكانت اليونسكو أعلنت عن تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك بفضل الجهود التي قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال تنسيقها وتعاونها مع 11 دولة عربية وأجنبية في إعداد الملف الدولي للصقارة، وقام بتنسيق هذه الجهود بشكل رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وتقدمت الصحف الغربية الأوسع انتشارا هذا الاهتمام إذ نشرت الغارديان البريطانية تقريرين في هذا الشأن، ونشرت نيويورك تايمز الأميركية تقريرا يشير إلى أهمية الاعتراف بالتراث المعنوي. وذكرت الغارديان في تقريرها الأول أن اجتماع 11 دولة متفرقة جغرافيا على تقديم ملف تسجيل الصقارة يشير إلى أهمية الجهود المبذولة. وقالت الصحيفة البريطانية الواسعة الانتشار في تقريرها الثاني أن خطة اليونسكو التي بدأت في 2003 لإعداد هذه القائمة العالمية رافقها عدد من الانتقادات، يتصل باحتمالية تأثير الأغراض التجارية على اختيار بعض أنواع التراث غير المادي وأن من الضروري التمييز بين ما هو تراثي بالفعل وما هو ثقافي بنزعة تجارية. وقالت الصحيفة إن هناك من يعتقد أن أية أموال يتم إنفاقها على الثقافة هي أموال مهدورة، ومن هنا ينبغي استردادها بطريقة أو بأخرى. وقد وصفت لجنة الخبراء التابعة لليونسكو الملف الدولي الذي تقدمت به دولة الإمارات بالتنسيق والتعاون مع 11 دولة عربية وأجنبية، بأنه أفضل ملف دولي تم تقديمه لها حتى الآن. وقالت اللجنة إن الملف مبني على عمل ميداني ضخم، ودراسة علمية، وتوثيق دقيق. وتولت الإمارات مسؤولية تنسيق الجهود، وتجميع الوثائق والأفلام والصور والمؤلفات الداعمة للملف. وأفردت صحيفة نيويورك تايمز موضوعا خاصة حول قائمة اليونسكو، مشيرة إلى الصقارة باعتبارها تراثا يخص مناطق متعددة من العالم. وتحت عنوان " الإمارات تصدر جوازات سفر للصقور وتقيم لها مشفى وتسجلها في قائمة التراث الإنساني" نشرت وكالة الأنباء الألمانية تقريرا موسعا مع الصور حول الإنجاز الإماراتي، وأشارت إلى أن هذا الاعتماد من قبل اليونسكو يتوج جهداً متواصلاً وعملاً حثيثاً استمر لخمس سنوات مضت، بذلته هيئة أبوظبي للثقافة ونادي صقاري الإمارات وهيئة البيئة أبوظبي، بالتعاون مع وزارة الثقافة وعدد من الجهات المختصة بالامارات. والدول المتقدمة بهذا الملف بالإضافة إلى الإمارات هي تشيكيا، بلجيكا، فرنسا، كوريا، منغوليا، المغرب، قطر، السعودية، إسبانيا وسوريا. أما صحيفة الاندبندت البريطانية فقد أشادت بالجهود التي بذلت لتقديم أنماط حياتية مثل الصقارة والفلامينغو والطعام المتوسطي إلى قائمة التراث الإنساني بعيدا عما اعتادته المنظمة الدولية من تقدير الأبنية والحجارة أكثر من التراث المعنوي. وكررت صحيفة سيدني مورننغ هيرالد الاسترالية ما أشارت إليه الاندبتدنت مشيدة بدورها إلى أهمية تقديم الدول ملفات مشتركة لتراثها المعنوي. وقالت أن الملفات كانت تحديا حقيقيا لأن الدول اعتادت على تقديم ملف واحد عن تراث مادي موجود على أرضها. في حين أن التراث المعنوي هو تراث عابر للدول والقوميات. وقالت صحيفة كوريا تايمز الكورية في مقال افتتاحي إن نجاح كوريا الجنوبية في تسجيل الصقارة بالاشتراك مع الإمارات ودول أخرى يعطيها درسا في إمكانية تسجيل مفردات جديدة في تراثها المعنوي على القائمة. أما صحيفة تشو صن البو الكورية فقد اعتبرت تسجيل الصقارة هو إقرار تأخر كثيرا لنشاط إنساني رفيع. ونشرت صحيفة جونغ غانغ ديلي الكورية مقالا عن تسجيل الصقارة وأهميته وافترشت صورة عريضة لصقار مع صقره صفحة الخبر. وعبرت الصحف التشيكية عن سعادتها بالانجاز الكبير. وقالت صحيفة براغ ديلي مونيتور أن الصقارة تراث نشأ في الجزيرة العربية وانتشر نحو أوروبا، لكنه عانى كثيرا بسبب انتشار الصيد بالأسلحة النارية. وأضافت الصحيفة "ها هي الصقارة تستعيد اعتبارها وتنال ما تستحقه من الاهتمام. لقد عاد لنا تراث يعود إلى القرن التاسع الميلادي." أما صحيفة براغ بوست، فأشارت إلى اثنين من التقاليد السائدة في التشيك والمشمولة في قائمة اليونسكو وهما الصقارة واحتفالات المازوباست المهرجانية. ووصفت الصحيفة التشيكية الصقارة بأنها تراث تشيكي يعود إلى أربعة آلاف سنة، لكن مخاوف انقراضه تزايدت بعد إدخال الاسلحة النارية إلى نشاطات الصيد. وأشارت الصحيفة إلى المهرجان العالمي الذي سوف تستضيفه العاصمة الإماراتيةأبوظبي في 2011، حيث يلتقي صقارون من مختلف أنحاء العالم للاحتفال بإدراج هذا التراث في قائمة يونسكو. من جانبها قالت شبكة أخبار التشيك "تشيك نتز" أن نشاطات الصقارة مذكورة في سجلات الإمبراطورية الموارفية التي حكمت تشيكيا خلال القرن التاسع الميلادي. واهتمت وكالات الأنباء العالمية الكبرى في نشراتها بخبر التسجيل إذ أوردته وكالة الصحافة الفرنسية ورويترز البريطانية واسوشييتد برس الاميركية. وبثت الاسوشييتد برس تقريرا تلفزيونيا عن لقاء نيروبي مشيرة إلى أن اللقاء أحدث نقلة نوعية في فهم التراث المعنوي للإنسانية. وأشادت الصحف والمواقع الالكترونية الكبرى الناطقة بالانجليزية بدورها بقرار تسجيل الصقارة. وكتبت صحيفة ميل ايست اونلاين عن أهمية الدور الذي قامت به الإمارات في تسجيل الصقارة مشيرة إلى أن عملية التسجيل أخذت وقتا طويلا وتوثيقا مفصلا والى العديد من اللقاءات التي توزعت دول العالم بالإضافة إلى أهمية مشاركة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في القرية التراثية للصقارين في ريدينغ قرب لندن وأن اللقاء الذي عقد على هامش مهرجان الصقارين هناك كان حاسما في تبني الموضوع نهائيا من قبل الدول المشاركة فيه. أما الجزيرة نت فقد أشارت إلى أهمية تقديم الملفات المشتركة بين الدول مشيرة إلى أن ملف الصقارة جمع 11 دولة على ملف واحد توج بالنجاح. كما أكدت العربية نت أهمية تسجيل الصقارة في اليونسكو، مُشيرة للجهود المميزة التي بذلتها دولة الإمارات بهذا الصدد. أما موقعا التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك فقد نقلا الخبر إلى المشتركين فور حدوثه نقلا عن قناة سي ان ان التي أوردت الخبر في نشراتها الإخبارية. أما محركات البحث بالانجليزية فقد ازدحمت بالخبر نقلا عن وكالات الأنباء والصحف وما أوردته الصحف الإماراتية الكبرى الناطقة بالانجليزية، ذي ناشونال وخليج تايمز وغلف نيوز وإمارات 24/7، بالإضافة إلى وكالة أنباء الإمارات. وسجل محرك غوغل حوالي 12 ألف إشارة إلى الخبر من مصادر مختلفة. وكانت اللجنة الدولية الحكومية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو عقدت جلساتها في وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني وترأس وفد دولة الإمارات سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والذي قال في كلمته خلال الاجتماعات: "لقد كان لنا الشرف بأن نكون المنسق للملف الدولي للصقارة بمشتركة 11 دولة من 3 أقاليم موزّعة بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نثمن عالياً مواقف هذه الدول المشاركة، لقد عملنا كفريق واحد وشعرنا بروح اتفاقية 2003 حول صون التراث العالمي. ونحن نتطلع للمزيد من الملفات المشتركة مع كل دول العالم، ويُسعدنا أن نرحّب بكل دولة من الدول ال 63 التي تمارس فيها الصقارة للانضمام لهذا الملف". وخاطب المزروعي وفود 128 دولة مشاركة بقوله: "كلنا يدرك أهمية تسجيل عناصر التراث الثقافي، وبخاصة تلك العناصر التراثية المشتركة بين الدول، والتي تمتد بجذورها عبر الحدود، لأن من شأن ذلك تعزيز لغة الحوار والتواصل بين الدول من أجل المزيد من التعاون والاستقرار والسلام". وأكد أن دولة الإمارات وبتوجيهات من قيادتنا الرشيدة لم تألُ جهداً في دعم مشاريع الحفاظ على التراث، وخاصة الصقارة التي تعد جزءاً مهما من ثقافتنا وتاريخنا العريق، وما تزال دولتنا تواصل جهودها الحثيثة في دعم خطط وبرامج منظمة اليونسكو الرامية للحفاظ على التراث الثقافي والإرث الإنساني للبشرية.