صدّرت إيران خطابا يحمل لهجة متراجعة في موقفها العدائي مع السعودية، على لسان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. فظريف قال الأربعاء إن بلاده "مستعدة للتعاون مع السعودية والتحاور حول إجراءات بناء الثقة مع دول المنطقة، ولا تسعى لأي مواجهة"، مشيرا إلى أن بلاده "ستحاكم المسؤولين عن الهجوم على المقار الدبلوماسية السعودية في إيران". وتأتي تصريحات ظريف في أعقاب إعلان خامنئي أن الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد "عملا ضد إيران وضد الإسلام". إلا أن هذا الخطاب لا يعجب السعودية التي تريد "أفعالا لا كلاما" من المسؤولين الإيرانيين، حسبما يرى الكاتب والباحث السياسي سلمان الأنصاري، الذي تحدث إلى "سكاي نيوز عربية" من الرياض. وقال الأنصاري إن ظريف "يكرر هذه الرسائل للاستهلاك العالمي، لكي يظهر الإيرانيون أنفسهم كدولة عاقلة ومتزنة، وهذا يخالف الحقيقة بشكل كبير". وأضاف الباحث السياسي: "السعودية لا تريد كلاما لكن تريد أفعالا على الأرض. تريد سحب الميليشيات الإرهابية من سورياواليمنوالعراق. هذه الميليشيات أصل المشكلة لا فقط استهداف سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد". واعتبر الأنصاري أن التناقض بين التصريحات المتراجعة لظريف وخامنئي من جهة، وتشديد الخطاب المعادي للجيران من الحرس الثوري "يعكس انقساما في السياسة الإيرانية ليس لصالح حكومة طهران". وأكد الكاتب السعودي أن الاعتداء على المقار الدبلوماسية "شيء يوجد داخل العقلية السياسية الأميركية"، مدللا على ذلك بأن "الحكومة الإيرانية بدأت ثورتها بالاعتداء على السفارة الأميركية عام 1979". يشار إلى أن عمر الحرس الثوري الإيراني من عمر الانتهاكات الإقليمية والدولية الموثقة ضدها، فأذرع هذا التنظيم العسكري ذي ال 35 عاما لم تتوقف عند الحدود الإيرانية لتتجاوزها إلى دول الجوار والمنطقة. وتحولت تلك الاتهامات إلى حقائق باعتراف قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، بأن أحد أطول أذرع الحرس الثوري المعروف باسم "فيلق القدس" يقاتل في 5 دول هي سورياوالعراقواليمن وأفغانستان وباكستان، باستخدام أكثر من مئتي ألف مسلح. ويصبح هذا العدد مضاعفا بالنظر لوكلاء إيران في باقي البقاع، كما هو حال حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي وباقي الميلشيات الشيعية في العراق.