أحد الأخوة من الشباب المستقل اثناء النقاش حول مايجري في مصر مع مجموعة من الزملاء واثناء احتدام الحديث وتباين الآراء بين مؤيد ومعارض لإجراءات الجيش ، فالبعض كان يسميه ثورة ، والبعض الآخر يسميه انقلاباً ، وكان هذا الشاب ساكتاً ويستمع لكل الأطراف دون ان يشارك في الحوار ، وفجأة قال عندي كلمة واحدة ممكن تسمعوا لها فصمت الجميع منصتين باهتمام لما سيقوله خاصة انه كان صامتاً طول الوقت فقال : يكفي الرئيس مرسي شرفاً انه عندما اعلن فوزه في الانتخابات احتفل ابناء فلسطين بهذا الفوز ، وعندما اعلن عزله من قبل الجيش احتفل ابناء اسرائيل بهذه المناسبة ، فوجم الجميع بعد كلام هذا الشاب وتبادلوا نظرات الاستغراب! أقول لكل الزملاء المؤيد والمعارض لمرسي نحن لا ندافع عن شخص مرسي او حزبه ، ولكن ندافع عن مبدأ ، والجميع الآن امام مفترق طريقين لا ثالث لهما ، إما أن ترسي الشعوب العربية مبدأ الديمقراطية والطريق الى الحكم يكون عبرالانتخابات الحرة الشريفة والشفافة ، وإما أن تعود الى الوراء وتتحكم بها إرادة المال التي تشتري الأنفس الضعيفة ، ، وتعود الدكتاتوريات كما كانت ، بل وربما أسوأ ، وبذلك تكون قد فرطت بدماء الشهداء وبكل التضحيات الجسام. لندع الحب والكره جانباً ، ونختار طريق العقل والمنطق بمايخدم الحاضر والمستقبل لهذه الامة التي غُلبت على امرها فترة طويلة من الزمن ، ولا زالت ترزح تحت كافة انواع الظلم والقهر والحرمان والعبث بثرواتها ، وقد شكلت لها ثورات الربيع العربي أملاً وطموحاً للتخلص من كل ذلك ، وهناك من يريد وأد هذه الثورات في مهدها.. فهل هذه الشعوب قد صحت واصبحت أهلاً لاستعادة إرادتها، أم ان هذه الثورات كانت عبارة عن حلم مرعب وكابوس مخيف على الحكام الفاسدين سرعان ماينقشع؟ الاجابة على هذه التساؤلات سيرد عليها الواقع من خلال مواقف هذه الشعوب مما يجري على الساحة! ورغم كل الاحباطات والتصرفات الخاطئة من قبل البعض دون ادراك منهم لخطورة ما يفعلونه ، الا اني على ثقة تامة ان احرار الامة العربية بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم سيختارون طريق الحرية والانحياز لإرادتهم التي لا تخضع إلا لله ولسان حالهم يردد ماقاله ابو الاحرارالشهيد محمد محمود الزبيري في أبياته الشعرية التالية : خرجنا من السجن شمّ الأنوف كما تخرج الأسد من غابها نمر على شفرات السيوف ونأتي المنية من بابها ونأبى الحياة اذا دنست بعسف الطغاة وإرهابها ونحتقر الحادثات الكبار اذا اعترضتنا بأتعابها ونعلم أن القضا واقع وأن الأمور بأسبابها ستعلم أمتنا أننا ركبنا الخطوب حناناً بها فإن نحن فزنا فياطالما تذل الصعاب لطلابها وإن نلق حتفاً فيا حبذا المنايا تجيء لخطابها أنفنا الاقامة في أمةٍ تداس بأقدام أربابها وسرنا لنفلت من خزيها كراماً، ونخلص من عابها وكم حية تنطوي حولنا فننسلّ من بين أنيابها وبهذه الارادة الصلبة التي ستخرج بها هذه الشعوب والتي لن تقف امامها اي عوائق ولن يتسلط عليها بعد ذلك اي متسلط ، بل انها بهذه العزيمة ستقتلع الطغاة والطغيان الى غير رجعة ، ولن تهزمها اموال الدنيا كلها ، وستحقق مرادها وتستعيد كرامتها وستلحق بركب الشعوب الحرة. فلنتطلع جميعاً إلى الغد المشرق ، وإن غداً لناظره قريب. محمد مقبل الحميري رئيس كتلة الاحرار بمجلس النواب