قتل ما لا يقل عن 200 شخص بعد اشتداد المعارك العنيفة التي تخوضها القوات الحكومية ضد ميليشيات جماعة الحوثي المتمردة في محافظة عمران شمال اليمن، فيما وصلت تعزيزات عسكرية قادمة من صنعاء، لفك الحصار عن اللواء 310 المتمركز في عاصمة المحافظة. وشهدت المحافظة نزوحا جماعيا لعشرات الآلاف من السكان هربا من المعارك. ومنذ مطلع الشهر الماضي، دارت معارك عنيفة بين الجيش، والحوثيين، في محافظة عمران التي تبعد عن العاصمة صنعاء 50 كلم، وامتدت الحرب لتشمل مناطق محاذية للعاصمة صنعاء في همدان وبني مطر، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وشنت ميليشيات الحوثي هجوما هو الأعنف للسيطرة على مدينة عمران، التي تحاصرها منذ أكثر من شهرين. وأشارت المصادر إلى أن المعارك تركزت في محيط مدينة عمران، وامتدت إلى أحياء سكنية، خاض خلالها الطرفان حرب شوارع، بعد تسلل الحوثيين إليها وقاموا بتفجير عدد من منازل تتبع شخصيات قبلية مساندة للجيش. وقصف الطيران الحربي مواقع الحوثيين، في مناطق بيت الضلعي وبيت عامر ومحيط مدينة عمران أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مسلحا وجرح العشرات. فيما وصلت تعزيزات عسكرية إلى محافظة عمران قادمة من صنعاء، تضم عشرات الدبابات والمدرعات، وخاضت معارك عنيفة في منطقة بني ميمون المقابلة لجبل ضين الاستراتيجي، بهدف فتح الطريق الذي يربط صنعاءبعمران. وأكد سكان محليون في قرية بيت غفر، تراجع مسلحي الحوثي من المنطقة باتجاه جبل الريان بعد قصف عنيف من جبل ضين على مواقعهم في بني ميمون وعمد وعسكير، التي يستخدمونها دروعا بشرية، وتمكن الجيش من تدمير مدافع وآليات كان يستخدمها الحوثيون في قصف الجبل كما نقلت الشرق الأوسط. وقال الشيخ عبدالرحمن الصعر، وكيل محافظة عمران، ، «إن 50 جندياً في الجيش اليمني قتلوا خلال الثلاثة أيام الماضية بينهم 18 قتلوا يوم أمس»، مشيراً إلى أن أكثر من 240 حوثياً قتلوا خلال الفترة ذاتها بينهم أكثر من مائة قتلوا يوم أمس أغلبهم في قصف للطيران. وأوضح الصعر في تصريح لوكالة الأناضول أن الوضع في المحافظة مازال متوتراً بشكل كبير رغم هدوء الاشتباكات في الجبال المطلة على مدينة عمران التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش والحوثيين خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن اشتباكات دارت حاليا في أطراف مدينة عمران بينها حي سوق الليل وقرب نقطة الورك العسكرية، على بعد نحو 4 كيلو متر من مدينة عمران، ومناطق بني ميمون وسحب وذيفان بالمحافظة. وقال إن اشتباكات أيضاً تدور بين أهالي المدينة والحوثيين في بعض الأحياء، مؤكدا أن الحوثيين لم يسيطروا على أي من أحياء المدينة، غير أنه أوضح أن الحوثيين باتوا شبه مسيطرين على حارة (حي ) بيت الفقيه، وهو حي صغير في المدينة. وتابع الصعر أن تعزيزات عسكرية وصلت من العاصمة صنعاء إلى مدينة عمران لمساندة الجيش في قتاله مع الحوثيين. ومضى قائلاً «إذا تم التهاون بالوضع المتوتر حاليا في المحافظة فإن الحوثيين سينتقلون إلى العاصمة صنعاء، لأن محافظة عمران هي بوابة العاصمة»، حسب قوله. في غضون ذلك تفاقمت الأوضاع الإنسانية في محافظة عمران، وأكدت مصادر محلية نزوح أكثر من 30 ألف شخص من سكان المدينة، التي يقطنها أكثر من 200 ألف نسمة، وتحولت قرى ومناطق المحافظة إلى مسرح للمعارك، ما أجبر أغلب السكان إلى النزوح هربا من جحيم الحرب إلى مناطق آمنة.