قصفت طائرات أميركية مواقع لمدفعية تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، وذلك بعد إعلان التنظيم سيطرته على بلدة مخمور في محافظة نينوى المحاذية لإقليم كردستان. في هذه الأثناء يواصل الجيش العراقي هجماته الجوية على مدينة الفلوجة (60 كلم شمال غرب بغداد). ونقل عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قوله إن "القوات الأميركية استهدفت مدفعية التنظيم بعد أن قصف عناصره مواقع للبشمركة الكردية التي تدافع عن أربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق)، ودفاعا عن الأميركيين في أربيل". وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أمر أمس بتوجيه ضربات جوية محددة لتنظيم الدولة بهدف حماية النازحين الفارين من القتال شمالي العراق. وقال أوباما إن الطائرات الأميركية أنزلت مساعدات إنسانية للنازحين العالقين، غير أنه نبه إلى أنه لن يورط القوات الأميركية في حرب جديدة بالعراق. وأضاف أنه يمكن توجيه ضربات جوية لدعم قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة. وتعليقا على ضرب الطائرات الأميركية لمواقع تنظيم الدولة، رجح رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري حدوث تغيرات ميدانية كبيرة خلال ساعات، مشيرا إلى إمكانية توجيه الطائرات الأميركية ضربات أخرى لتنظيم الدولة في مدن عراقية أخرى. وأشار زيباري إلى "تشكيل غرفة عمليات تجمع ضباطا من الجيش العراقي والبشمركة وخبراء من القوات الأميركية "لتحديد الأهداف وتطهير المناطق بمشاركة (مروحيات) طيران الجيش العراقي". في غضون ذلك سيطر مقاتلو تنظيم الدولة على بلدة مخمور الواقعة جنوب شرق مدينة الموصل وتبعد 50 كلم عن حدود مدينة أربيل. وكانت مخمور وبلدات أخرى في نينوى تحت سيطرة قوات البشمركة، قبل أن يسيطر عليها تنظيم الدولة خلال الأيام الماضية ومن بينها سنجدار والحمدانية وسد الموصل. وتسبب تقدم تنظيم الدولة في نزوح مئات الآلاف من سكان هذه البلدات والقرى المحيطة بها التي يقطن معظمها عراقيون من الإيزيديين والمسيحيين والشبك (الأكراد الشيعة)، مما تسبب في أوضاع إنسانية بالغة السوء استدعت تدخلا دوليا واسع النطاق. وكان مراسل الجزيرة في أربيل أيوب رضا أفاد في وقت سابق بأن قوات البشمركة تراجعت عن بلدة الخازر التي تقع شرق مدينة الموصل باتجاه مدينة أربيل، وتمركزت في بلدة خبات المحاذية لمخيم الخازر والتي تبعد نحو 30 كلم عن أربيل.
قوات البشمركة متأهبة لأي هجوم من تنظيم الدولة الإسلامية (رويترز) إجلاء الأجانب في غضون ذلك طلبت بريطانيا من رعاياها مغادرة أربيل بسبب تقدم مقاتلي التنظيم نحو المدينة. وفي سياق ذي صلة، بدأت شركتا شيفرون وإكسون موبيل النفطيتان الأميركيتان بإجلاء موظفيهما من إقليم كردستان العراق بفعل التقدم العسكري لمقاتلي تنظيم الدولة، وقالت شيفرون إن قرارها يستهدف الحفاظ على سلامة عمالها. كما علقت شركة أفرين المدرجة ببورصة لندن إنتاجها في حقل بردرش بإقليم كردستان العراق للسبب نفسه، وقررت سحب جميع موظفيها غير الأساسيين من الحقل. استهداف الفلوجة وفي الفلوجة قالت مصادر طبية عراقية إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب 14 آخرون -بينهم خمسة من مسلحي تنظيم الدولة- جراء قصف الطيران الحربي والمروحي الأحياء السكنية في الفلوجة والكرمة. ودارت اشتباكات مسلحة بين الجيش العراقي ومسلحي الدولة في منطقة السجر شمالي الفلوجة. وتشهد الفلوجة ومحيطها منذ يوم أمس قصفا عنيفا بالطائرات الحربية والطائرات المروحية والمدفعية الثقيلة طال عدة أحياء من المدينة.