البداية كانت مع (أم عبد الله) 29سنة حيث قالت : كان عمري حين تزوجته 17سنة وكنت قد أنهيت اختبارات السنة الأولي من تعليمي في المرحلة الثانوية ولأنه غير مسموح للبنت بأن تبدي رأيها في الرجل الذي سوف يتزوجها أو حتى تنظر إليه وفي الأيام الأولى لم ألاحظ شيئاً لكن بعد فترة قصيرة بدأت الصورة تظهر أمامي فالرجل كان يطيل الصمت يجلس في غرفة لوحده لساعات طويلة جدا وإذا حاولت الجلوس معه يطردني من تلك الغرفة بحكم أنه متعود أن يخزن القات لوحده وكنت أظل انتظره لساعة متأخرة من الليل وهو في تلك الغرفة وأحيانا كان لا يخرج منها حتى أذان الفجر وبعد إنجاب الولد الأول صارت حياتي معه أشبه بالجحيم فتلك الغرفة أصبحت بالنسبة له مثل صومعة يمضي فيها معظم أوقاته ولم يعد يذهب إلى عمله إلا نادرا وكان يشك في كل شيء أعمله ويثور بغضب ثم يعود لصومعته وطلقني مرة وأعادني إليه وعدت عندما قالت لي أخته: بأنه مريض نفسياً وبذلت كل جهدي لكي أقنعة بضرورة الذهاب لطبيب نفسي في البداية رفض واتهمني بأنني أكرهه وأنه يوجد في حياتي رجل آخر وبعد محاولات وافق ومكثنا على العلاج فترة ثم توقف عن العلاج من تلقاء نفسه وبعد سنة ونصف أنتكست حالته وعاد الوضع إلى سابق عهده بل أسوء مما كان ولهذا السبب حدث الطلاق الثاني ثم عدت إليه وفي النهاية أصبحت أشعر بأنني سأكون مثله مريضة نفسيا فقررت أن أعتبر أنه غير موجود وأتركه في صومعته يتحدث مع نفسه ويضحك وان أهتم بأولادي ومدارسهم وبيتي وأبحث لي عن عمل - الغريب أن أهله يرفضون عمل شيء وكأن الموضوع لا يعنيهم . طلاقي كان صك حرية أأما( أشواق)طالبة جامعية فقالت: كانت لي تجربة قاسية جدا من هذا النوع وذلك في زواجي الأول عندما تقدم لخطبتي شاب جاء من منطقة أخرى وعند السؤال عن أهله وجد أنهم ناس لهم مكانة واحترام ووضعهم المادي جيد جدا أما الشاب لم يكن به عيب ظاهري فتم الزواج ومن الليلة الأولى بدأت المعاناة في البداية قلت أن هذا هو طبعه لكن بعد أيام تأكدت أن الرجل غير طبيعي لكنني لم أكن أعرف ما هي مشكلته بالضبط كان يطلب شيئاً فإذا فعلته يثور وإذا تركته يضربني ما يعجبه اليوم يكرهه غداً، صار زوجي أثناء القات يكلم شخصاً غير مرئي فتكلمت مع عمي أبو زوجي فطبطب عليّ وطلب مني الصبر ولم أمس حتى ضربني زوجي بالحزام ضربا شديدا لدرجة أني لم أستطع الوقوف أو الكلام وقررت طلب الطلاق لكن خبر حملي جعلني ألغي الفكرة ولكن الوضع ظل كما هو وفي يوم ضربني حتى أسقطت الجنين فأخذني والده إلى أهلي ومكثت عند أهلي 50 يوما وجاء أهله لمصالحتي فرفض أهلي وطلبوا الطلاق أو المحكمة وخوفا من الفضيحة أحضروا ورقة الطلاق التي كانت بمثابة صك حرية بالنسبة لي .
تخلصت منه في يوم الزفاف وقالت (ياسمين) 26سنة : تقدمت لنا أسرة معروفة وافقوا على جميع طلباتنا تعاملهم معنا كان قمة في الرقي والأخلاق وكان الشاب وسيم الشكل فوافقت وتم عقد القران وبعد شهر وأثناء التجهيز للزفاف ومن خلال زيارات الشاب لنا لاحظت أنه يعاني من حالة نفسية وكوني حاصلة على الماجستير في علم النفس استطعت أن أكون فكرة عن حالته وبعد تفكير طلبت تأجيل الزوج ثم عرفت حقيقة مرضه فطلبت الطلاق وجاءتني ورقة الطلاق في اليوم الذي كان مقررا أن يكون الزفاف فيه .
ورطة
أما (أم خالد) فقالت : زوجت ابنتي لشاب وكان يبدو عليه أنه تمام زواج تقليدي وبسرعة خلال شهر والبنت في بيت زوجها وبعدها سنتان لم تعرف البنت فيها الراحة كل يوم ضرب ولأنها حملت على طول طلبنا منها أن تصبر وأنجبت البنت الأولى وجاء بعدها الحمل الثاني ففي الشهر الرابع جاءت البنت وجسمها كله أزرق وأحمر من كثرة الضرب فطلبنا الطلاق وحصلنا عليه وهذه واحدة من مشاكل الزواج السريع من عائلات بعيدة بنت مثل الوردة 21 سنة مطلقة ومعها بنت وحامل .
المعاق أهون من المريض نفسياً (نجاة) موظفة 28سنة : الأهل يريد الخروج من المشكلة ورمي العبء على كاهل الزوجة لهذا من غير الصالح لهم قول الحقيقة ولا أعتقد أن فتاة ستقبل الزواج من شاب يقول لها أهله أنه مريض نفسيا أنا شخصيا قد أقبل أن أتزوج من شخص معاق أعمى مثلا أو أصم لكنني لن أتزوج من مريض نفسيا وحتى لو وقعت في حب شخص وعرفت فيما بعد أنه مريض نفسيا لن أتزوجه لعدة أسباب منطقية منها أنه بحاجة لرعاية من نوع خاص ولمعاملة خاصة وبالنسبة لي أرى أن المريض النفسي أهون من مدمن المخدرات والخمر .
كلنا مرضى نفسيين أما (علي) وهو أستاذ متزوج وله خمسة أطفال فقد قال: الكل أصبح مكتئب وقد نكون نحن البلد الأكثر انتشارا للمجانين في الشوارع وإذا كانت كل امرأة ستطلب الطلاق لأن زوجها مريضاً نفسياً لن تبق امرأة واحدة على ذمة رجل وحتى لو ذهب الشخص لطبيب نفسي لن يتشافي لأن المشكلة في الوضع الاقتصادي للبلاد وأنا شخصيا أعرف أشخاصاً يعالجون عند أطباء نفسيين جيدين منذ سنوات دون فائدة .
علاجه أولى من تزويجه وقالت (نسرين) دبلوم موارد بشرية: المريض النفسي هو مثل الطفل يحتاج إلى معاملة خاصة قد لا تستطيع الزوجة أن تقدمه له مثل هذا النوع من الزوجات لو كان زوجها المريض يعاني مثلا من اكتئاب بسيط من الممكن أن تجعله حاداً ولهذا أرى أن علاج المريض النفسي هو أهم ما يحتاج إليه وليس الزواج . لكل داء دواء أما ( أم حنين) قالت : تزوجت برجل وبعد إنجاب المولود الأول عرفت أنه كان يعاني من مرض نفسي وتعافى وألان عاد إليه مرة أخرى بعد وفاة والده فصبرت ووقفت إلى جانب زوجي أكثر من ثلاث سنوات وانتهت الأزمة النفسية وعاد زوجي كما كان بل أفضل فلكل داء دواء والأمراض النفسية فيها أمراض سهلة وبسيطة تنتهي بالعلاج لكن الجهل بها هو الذي يجعل الناس تعقد الأمور. لا لزواج المرأة المريضة نفسيا وقال ( إبراهيم ) 29سنة : المرأة المريضة نفسيا أرى ألا تتزوج عكس الرجل المريض ليس تحيزا للرجال أو تحاملا على النساء ولكن لأن المرأة مسؤولة عن تربية الأطفال والتصاقها بالطفل أكثر أما بالنسبة للرجل فإذا كان شخصاً مسالماً وغير عدواني فلا مانع .
لن أتزوج دكتور نفساني وقالت ( بشرى ) موظفة : بالنسبة لي لن أقول أنني لن أتزوج من مريض نفسي ولكن أنا لن أتزوج من دكتور نفسي لأنه حتى الطبيب النفسي يكون لديه حالة نفسية إما انتقلت إليه من مرضاه أو أنها معه من صغره ولهذا اتجه إلى دراسة علم النفس كي يفهم هذه الحالة وحتى لو تعالج المريض النفسي من النادر أن يتحسن . رأي علم النفس
طرحنا القضية على الباحثة النفسية بمستشفي دار السلام م/ الحديدة - مني الكوكباني فقالت: هناك عدة مسببات لتأخر شفاء المريض النفسي من مرضه أهمها : يتردد الأهل كثيرا قبل اللجوء إلى الطبيب مما يساعد المرض على الإزمان. فمعظم الأسر وبسبب خوفها من أن يعلم الآخرين بأن لهم أبناً مريض نفسيا يحاولون إنهاء العلاج بأقصى سرعة ممكنة وبعضهم قد يتوقفون عنه بسبب رغبتهم الشديدة في إخفاء المرض حتى عن المقربين.
غلاء الأدوية
المرض يصيب الجميع الفقراء والأغنياء بعض الأسر الفقيرة قد لا تستطيع شراء الدواء بسبب ارتفاع سعر هذا النوع من الأدوية وعدم تهيئة البيئة المناسبة للمريض: فمن الأشياء الملاحظة لمرتادي الدار أن المريض يخرج من الدار ووضعه النفسي مستقر ولا توجد لديه أية مشكله ثم يعود إلينا ووضعه أسوى مما كان وهذا بسبب معاملة الأسرة له أو بسبب تناوله للقات. ويقول مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة الدكتور عبدالحميد بن عبد الحبيب أن عدم تزويج المريض النفسي سيؤدي إلى عزلة عن المجتمع، وإحساسه أنه أقل من غيره، وبالتالي تنتكس حالته، ويرتد إلى مرضه النفسي السابق، وبذلك يكون المجتمع عاملاً من عوامل ظهور وانتشار واستمرار المرض النفسي، وليس عاملاً من عوامل الدعم والتشجيع للمريض لتجاوز أزمة المرض النفسي في حياته. وينصح الدكتور الحبيب كل الآباء في حالة زواج المريض النفسي بمراجعة الطبيب المعالج للحالة، والاستفسار عن جميع النقاط التي يخشون منها في حالة إتمام هذا الزواج، لاستيضاح الحقيقة بالتفصيل من مصدرها، حيث لابد من دراسة كل حالة على حدة، وعدم إخفاء أي شيء عن الطبيب المعالج، ومناقشة مثل هذه المواضيع بوضوح.