سقط تسعة شهداء وأصيب قرابة أربعين آخرين في مدينة تعزجنوب اليمن جراء تجدد القصف المدفعي من ثكنات عسكرية لقوات صالح حتى ساعة كتابة الخبر، في الوقت الذي حلق فيه الطيران الحربي فوق الأحياء السكنية بعد كسره لحاجز الصوت. وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت في شارع جمال بين صقور الحالمة والثكنة العسكرية بمكتب التربية والتعليم على خلفية قيام جنود ومسلحين مدنيين ممن يعرفون بالبلاطجة بقنص احد صقور الحالمة في جولة المسبح، وبدأت الاشتباكات العنيفة بعد الساعة الخامسة من فجر اليوم بعد أطلاق أربع قذائف "آر بي جي" من الثكنة العسكرية باتجاه صقور الحالمة حسب مصادر محلية. وأفادت هذه المصادر بأن صقور الحالمة طلبوا عبر مكبرات الصوت من جنود الثكنة العسكرية الاستسلام، لكن رفض الجنود تسليم أنفسهم وقيام الثكنة العسكرية بإطلاق أعيرة نارية من أسلحة متوسطة وخفيفة على منازل المواطنين المجاورة، دفع بصقور الحالمة إلى اقتحام الثكنة العسكرية بعد اشتباكات عنيفة، وأفادت هذه المصادر بأن ثمانية جنود بينهم ضابطين برتبة ملازم سلموا أنفسهم. وأفادت مصادر أخرى بأن مصفحات اتجهت إلى شارع جمال من حي الاجينات بهدف استعادة الثكنة العسكرية نشبت على إثرها مواجهات عنيفة في محيط مكتب التربية والتعليم، وشهد المنطقة والشوارع المجاورة أصوات انفجارات عنيفة جراء القصف المدفعي الذي أستهدف المنطقة المحيطة بمكتب التربية والتعليم من ثكنة جبل جرة وقلعة القاهرة ومستشفى الثورة. وقد تعرض مبنى بنك التضامن الإسلامي فرع تعز الواقع في شارع جمال لعدد من القذائف ألحقت به العديد من الأضرار، فيما سقطت قذائف أخرى في حي المسبح، فقد سقطت قذيفة جوار مدرسة عمار بن ياسر وأخرى جوار منزل الشيخ عبد الله علي سرحان، وثالثة في حوش مستشفى التعاون، وأصابت قذائف أخرى منازل مواطنين في الحي. وكانت الاشتباكات قد زادت ضراوتها بعد قيام مصفحة تابعة لقوات علي صالح بإطلاق النار عشوائيا على شباب في شارع المصلى تسبب في سقوط العديد من الجرحى. وتحدثت أنباء عن تمكن صقور الحالمة من السيطرة على مدرسة نعمة رسام القريبة من شارع جمال والتي تستخدمها قوات صالح لتخزين أسلحة وعتاد عسكري. وكان المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بشارع جمال قد تعرض لقصف بسلاح متوسط وقذائف المدفعية من ثكنة القاهرة ومبنى الأمن السياسي بالأجينات، أدى إلى اشتعال النيران فيه. وأفاد شهود عيان ليمنات أن قصفا مدفعيا بقنابل انشطارية تعرض له شارع جمال أدى إلى تدمير عدد من المحلات التجارية ومنازل مواطنين، حيث اشتعلت النيران في فرع بنك التسليف التعاوني والزراعي وحافلة ركاب كانت واقفة بجواره، فيما شوهد الدخان يتصاعد من جهة جبل صبر، جراء قصف منازل مواطنين من قبل بعض الثكنات العسكرية المتمركزة هناك. وكانت القصف المدفعي قد طال ساحة الحرية التي تعرضت لقذائف أطلقتها دبابة متمركزة بمستشفى الثورة طالت بعضها فندق المجيدي ومبنى الجامعة اليمنية الأردنية المجاورين للساحة، فيما تعرض قرى بني عون والمشاقب والرحبة وشارع الستين لقصف عنيف بعد ظهر اليوم. ودارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة وقذائف الأر بي جي في محيط المجمع القضائي بجبل جرة بين صقور الحالمة وجنود الثكنة العسكرية أسفرت عن جرح ستة جنود حسب مصادر طبية في المستشفى الجمهوري بتعز، فيما دارت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة في حارة الكوثر ومحيط مدرسة الشعب بين صقور الحالمة وجنود يتمركزون في ثكنة مدرسة الشعب، كما دارت اشتباكات أخرى بين الطرفين في بير باشا والحصب وجولة وادي القاضي غرب المدينة. وأفاد شهود عيان بأن اشتباكات عنيفة لا زالت مستمرة حتى ساعة كتابة الخبر بالقرب من مصنع هزاع طه غرب المدينة بين قبائل موالية للثورة وجنود من اللواء 33 مدرع يحاولون إدخال بدبابة إلى مدينة تعز. وكانت تعزيزات عسكرية قد حاولت التوجه لشارع جمال عبر حوض الأشراف إلا أن صقور الحالمة أجبروها على التراجع من جولة الأخوة، وأفاد شهود عيان أن تعزيزات عسكرية عبارة عن دبابتين وأطقم عسكرية قد اتجهت للتمركز في الخط الدائري الجنوبي جوار قلعة القاهرة. وكانت مصادر محلية قد أكدت أن عدد من الجرحى والمصابين لم يتمكن أحد من إسعافهم في شارع جمال والشوارع الفرعية بسبب كثافة القصف، وأن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الدخول إلا بعد هدوء القصف. وكانت الدكتورة أروى عون الطبيبة في المستشفى الجمهوري قد تعرضت للطرد بسبب قيامها بمعالجة الجرحى الذين وصلوا المستشفى، وأكدت مصادر محلية بأن إدارة المستشفى ترفض معالجة الجرحى إلا بعد موافقتهم على تصوير الفضائية اليمنية. من جانب أخر أشارت أنباء إلى أن مدير أمن تعز العميد عبد الله قيران كان قد أقترح يوم أمس في اجتماع عقد بالقصر الجمهوري لم يحضره محافظ تعز ضم القيادات الأمنية والعسكرية بالمحافظة ، أقترح التغيير الفوري لعدد من مدراء عموم المكاتب التنفيذية بالمحافظة وبالذات المكاتب ذات الصلة بالجانب الإعلامي كالثقافة والإعلام وإذاعة تعز تحت مبرر عدم تنفيذ مدراء هذه المكاتب لتوجيهاته، متهما إياهم بأنهم سبب رئيسي في عدم إيصال الرسالة التي يود أن تصل عن الوضع في المحافظة.