أيها المجنون أي مُغامرة صغتها, أي تفاصيل اختصرتها لهذا القلب المُمزق, أي يقين منحتني كي أعبر هذا البرزخ الإنساني الموشم بالصمت والفراغ. أعرف أن هواجسك اليومية صغيرة كانت أم كبيرة لها إيقاع مُخيف ناهيك عن المُصادفة التي تشعرني بقوة المفاجآت التي لازالت تنتحل الجزء الأكبر من ذاكرتي المُتعبة . تصدُق الأيام أحيانا !!! تكذب الأيام !!! تستحيل الأحلام أحيانا !!! تكبر بسُرعة !!! نحن لا نعرف في أي مناسبة وفي أي زمان نبتدع مقامات بهية تليق بحُلم اللحظة وتمنحها صفائها وإيقاعها الجميل !!! لم نعُد نعرف أي المقامات تصحو !!! المقامات المُحملة بالبكاء والضحك !!! فقط عليك أن تنسى !!! لا وقت للتذكر !!! لا وقت للفراغ !!! فقط هي لحظات بين التذكُر والفراغ !!! فلا تنسى مقامك وذاكرتك عندما تُفتشها وتجد أنها ملغومة بأحرُف ودلالات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش : قل لي كيف كنت تعيش حُلمك في مكان ما، أقل لك من تكون والآن إذ تصحو، تذكر: هل أسأت إلى منامك؟ إن أسأت إذاً تذكر رقصة البجع الأخيرة! تُنسى، كأنك لم تكن, تُنسى، كأنك لم تكن تُنسى كمصرع طائر ككنيسة مهجورة تُنسى، كحب عابر وكوردة في الليل... تُنسى..