قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة الليبية الذين استولوا على قرى من القوات الموالية لمعمر القذافي نهبوا متاجر وأحرقوا بيوتا واعتدوا بالضرب على الأشخاص الذين يشتبهون بأنهم مؤيدون للزعيم الليبي. وتركز جماعات حقوق الإنسان منذ اندلاع الصراع قبل خمسة أشهر على مزاعم وقوع انتهاكات على أيدي قوات القذافي. لكن هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها قالت ان مقاتلي المعارضة في منطقة الجبل الغربي يرتكبون انتهاكات أيضا. وتقدم مقاتلو المعارضة في الأسابيع الأخيرة إلى مسافة 100 كيلومتر من العاصمة واستولوا على عدة قرى كانت قوات القذافي تستخدمها كقواعد لمهاجمة البلدات التي تسيطر عليها المعارضة. وقال جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "قوات المعارضة تقول انها ملتزمة بحقوق الإنسان لكن أعمال النهب والحرق والإساءة للمدنيين في البلدات التي تم الاستيلاء عليها أمور تبعث على القلق." وقال ستورك في بيان من مدينة الزنتان التي يسيطر عليها المعارضون وزعته المنظمة ان هذا "يثير المخاوف بشأن الطريقة التي سيعامل بها المدنيون اذا استولى مقاتلو المعارضة على بلدات أخرى تتمتع فيها الحكومة بتأييد." وقال باحثو المنظمة ان عدة بيوت أشعلت فيها النار في قرية القواليش بعد أن استولت عليها المعارضة. وأضافوا أن المتاجر نهبت في قريتين أخريين وأخذت معدات طبية من عيادة في قرية ثالثة. وشنت القوات الموالية للقذافي هجوما اليوم الأربعاء على ما يبدو لاستعادة قرية القواليش بعد أن حاول مقاتلو المعارضة التقدم صوب بلدة غريان التي تتحكم في المدخل إلى الطريق السريع الرئيسي المؤدي الى العاصمة. وأجرى الباحثون مقابلة كذلك مع أحد سكان قرية ريانة ونقلوا عنه قوله انه يعرف بتعرض بعض سكان القرية للضرب على أيدي المعارضين بعد سيطرتهم على القرية وان احد مقاتلي المعارضة أصاب شخصا بعيار ناري في قدمه. ونقلت هيومن رايتس ووتش في تقرير عن قائد عسكري محلي للمعارضة اعترافه بوقوع بعض الانتهاكات وقوله انها خروج مباشر على الأوامر الصادرة للمقاتلين بعدم إيذاء المدنيين أو ممتلكاتهم.