كشفت مصادر صحافية أن توكل كرمان وصلت خلال اليومين الماضيين إلى الدوحة بعد ان تم استدعاؤها بصورة عاجله من قبل مسئولين بالحكومة القطرية بناء على توجيهات مباشرة من الأمير حمد بن خليفة آل ثاني. وقالت المصادر إن توكل كرمان التي كان يفترض أن تواصل جولتها حتى العاشر من ديسمبر الجاري حيث يتطلب الأمر أن تكون متواجدة في هذا التاريخ في العاصمة النرويجية " أوسلو " لتتسلم جائزة نوبل بالاشتراك مع إلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا والناشطة السياسية الليبيرية ايضاً ليما غوبوي ‘ اضطرت بناءً على ذلك الاستدعاء العاجل إلى قطع جولتها التي بدأتها منتصف أكتوبر الماضي في عدة دول أوروبية وغربية لتعود إلى الدوحة. وبحسب المصادر فإن أمير قطر الذي وجه باستدعاء توكل كرمان بصورة عاجلة قبل أن تتوجه إلى " اوسلو " لتسلم الجائزة أراد من وراء ذلك معرفة النتائج التي اسفرت عنها جولتها ولقاءاتها مع المسئولين وممثلي بعض المنظمات في الدول التي شملتها جولتها ‘ منوهة بأن توكل كرمان قدمت لأمير قطر تقريراً تفصيلياً لتحركاتها في عدد من الدول الاوروبية والولاياتالمتحدةالامريكية وما أسفرت عنه من نتائج. وقالت المصادر إن أمير دولة قطر حرص خلال اللقاء على تزويد توكل كرمان بتوجيهات حول ما ينبغي عليها القيام به على هامش حفل توزيع جوائز نوبل ‘من خلال استغلال هذه المناسبة التي لا شك أنها ستحظى بحضور وتغطية إعلامية واسعة باعتبارها حدثاً دولياً بارزاً ‘وذلك بتصعيد الهجوم على النظام اليمني وتشويه صورته أمام الرأي العام العالمي ‘ هذا إلى جانب التحرك في أوساط الوفود المشاركة في الحفل للترويج للمشروع الانقلابي في اليمن والذي في حقيقة الأمر تتبناه دولة قطر وتدعمه بشتى السبل والإمكانيات المادية والسياسية عبر نشطاء من المعارضة اليمنية وفي مقدمتهم توكل كرمان ‘ التي كشفت بعض المصادر عن مؤشرات قوية على أنه كان لدولة قطر دور في حصول "كرمان" على جائرة نوبل ‘ على الرغم من أنها لم تكن مطلقاً من ضمن المرشحين للجائزة والذين بلغ عددهم 241 مرشحاً ‘ وذلك على غرار ما كان قد حصل بالنسبة لما غُرف بفضيحة بن همام التي كشفت عن تلك الرشاوي التي دفعتها قطر عبر مواطنها محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم حتى تتمكن من تنظيم بطولة كاس العالم 2022 وهو ما حصل بالفعل ‘ وعلى خلفية ذلك تم ايقاف بن همام من منصبه في اتحاد الكرة الأسيوي. وتشير المصادر إلى أن الأمير حمد بن خليفة آل ثاني ربما استغل الدور الذي لعبته قطر ووقوفها وراء حصول توكل كرمان على جائزة نوبل لممارسة الضغط عليها لمواصلة تحركاتها لدى مختلف الإطراف الدولية وتأليب تلك الأطراف ضد النظام في اليمن ‘ خاصة وأن التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وبدء الإجراءات العملية لتنفيذ ما تضمنته بنودها قد جعل القيادة القطرية تشعر بنوع من القلق وخيبة الأمل ‘ من منطلق أن ذلك يعني فشل المشروع الانقلابي في اليمن والذي لطالما قدمت الكثير من الدعم والمساندة والتأييد له باتفاق وتنسيق مع شخصيات في المعارضة ومن بينها " كرمان " .. ولذلك فدولة قطر لم تجد أمامها غير العمل بكل ما من شأنه أن يؤدى إلى إحباط التوافق الذي توصلت إليه الإطراف اليمنية بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وقد سبق للجانب القطري أن استدعى توكل كرمان إلى الدوحة في منتصف شهر أكتوبر الماضي تحت غطاء المشاركة في برنامج "بلاحدود " على قناة الجزيرة.. حيث عقدت اجتماعاً حينها مع تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ‘ نجل امير البلاد وولي عهده. وعقب ذلك الاجتماع ومن الدوحة تحديداً انطلقت " كرمان " في جولتها التي شملت عدداً من العواصم الأوروبية إلى جانب الولاياتالمتحدة. . بعد أن حدد لها الجانب القطري مجموعة من النقاط والمحاور التي ينبغي عليها الاخذ بها خلال جولتها وبالذات لدى بعض الدول الغربية والأمم المتحدة. وقالت المصادر إن الحكومة القطرية سخرت كل امكانياتها لدعم تحرك كرمان بما في ذلك الجوانب المتصلة بتنسيق تحركاتها وتمكينها من الحصول على تأشيرات دخول لتلك الدول والترتيب لما تقوم به من زيارات ولقاءات ‘ كما تكفلت بكامل نفقات ونثريات اقامتها وتحركاتها وكل أنشطتها بما في ذلك تزويدها بمبالغ كبيرة لمواجهة نفقاتها الجانبية.. وأن أمير قطر أوعز لتوكل كرمان عبر أحد معاونيه بأنه وكل حكومته في خدمتها. كما حرص المسئولون القطريون على توجيه توكل كرمان بضرورة الاستفادة من عامل فوزها بجائرة نوبل واستغلال بالشكل الذي يمكنها من تحقيق الأهداف التي تعمل من أجلها ومعها أحزاب المعارضة التي في مقدمتها حزب الإصلاح " الإخوان المسلمين" الذي تشغل توكل كرمان منصبا قيادياً فيه كعضو في مجلس شورى " الحزب ".. وفي مقدمة تلك الأهداف إسقاط نظام الحكم.
