ذكرت دراسة أجراها علماء في جامعة تكساس الأميركية أن الجينات قد تكون مؤشراً قوياً على ما إذا كان الإنسان عرضة للانخراط في حياة الجريمة أم لا. ونظر باحثون في دراسة مختصة إلى العوامل التي تجعل بعض الأشخاص يقومون بارتكاب الجرائم على مدار حياتهم، بالمقارنة مع أولئك الذين يقوم بذلك فقط خلال فترة المراهقة، في حين لا ينخرط آخرون في حياة الجريمة على الإطلاق. وأكد البروفيسور في جامعة تكساس الدكتور جيه سي بارنز أن "النتائج العامة للبحث تؤكد أن التأثيرات الجينية لمن يرتكبون جرائم على مدى عمرهم أكبر من تأثيرات البيئة المحيطة بهم". وقال "بالنسبة للممتنعين عن ارتكاب الجرائم طيلة حياتهم، فإن الفضل في ذلك يعود بالتساوي إلى العوامل الوراثية، وكذلك البيئة المحيطة التي تعمل على تقويم سلوك الفرد". وكشفت الدراسة عن أن "البيئة المحيطة تكون العامل الأكثر أهمية في سلوك مرتكبي الجرائم في مرحلة المراهقة فقط، والذين ترتبط جرائمهم في الأساس بتعاطي الكحول والمخدرات والسرقات الصغيرة، أما مرتكبو الجرائم على المدى الطويل فيكون لديهم سلوك غير إجتماعي في مرحلة الطفولة يتبعه سلوكيات عنيفة أو أفعال إجرامية خطيرة في المراحل العمرية الأكبر". وأشار الدكتور بارنز إلى أن "أحداً من قبل لم ينظر في احتمالية أن تكون العوامل الوراثية مؤشراً قوياً على المسار السلوكي للبشر". اعتمد بارنز وفريقه من الباحثين على بيانات لأربعة آلاف شخص تم أخذها من "الدراسة الوطنية الطولية لصحة المراهقين" في الولاياتالمتحدة، وذلك لتحديد إمكانية تصنيف كل شخص ضمن أحد المجموعات الثلاث". ولم يحدد العلماء الجينات التي تقود شخصاً ما إلى الانخراط في حياة الجريمة، غير أنهم أكدوا "تدخل العوامل الوراثية في الأمر". وقد أثبتوا ذلك عن طريق القيام بدراسة على عدد من التوائم.وعادة ما تقوم دراسات التوائم على مقارنة التوائم المتطابقين، الذين يشتركون في نسبة 100 % من الحمض النووي، بأشقائهم الآخرين، أو بمقارنة التوائم غير المتطابقين الذين يشتركون في 50 % فقط من الحمض النووي لمقارنة الأهمية النسبية للتأثيرات البيئية والوراثية على صفات وسلوكيات الأفراد. وقال الدكتور بارنز إن "تحديد الجينات التي تحدد المسارات المختلفة للأفراد على مدار حياتهم، سيكون مجالاً مثيراً للاهتمام لإجراء مزيد من البحوث". وأضاف أنه لا يوجد ما يسمى ب "جين السلوك الإجرامي"، مؤكداً الجريمة سلوك مكتسب، "لكن هناك مئات بل آلاف الجينات التي تزيد من احتمالية انخراط بعض الأشخاص في حياة الجريمة، وحتى لو كان هذا الجين يزيد الاحتمالية بنسبة 1 % فقط، فإنها تعتبر عاملاً وراثياً مهماً للغاية".
