انا لله وانا اليه راجعون المتحوثون من أبناء حارتي في الجحملية العليا الغربية ينهبون كل محتويات بيتنا ويشلحونه تشليحا ثم زرع فيه المتحوثون الألغام..وهم مجموعة ممن جمعتنا بهم سنوات طويلة جيرة وصداقة عمر وتربينا ونشأنا في حارتنا يجمعنا الجامع والمدرسة والملعب والمقهى والحل والترحال .. العديد من الألغام وضعها شباب كانت لنا معهم محطات عضدت صداقتنا ففتتها الطائفية والهمجية المعاصرة الحاقدة..هؤلاء الذين أحسنا إليهم وأحسنا الظن بهم وبآبائهم ومددنا لهم ووقفنا معهم وقدمنا لهم الخير في مراحل من الحياة هاهم يردون لنا الجميل بنهب وتفجير بيت والدي ويدمرونه بالألغام وأصابع الديناميت امس الثلاثاء في ال 2 بعد منتصف الليل استمرارا لسياستهم الحاقدة على كل شيء في تعز .. ليس يسكن في بيتنا سوى الوالدة واختين وأولادهن مع أخي وزوجتيه واولاده..يعني بيت هو مزار يجمع جميع أفراد الأسرة كل جمعة..لقد تم تدمير منزل أبي وحوله الهمجيون إلى ركام.. ..يبدو لأنه بني مع اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962 م ولأنه بعدما استشهد والدي في العام 1979 م كان يأوي أخواتنا وأمنا الحلبيبة التي تجاوز عمرها السبعين السنة وكانت قد تربى بعض هؤلاء المتحوثة وآبائهم على يديها فلدغوا وخانوا وغدروا..ودمروا بيتا صار مأوى للنساء الضعيفات وأطفالهن وأمي التي انهارت من هول الصدمة ووقع خبر الكارثة.. لقد قالت لي بصوت متهدج : ياابني..قتلوني..فجروا وطني..فيه ترعرعت مع ابيك إذ تزوجني قبل سن الرشد وأنجبتكم واحدا بعد الآخر فيه ..وزففتكم إلى عرائسكم منه وفيه أقمت المأتم لأبيكم ولأختيكم وأخيكم ولم تستطع ان تكمل حديثها معي إذ انهارت باكية فأبكتني وأنا الرجل المتصلب الدمع لكنها انسكبت.. عزائي لك أماه ولأخواتي وأبتام كان يأويهم بيت الشهيد سعيد علي حارث الحذيفي ..